مقالات

{الصندوق الاسود للدولةالعراقية}

حسن فليح /محلل سياسي

ببالغ الاسى والتعجب نقول ان الفانشسستات والمودلز اصبحن الصندوق الاسود للدولة بالعراق ، حيث يمتلكن من الاسرار والمعلومات عن عمليات فساد جعلهن يتحكمن بقضايا كثيرة وفرض انفسهن بطريقة عجيبة وغريبة من خلال نفوذهن في مؤسسات الدولة بما لهن من علاقات مشبوهه مع رجالات امن وعسكريين وسياسيين مهمين للحد الذي اصبحن ذات قيمة وذات وزن ومؤثرات ومسموعات وباستطاعتهن على تحريك الكثير من الملفات شديدة الخطورة على الكثير من الشخصيات ، الامر الذي انعكس سلبا على ضعف المسؤولين المرتبطين بعلاقات مع تلك الفانشسستات والمولدز بعد ان بلغن من الاسرار والمعلومات مايهدد اركان الدولة وفي صميم مؤسساتها الامنية ، نعتقد من هنا جائت عمليات الاغتيال الاخيرة الغرض منها قتل واسكات وانهاء الخطر المحتمل والخشية والقلق من كشف المزيد من المعلومات للرأي العام ، ان الصندوق الاسود اخذ يهدد الجميع وربما بالايام القادمة سنشهد المزيد من عمليات الاغتيال ليس للفانشسستات فقط بل لرجال امن وسياسيين ، وهذه واحدة من بلوغ الفساد الى المراحل الخطيرة في ادارة الدولة ،
وفي مفارقة غريبة بخصوص اصدار جوازات السفر الدبلوماسية وكيفية الحصول عليها من قبل الفانشسستات والمولدز ، حيث نفت وزارة الخارجية في 24 كانون الثاني/ يناير الجاري، “منح أي جوازات سفر دبلوماسيَّة خارج الضوابط القانونيَّة”، فيما كانت وزارة الداخلية العراقية قد أعلنت في في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أنه تم “خلال سنة واحدة، بين 2021 و2022، منح 4 آلاف جواز دبلوماسي”.
ويتيح القانون العراقي منح الجواز الدبلوماسي لرؤساء الجمهورية والوزراء والنواب وأعضاء مجلس القضاء الأعلى، بالإضافة إلى أعضاء البرلمان وموظفي الخارجية وبعض مسؤولي البعثات، عدا عن الاستثناءات التي يحق لوزير الخارجية حصراً إصدارها ،
ويسأل ناشطون عراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي مقابلات تلفزيونية أو صحافية، عما إذا كانت الجوازات الدبلوماسية تُمنح للمسؤولين والمهمّين في الدولة، وهل صار الفاشنيستا و”المودلز” من هؤلاء القوم ويُقدّمن خدمات داخليةً وخارجيةً للبلاد تخولهن الحصول على هذه الجوازات ؟
يقول الكاتب وأستاذ العلوم السياسية الدكتور سعد ناجي جواد، إن “الفساد في العراق وصل إلى ذروته، حتى أن راقصات وفاشنيستا عراقيات يُمنحن جوازات سفر دبلوماسية هن وأقاربهن”، ويضيف: “إنها فضيحة دولية، حتى أن وزارة الخارجية ليس لها معرفة بعدد الجوازات التي أصدرتها، فهن يستخرجن هذه الجوازات نتيجة علاقاتهن مع كبار المسؤولين الذين يفعلون كل ما يطلبن هؤلاء منهم”.
من جهتها، تتحدث النائبة سروة عبد الواحد، إلى رصيف22، حول كيف “يُسهّل أصحاب المناصب ومحتكرو السلطة، امتلاك الفاشنيستا وبنات التيك توك والمودلز جوازات سفر دبلوماسيةً، وهن لا يخفينها ويتباهين على الملأ بكيف أن السياسي الفلاني صديقي وزعيم الحزب الفلاني أعرفه ولذلك آمره “يسويلي” ما أريد” !؟
وفي ممارسة يومية نشاهد ان الفاشنيستا في العراق يقدن سياراتهن الفارهة المضللة بالزجاج الداكن في العاصمة بغداد، ويتجولن بكل ثقة ويتجاوزن قوانين السير، ولا يكترثن بالإشارات المرورية ولا ينصعن إلى أي قانون في الشارع، وقد شاهدنا ماحصل من اعتداء من بعضهن على ضباط ورجال المرور في الشارع وامام الناس ، ان ضعف الدولة اصبح مخيف للغاية والضحية الوحيدة لسلطة الدولة هو المواطن البسيط والحالة الوحيدة التي نرى فيها الدولة كيف انها تبرز عضلاتها وقوتها المفرطة ضده ، لانه الوحيد الذي لايمتلك خفايا واسرار وعلاقات مشبوهة ضد من يمتلكون القرار ، بحجم عدم معرفته اصبح ضعيفا ، ولا يقوى حتى على حماية نفسة من اي طرگاعة قد تصادفه وقد تستهدفه اثناء حياتة اليومية ، هكذا اذن اصبحت الدولة بالعراق تنقاد باركانها الثلاث فساد منقطع النظير ، وسلاح منفلت دون رقيب ، وفانشستات يتحكمن ببعض رجالات الامن المهمين وبعض من السياسيين ، واصبحن بذلك بمثابة الصندوق الاسود للدولة العراقية الذي يتحرك وبلا قيود حتى وان تم استهدافهن اجميعن ، لان الاستهداف الاخير لاحداهن ، من المؤكد جعلهن في حالة استنفار وقد وزعوا كل مايملكن من معلومات على عدة هواتف وعدة شخصيات في الخارج والداخل بغية المحافظة على ارواحهن والحصول على المزيد من الابتزاز .