صحراويان يحملان علم الصحراء الغربية أمام الجدار الفاصل بين شطري الإقليم صدر الصورة،Getty Images
التعليق على الصورة،صحراويان يحملان علم الصحراء الغربية أمام الجدار الفاصل بين شطري الإقليم
Author,أحمد روابة
,بي بي سي
في نهاية فترته الرئاسية الأولى، كتب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تغريدة على تويتر، أثارت ردود فعل دبلوماسية، في قضية “مجمدة”، ونزاع عربي، عمره 50 عاماً.
أعلن ترامب يوم 10 ديسمبر/كانون الأول 2020 اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية، المتنازع عليه بين الرباط وجبهة بوليساريو، التي تطالب وتسعى لإقامة دولة مستقلة للشعب الصحراوي.
وغيرت تغريدة ترامب الموقف الأمريكي من الحياد إلى مساندة للمقترح المغربي، بمنح الصحراويين حكما ذاتياً، تحت سيادة المملكة المغربية.
وبعد انتخاب ترامب لفترة رئاسية ثانية، عاد الحديث عن صفقاته، وجدد هو تعهداته بإنهاء الحروب والنزاعات، في أوكرانيا والشرق الأوسط، بطريقته الخاصة.
إعلان
والملاحظ أن ترامب ينظر إلى القضايا السياسية والنزاعات الدولية بمنطق رجل الأعمال. لذلك عرفت مبادرته لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي “بصفقة القرن”. وهو يتحدث عن إعادة إعمار غزة كمشروع تطوير عقاري.
تخطى الأكثر قراءة وواصل القراءة
الأكثر قراءة
وجه بيل غيتس مرتدياً نظارة طبية وقميصاً رسمياً أبيض وجاكيت أسود.
بيل غيتس يتبرع بمعظم ثروته البالغة 200 مليار دولار لأفريقيا
أطفال يسبحون في جدول ماء هرباً من الحر بمدينة مظفرأباد في مقاطعة بلوشستان بباكستان
كيف يمكن التعامل مع موجات الحر المتكررة؟
هدايا تذكارية دينية إسلامية ومسيحية.
كيف يشكل التنوع الطائفي والعرقي الهوية السورية؟
الممثلة المصرية سميحة أيوب
رحيل سميحة أيوب، “سيدة المسرح العربي” تغلق الستار
الأكثر قراءة نهاية
جاء قرار اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية مع موافقة الرباط إلى “الاتفاقيات الإبراهيمية”، لتطبيع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، رفقة أبوظبي والمنامة والخرطوم.
وقال: “إن مقترح الحكم الذاتي المغربي يتسم بالجدية والمصداقية والواقعية، وهو الأساس الوحيد لحل عادل، من أجل تحقيق السلم والازدهار”.
مغاربة يحتفلون بإعلان ترامب اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية في 2020صدر الصورة،Getty Images
التعليق على الصورة،مغاربة يحتفلون بإعلان ترامب اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية في 2020
سجلت الدبلوماسية المغربية انتصاراً بتأييد الولايات المتحدة لمقترح الحكم الذاتي، الذي تطرحه منذ 2007. وشجع تحول موقف واشنطن دولاً أوروبية، مثل فرنسا وإسبانيا، على الميل الصريح إلى الطرح المغربي لحل النزاع.
وتتسابق باريس ومدريد، عبر شركاتهما، إلى اغتنام فرص الاستثمار المجزية، التي تعرضها الرباط، في الأراضي الصحرواية، الواقعة تحت سيطرتها، مقابل تأييد مطالبها بالسيادة على الإقليم.
وأثار موقف فرنسا وإسبانيا غضب الجزائر، التي تعترف “بالجمهورية الصحراوية”، وتدعم جبهة بوليساريو، ومطلب تقرير المصير، الذي ترفعه أمام الأمم المتحدة، لحل النزاع مع المغرب.
مظاهرة في مدريد تطالب بتقرير المصير في الصحراء الغربية صدر الصورة،Getty Images
التعليق على الصورة،مظاهرة في مدريد تطالب بتقرير المصير في الصحراء الغربية
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
اشترك في قناة “مجلة +” على تطبيق WhatsApp
قناة “مجلة +”
يمكنك مطالعة مجموعة متنوعة من المقالات الشيقة والملهمة والتقارير المفيدة.
اضغط هنا
يستحق الانتباه نهاية
ولم يكن الرئيس الأمريكي ليقدم للمغرب “اعترافا”، بهذا الحجم، دون أن ينتظر مقابله مصلحة استراتيجية لبلاده.
وفي يوليو/تموز 2022 نشر جاريد كوشنر، وزوجته إيفانكا ترامب، صوراً لهما، على شواطئ الداخلة، في الصحراء الغربية. وكتبا تعليقا على الصور أنهما في المغرب، ربما تأكيدا على التزام الرئيس الأمريكي بقراره.
ماهي الصحراء الغربية؟
الصحراء الغربية إقليم في منطقة المغرب العربي، شمال غربي أفريقيا. وتبلغ مساحة اليابسة فيها 226 ألف كيلومتر مربع (مساحة المغرب 446550 كيلومتر مربع). ولها واجهة بحرية على المحيط الأطلسي، لا تبعد عن جزر الكناري الإسبانية، إلا بنحو 50 كيلومترا.
وتحتوي أراضيها القاحلة على ثروات طبيعية هائلة، منها الفوسفات (المغرب من أكبر مصدري الفوسفات في العالم)، والحديد واليورانيوم والذهب، وربما النفط والغاز، فضلا عن معادن نادرة أخرى، يجري استكشافها أوالتنقيب عنها، في الإقليم.
ويتمد ساحل الصحراء الغربية على المحيط الأطلسي بطول 1200 كيلومتر (ساحل الجزائر طوله 1200 كيلومتر). وتعد مياهها البحرية من أغنى المياه في العالم، من حيث الثروة السمكية.
وتتوافر فيها إمكانيات لتوليد الطاقات المتجددة، تسد احتياجات المغرب العربي كله.
صفتها القانونية؟
الصحراء الغربية مستعمرة إسبانية سابقة، أدرجتها الأمم المتحدة، منذ 1963، ضمن مجموعة من الأقاليم “غير المتمتعة بالحكم الذاتي”. ولا تزال، منذ 1975 إلى اليوم، إقليما متنازعا عليه، بين المغرب والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، بوليساريو.
صحراويات في مخيمات اللاجئين في تندوف بالجزائرصدر الصورة،Getty Images
التعليق على الصورة،صحراويات في مخيمات اللاجئين في تندوف بالجزائر
وتطالب جبهة بوليساريو، منذ تأسيسها في عام 1973، بالاستقلال التام في الصحراء الغربية. بينما شرع المغرب، بعد حصوله على الاستقلال من فرنسا في 1956، في المطالبة بسيادته على الإقليم، الذي كانت تحتله إسبانيا، منذ 1884.
وفي بداية السبعينيات، تضاعفت الضغوط الداخلية والخارجية على إسبانيا، بخصوص وجودها في الصحراء الغربية. فاضطرت الحكومة الإسبانية إلى الرحيل عن الإقليم، وأعلنت في 1974 عن تنظيم استفتاء لتقرير مصير “الشعب الصحرواي”.
فالبلاد كانت تمر بمرحلة انتقالية صعبة، وحكومة الجنرال، فرانتشيسكو فرانكو، المريض، لم تكن قادرة على التعامل مع تمرد المسلحين الصحراويين، على الأرض، ومطالب المغرب ثم موريتانيا، بالسيادة على الإقليم.
لكن إعلان إسبانيا عن إجراء استفتاء لتقرير المصير لم يعجب المغرب، فلجأ إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، لإثبات “حقوقه الشرعية” في الإقليم. ولذلك طلبت الأمم المتحدة رأيا استشاريا من المحكمة الدولية في دعاوى المغرب وموريتانيا.
وخلصت المحكمة إلى أن الوثائق والمعلومات، التي قدمت لها، “لا تثبت أي رابطة سيادة إقليمية بين الصحراء الغربية والمملكة المغربية أو موريتانيا”. وأنها لم تجد “أي رابطة قانونية” تحول دون تطبيق مبدأ استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي، وفق مبادئ الأمم المتحدة.
وبعد صدور القرار، دعا العاهل المغربي، الحسن الثاني، إلى “المسيرة الخضراء”، وهي تظاهرة شعبية، شارك فيها 350 ألف مغربي، توجهوا يوم 6 نوفمبر/تشرين الثاني 1975 نحو الحدود مع الصحراء الغربية، للضغط على الإدارة الإسبانية في الإقليم.
ومما جاء في خطاب الحسن الثاني إلى المغاربة يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني 1975: “غدا إن شاء الله ستخترق الحدود، غدا إن شاء الله ستنطلق المسيرة، غدا إن شاء الله ستطالون أرضا من أراضيكم، وستلمسون رملا من رمالكم وستقبلون أرضا من وطنكم العزيز”.
وخرج عشرات الآلاف فعلا إلى الشوارع تلبية لنداء الملك، بتأطير من القوات المسلحة، ولكن لم يسمح إلا لعدد قليل منهم بعبور الحدود كتعبير رمزي.
وعجلت “المسيرة الخضراء” بمفاوضات، وقعت فيها إسبانيا يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني 1975 على اتفاق سلمت بموجبه ثلثي أراضي الإقليم (في الشمال) للمغرب، والثلث الباقي (في الجنوب) لموريتانيا، مع احتفاظها باستثمارتها في مناجم الفوسفات هناك.
ورفضت جبهة بوليساريو تقسيم الصحراء الغربية بين المغرب وموريتانيا. وتعهدت بالتصدي “للغزاة” المغاربة والموريتانيين على حد سواء. وفي فبراير/شباط 1976 أعلنت قيام “الجمهورية العربية الصحرواية الديمقراطية”، في بير لحلو.
العمل المسلح
وشرعت جبهة بوليساريو، بدعم من الجزائر وليبيا، في شن هجمات على مواقع القوات المغربية، التي انتشرت شمالي الإقليم، وعلى الجيش الموريتاني في المنطقة الجنوبية منه، ودفعت الاشتباكات بآلاف المدنيين الصحراويين إلى النزوح عن ديارهم.
ولجأ قطاع منهم إلى الفيافي النائية، التي تنعدم فيها مظاهر الحياة، وتصل الحرارة فيها إلى درجات لا يحتملها البشر. ونزح آلاف آخرون إلى الجزائر، حيث يقيمون في مخيمات بمنطقة تندوف الحدودية، إلى اليوم. وهناك مقر “الحكومة الصحرواية” المؤقتة.
وفي 1979، قررت موريتانيا، بعد انقلاب عسكري في البلاد، وبسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة، التي كانت تمر بها، التخلي عن مطالبها في الصحراء الغربية، وسلمت المنطقة الجنوبية، من الإقليم، لجبهة بوليساريو، ووقعت على معاهدة سلام معها.
“الجدار العازل”
وأعلنت الرباط، إثر ذلك، عن ضمها للمنطقة الجنوبية من الصحراء الغربية. وشرعت، منذ بداية الثمانينيات، في بناء جدار رملي، يفصل، من الشمال إلى الجنوب، بين المناطق، التي تسيطر عليها القوات المغربية (80 في المئة)، وتلك التي بيد جبهة بوليساريو (20 في المئة).
ويمتد الجدار، الذي أنجزه الجيش المغربي، بدعم أمريكي وإسرائيلي، على مسافة 2700 كيلومتر، بارتفاع ثلاثة أمتار. وزرع حوله 10 ملايين لغم مضاد للأفراد، على منطقة بعرض مئات الأمتار. وتحرسه قوات عسكرية قوامها 100 ألف جندي.
وتقول الرباط إن “جدار الدفاع” يهدف إلى “منع تسلل المسلحين” الصحراويين، بينما ترى جبهة بوليساريو أنه “جدار العار”، الذي “يقسم البلاد، ويفصل بين آلاف العائلات”، وتشبهه بالجدار الإسرائيلي في الضفة الغربية.
وقف إطلاق النار وتقرير المصير
وبعد 16 عاما من الحرب المفتوحة بين جبهة بوليساريو والقوات المغربية، في الصحراء الغربية، وافق الطرفان في سبتمبر/ أيلول 1991 على وقف لإطلاق النار، توسطت فيه الأمم المتحدة. ونص الاتفاق على إجراء استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي، في السنة التالية 1992.
لكن مسار الاستفتاء توقف بسبب خلاف بشأن تحديد هوية من يحق لهم التصويت. فجبهة بوليساريو أصرت على أن تقتصر المشاركة على المسجلين في إحصاء سكان الصحراء الغربية في 1974، وذرياتهم، وهو ما كان سيضمن لها التصويت بنعم للاستقلال.
المسيرة الخضراء التي دعا إليها الملك المغربي الحسن الثاني إلى الصحراء الغربية في 1975صدر الصورة،Getty Images
التعليق على الصورة،المسيرة الخضراء التي دعا إليها الملك المغربي الحسن الثاني إلى الصحراء الغربية في 1975
أما الموقف المغربي، فكان حريصا على أن تشمل المشاركة في الاستفتاء المغاربة المقيمين في الصحراء الغربية والصحراويين المقيمين في المغرب أيضا، وهو ما كان سيرجح كفة أنصار الانضمام إلى المملكة.
وبعد وفاة الملك الحسن الثاني، تولى العرش نجله، محمد السادس، وأعلن في 2001 رفض بلاده لإجراء استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية. وفي 2003 اقترحت الأمم المتحدة الحكم الذاتي لمدة 5 سنوات، يتبعها استفتاء للشعب الصحراوي.
وردا على المقترح الأممي، طرحت الرباط في 2007 فكرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، فرفضتها جبهة بوليساريو في حينها.
يعيش الصحراويون، منذ عشرات السنين، نازحين في بلادهم، أو في مخيمات خارج الحدود.
اللاجئون الصحراويون في الجزائر موزعون على 5 مخيمات بمنطقة تندوف، في جوف الحمادة، التي تعرف بأنها صحراء الصحراء، أو “بوابة جهنم”. تبلغ حرارة نهارها 50 درجة مئوية، وليلها برد زمهرير.
أرض لا نبات فيها ولا ماء، وبحر من الرمال والعواصف لجأ إليه الصحرايون، هرباً من النزاع منذ 50 عاماً، وفي انتظار العودة إلى مدن العيون والداخلة والسمارة وأوسرد، أطلقوا أسماءها على مخيماتهم.
وتدير جبهة بوليساريو مخيمات تندوف بمؤسساتها الإدارية وأجهزتها الأمنية وخدماتها الصحية والتعليمية الأساسية. ولكنها تعتمد على المساعدات الإنسانية في الكثير من المجالات، مثل الغذاء والماء والطاقة.
الحمدي، الذي يعمل مترجما للمنظمات الإنسانية في المخيمات ونزحت عالته من مدينة الداخلة في السبعينيات، قال لي بمرارة إن دولا أوروبية “تتصدق” على اللاجئين الصحراويين بالسمك المعلب، الذي “سرقته” من سواحل الصحراء الغربية.
وتقيم مجتمعات من الصحراويين في موريتانيا وإسبانيا وإيطاليا وغيرها من دول أوروبا الغربية.
سياح في شواطئ مدينة الداخلة بالصحراء الغربية الواقعة تحت سيطرة المغرب صدر الصورة،Getty Images
التعليق على الصورة،سياح في شواطئ مدينة الداخلة بالصحراء الغربية الواقعة تحت سيطرة المغرب
وانقطعت حركة الناس بين مناطق الصحراء الغربية منذ إقامة الجدار الفاصل، في ثمانينيات القرن الماضي. وأصبحت الزيارات العائلية ضربا من المستحيل. ونشأت أجيال من الصحراويين، في مخيمات اللاجئين أو في المهجر، لا يعرفون عن مناطقهم شيئاً إلا القصص والأخبار.
نساء صحراويات في جيش جبهة بوليساريو صدر الصورة،Getty Images
التعليق على الصورة،نساء صحراويات في جيش جبهة بوليساريو
عزة عمرها 50 عاماً وتعمل في مدينة العيون بالصحراء الغربية، أمامها طريقان لزيارة خالها الشيخ المختار، المريض في مخيمات تندوف، إما أن تسافر بالطائرة إلى الجزائر، عبر فرنسا أو إسبانيا، ثم تقطع مسافة 2000 كيلومتر إلى تندوف، أو عبر موريتانيا، في رحلة تستغرق 5 أيام، وهو أمر فوق طاقتها.
لماذا تدعم الجزائر جبهة بوليساريو؟
تقول السردية المغربية إن الجزائر هي التي “صنعت” بوليساريو بهدف إنشاء “دويلة” خاضعة لها على حدود المغرب، من أجل إضعافه. وتفسر موقف جارتها بالبحث عن منفذ بحري على المحيط الأطلسي، يمكنها من استغلال منجم غار جبيلات في تندوف، أحد أكبر مناجم الحديد في العالم.
أما السردية الجزائرية فتقول إن الجزائر تدعم حق “الشعب الصحراوي” في تقرير مصيره، وفق قرارات الأمم المتحدة، مثلما تدعم حركات التحرر في أفريقيا والعالم. وإنها لم تطالب أبداً بأي حق لها في إقليم الصحراء الغربية. وتتهم الرباط “بالأطماع التوسعية”، وبـ”تهديد أمن الجزائر”.
هل ينهي ترامب القضية؟
يرى الباحث هيثم عميرة هرنانديز، الأستاذ بكلية أمبريسا في مدريد، أن اعتراف الرئيس، دونالد ترامب، بسيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه، “لا ينسجم مع القانون الدولي، ولكنه قد يدفع بالطرفين المتنازعين إلى التفاوض والتوصل إلى حل نهائي”.
ويعتقد خبير العلاقات الخارجية في المجلس الأوروبي، هيو لوفيت، في تصريح لبي بي سي أن “الولايات المتحدة بمقدروها، بناء على علاقاتها التاريخية مع المغرب، فضلاً عن دعم ترامب الهائل، أن تؤثر على الرباط، وتدفعها إلى تقديم تفاصيل وضمانات بخصوص الحكم الذاتي الذي تقترحه”.
ويرى من جهة أخرى أن “جبهة بوليساريو مطالبة أيضا بإظهار بعض البراغماتية في موقفها، لأنها لم تفصل أيضاً في ردها على المقترح المغربي في 2007، مركزة بدلا من ذلك على الضغط العسكري، لإرغام الرباط على تقديم التنازلات”.
ومنذ إعلان ترامب في ديسمبر/كانون الأول 2020، حقق المغرب تقدماً دبلوماسياً عزز موقفه لحل النزاع في الصحراء الغربية. ولكن جبهة بوليساريو حققت أيضاً انتصاراً قانونياً، في أكتوبر/تشرين الأول 2024، في شكواها بخصوص استغلال المغرب لثروات الصحراء الغربية.
فقد قضت محكمة العدل الأوروبية، في قرارها النهائي، بأن “المفوضية الأوروبية انتهكت حق شعب الصحراء الغربية في تقرير المصير، بإبرامها اتفاقيات تجارية مع المغرب”. وهو قرار يضع بلدانا مثل فرنسا وإسبانيا أمام إشكالية قانونية، إذا مضت قدما في استثماراتها بالصحراء الغربية.
وتشير أستاذة الانثروبولوجيا في جامعة ساسيكس البريطانية، أليس ولسون، في حديثها لبي بي سي، إلى أن “الناشطين الصحراويين منتشرون في الكثير من دول العالم، خاصة إسبانيا وإيطاليا. ولهم استراتيجيات عديدة لتوصيل صوتهم إلى العالم. فهم يوثقون وينشرون أخبار انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، من خلال التقارير والأشرطة الوثائقية”.
ولكن مقترح الحكم الذاتي، الذي يطرحه المغرب، ويدعمه ترامب، ليس واضحاً تماماً، حسب بعض الخبراء والمراقبين للملف الصحراوي، فهو ليس محدد المعالم ولا أحد يعرف طبيعة الحكم والسلطات المقترحة للصحراويين، ولا كيفية ضمان التزام المغرب بها، حسب لوفيت.