تثير زيارة البابا فرنسيس للعراق العديد من التساؤلاتالبابا فرنسيس يلوح للجمهور عند وصوله لإقامة قداس في ملعب فرانسو الحريري في 7 آذار / مارس 2021 في أربيل ، العراق [كريس ماكغراث / غيتي إيماجز]البابا فرنسيس يلوح للجمهور عند وصوله لإقامة قداس في ملعب فرانسو الحريري في 7 آذار / مارس 2021 في أربيل ، العراق [كريس ماكغراث وزار البابا فرنسيس العراق الأسبوع الماضي فيما قيل إنها كانت أول رحلة من نوعها. جاء ذلك في وقت يشهد ظروفًا بالغة الصعوبة يمر بها العراق منذ الغزو الأمريكي عام 2003 ، مع استمرار الاضطرابات والقتل. ومع استمرار وجود فلول داعش في الموقع ، فقد تطلب الأمر ما بدا وكأنه الجيش العراقي بأكمله لحماية رأس الكنيسة الكاثوليكية ، إلى جانب 200 من ضباط الشرطة والقوات الخاصة الأمريكية. وفُرضت منطقة حظر طيران في أنحاء العراق وأغلقت مدينة النجف حيث زار البابا أكبر رجل دين شيعي في البلاد آية الله العظمى علي السيستاني. وبحسب تقديرات أولية ، كلفت الزيارة الخزينة العراقية ملايين الدولارات بينما يعاني الكثير من المواطنين من الفقر.استقبل النظام العراقي بابا الفاتيكان بمودة كبيرة. وضمت لجنة الترحيب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء وجميع الوزراء والمسؤولين الحكوميين. لقد كان استقبالًا مثيرًا للإعجاب ، وإن كان فوق القمة ، لم يتلق البابا أمثاله في أي بلد. ما الذي كان يفكر فيه النظام؟ ما الذي كانت تحاول إثباته؟يبدو أن البابا ألغى رحلة إلى أمريكا الجنوبية من أجل الذهاب إلى العراق ، مما يجعلني أتساءل عما كان يأمل في الخروج منها. من المؤكد أنها لم تكن فقط للصلاة من أجل المسيحيين العراقيين ، الذين لا يوجد منهم سوى 400 ألف في البلاد ، وقد هاجر معظمهم بعد الغزو الأمريكي.اقرأ: بايدن يصف زيارة البابا للعراق بأنها رمز الأمل للعالمومن المؤكد أيضا أنه كان ينقل رسائل سياسية من دولة معينة ، إضافة إلى رسائل للاستهلاك الإعلامي في خطابه يوم الجمعة الماضي وأثناء القداس الثلاث الذي ألقاه. وكرر كلمات الباباوات أمامه عن روح المحبة والسلام بين جميع البشر. لكنه قال أيضًا شيئًا لم يجرؤ الباباوات قبله على قوله ؛ أن اليهود والمسيحيين والمسلمين هم جميعاً أبناء إبراهيم. هذه هي المرة الأولى التي يعترف فيها بابا كاثوليكي بالإسلام كدين إلهي. كان أسلافه يعتبرون المسلمين أتباعًا لتعاليم الرجل الصالح محمد ، الذي كتب الكتاب المقدس بنفسه لكنه لم يتلق الوحي الإلهي.اعتاد البابا فرانسيس على لعب دور الوسيط منذ توليه البابوية. ساعد في استعادة العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وكوبا وشارك في أزمات اللاجئين في أوروبا وأمريكا. صنفته مجلة Fortune في قائمة أعظم 50 قائدًا في العالم ، بينما صنفته مجلة Forbes رابع أقوى رجل في العالم.الرئيس العراقي برهم صالح يستقبل البابا فرنسيس في القصر الرئاسي ببغداد في 5 آذار / مارس 2021 في أول زيارة بابوية للعراق [صباح عرار / وكالة الصحافة الفرنسية عبر غيتي إيمدجز]الرئيس العراقي برهم صالح يستقبل البابا فرنسيس في القصر الرئاسي ببغداد في 5 آذار / مارس 2021 في أول زيارة بابوية للعراق [صباح عرار / وكالة الصحافة الفرنسية عبر غيتي إيمدجز]ماذا يريد رابع أقوى شخص في العالم من دولة كانت ذات يوم عاصمة العالم الإسلامي وبالتالي أقوى دولة في العالم؟ بلد كان الفاتيكان يخشى بشدة أنه سيمتنع عن قرع أجراس الكنائس عندما تكون السفن الإسلامية في الأفق حتى لا يستفزها.ماذا يريد البابا من دولة العراق التي دمرها الغزو الأمريكي الذي شرد الملايين من أبنائه ونهب ثرواته وتراثه؟ لماذا لم يدين الغزو وهو في قلب العراق؟ما يحيرني حقًا في كل هذا هو النظام العراقي ، بضيافته المفرطة. هل تتوقع من البابا أن يمنحها شهادة حسن سيرة وسلوك عن كل المذابح التي شهدتها أراضيها خلال الثمانية عشر عاما الماضية؟ من الواضح أن النظام اعتبر هذه الزيارة اعترافًا بنفسه وبطائفيته البغيضة ، مما أعطاها إيماءة لزيادة قمعه للثورة العراقية التي اندلعت قبل أكثر من عام.ربما كانت الرسالة التي حملها البابا فرنسيس موجهة إلى إيران. وتعد زيارته للنجف ولقائه مع السيستاني ، المرجع الشيعي الأعلى في العراق ، اعترافًا بأهمية آية الله ورمزيته الدينية ، مما مكّنه من لعب دور سياسي حاسم في شؤون الدولة.اقرأ: السلام أقوى من الحرب ، يقول البابا فرنسيس في مدينة الموصل العراقية المدمرةبول بريمر هو الرجل الذي عينته واشنطن ليحكم العراق بعد غزو وسقوط بغداد. يشرح في كتابه My Year in Iraq رغبة أمريكا في الحفاظ على دعم الشيعة والسيستاني واستبعاد القوات الشيعية المتحالفة مع إيران. دور السيستاني داخل المجتمع الشيعي مشابه لدور البابا للكاثوليك. لا يدير الشؤون السياسية اليومية ، لكنه يمارس نفوذه من خلال المناقشات الخاصة مع الأتباع المخلصين ويصدر آراء دينية موثوقة.هذه حقيقة. منذ عام 2003 ، لعب السيستاني دورًا مهمًا ومكّن الشيعة العراقيين من أن يكون لهم اليد العليا في الحكومة من خلال إصراره على كتابة الدستور من خلال مجلس منتخب وإدخال تطبيق الشريعة الإسلامية في الدستور ، حتى يحصل الشيعة على الأسد. شارك. وهناك أمثلة كثيرة على دور السيستاني السياسي في العراق ، أحدها فقط أنه هو الذي أجبر رئيس الوزراء عادل عبد المهدي على تقديم استقالته العام الماضي بعد الثورة ضده ووفاة محتجين.لذلك من المعقول القول إن السيستاني ساعد في تشكيل السياسة في العراق ، وكان له تأثير كبير على السياسيين والشعب ، وكذلك على مجرى الأمور في البلاد. هذا معروف واعترف به بريمر.لماذا إذن بدأ البابا فرنسيس زيارته للعراق بزيارة السيستاني؟ كان يمكن أن يكون فقط بسبب وضعه السياسي وإيصال رسالة من بلد آخر. ربما حتى من الولايات المتحدة ، على الرغم من أننا لا نستطيع التأكد. ما هي الرسالة وماذا يُسأل عن العراق؟ أم أن بغداد مهددة بالنظر إلى أن زيارة البابا حظيت بتشجيع من واشنطن بعد هجومين على القوات الأمريكية في العراق في أقل من أسبوعين؟كما أنني أتساءل ما هو موقف إيران من هذه الزيارة المشبوهة إلى حد ما. تسيطر طهران بشكل أساسي على العراق وتعتبره إلى حد ما مقاطعة تابعة للجمهورية الإسلامية.هناك الكثير من الأسئلة حول هذه القضية برمتها. ربما يمكننا أن نتوقع بعض الإجابات في الأيام القادمة.