الضربة الإسرائيلية المرتقبة: هل تكشف عن تحالف خفي مع إيران أم تضع حدًا للشائعات؟

19

 

 

لطالما راودت شعوب المنطقة، خصوصًا في العالم العربي، شكوك حول وجود تحالف خفي بين إسرائيل وإيران، وهو تحالف قد يكون الهدف منه زعزعة استقرار المنطقة على حساب الدول العربية. ورغم العداء العلني بين الطرفين والخطاب التصعيدي المستمر، فإن الكثيرين يرون أن هناك مصالح مشتركة غير معلنة تجمع بين إيران وإسرائيل، وأن التوترات بينهما مجرد “لعبة” تستهدف تعزيز الهيمنة على العرب.

 

في ظل هذه الشكوك، تبرز الضربة الإسرائيلية المحتملة ضد إيران كعامل حاسم يمكن أن يضع حدًا لهذا الجدل. فطبيعة هذه الضربة وحجمها وشكلها ستمثل اختبارًا لمصداقية إسرائيل في مواجهتها للمشروع الإيراني، وستكشف إما عن نوايا جادة لتقويض نفوذ إيران، أو تؤكد الشكوك بشأن وجود تحالف غير معلن، إذا ما كانت الضربة شكلية ومحسوبة بدقة عالية لتجنب ضرر حقيقي لإيران.

 

التحالف الخفي: حقيقة أم وهم؟

 

على الرغم من أن الخطاب الرسمي بين إسرائيل وإيران يتسم بالعداء الصريح، إلا أن هناك من يعتقد أن هناك مصالح مشتركة تجمع الطرفين، خصوصًا في إدارة النزاعات الإقليمية. إيران، التي توسعت في نفوذها الإقليمي عبر دعم الميليشيات والفصائل المسلحة، مثل حزب الله في لبنان وحماس في غزة، لا تشكل تهديدًا مباشرًا على إسرائيل بقدر ما تشكل تهديدًا للدول العربية. إسرائيل، من جانبها، قد تستفيد من إبقاء التهديد الإيراني قائماً، حيث يسمح لها بتبرير تحركاتها العسكرية والدبلوماسية وتوطيد علاقاتها مع القوى الدولية.

 

هذه الشكوك تعززت من خلال سياسات كل من إيران وإسرائيل على مر السنين، حيث لم نشهد مواجهة مباشرة كبرى بين الطرفين، على الرغم من التهديدات المستمرة. وفي هذا السياق، يأتي السؤال: هل المواجهة المزعومة بينهما حقيقة أم أنها وسيلة لإدارة النفوذ في المنطقة على حساب العرب؟

 

الضربة المرتقبة: إما تأكيد الشكوك أو دحضها

 

مع تصاعد التوترات بشأن البرنامج النووي الإيراني، تبدو الضربة الإسرائيلية لإيران أكثر احتمالًا من أي وقت مضى. لكن الشعوب العربية تراقب هذه الضربة المرتقبة ليس فقط كعملية عسكرية، بل كمؤشر على مصداقية إسرائيل في مواجهة التهديد الإيراني.

 

إذا كانت الضربة قاسية وتهدف بالفعل إلى تدمير البنية التحتية النووية الإيرانية وإضعاف نفوذ طهران في المنطقة، فسيعني ذلك أن إسرائيل جادة في إيقاف التهديد الإيراني، مما يضع حدًا للشكوك بشأن التحالف الخفي. أما إذا كانت الضربة محدودة ومحسوبة بدقة بحيث لا تتسبب في ضرر كبير لإيران، فقد تعزز هذه الشكوك وتجعل البعض يعتقد أن إسرائيل لا تسعى بالفعل إلى إيقاف إيران، بل إلى إدارة الصراع معها بما يخدم مصالحهما المشتركة.

 

التداعيات الإقليمية: تحالفات تتشكل وصراعات تتعمق

 

الضربة الإسرائيلية لإيران لن تكون مجرد حدث عسكري، بل ستكون نقطة تحول في الصراع الإقليمي. فإذا كانت الضربة جادة وموجهة لإضعاف إيران بشكل حقيقي، فقد نشهد تصعيدًا كبيرًا من قبل حلفاء إيران في المنطقة، مثل حزب الله وحماس. كما قد يؤدي ذلك إلى إعادة ترتيب التحالفات الإقليمية، حيث قد تسعى بعض الدول العربية إلى توطيد علاقاتها مع إسرائيل كوسيلة لمواجهة النفوذ الإيراني.

 

من ناحية أخرى، إذا كانت الضربة شكلية ومحدودة، فقد يؤدي ذلك إلى تعزيز الشكوك في المنطقة، ويعزز الشعور بأن هناك تحالفًا خفيًا بين إسرائيل وإيران، مما قد يزيد من التوترات بين الدول العربية ويضعف ثقتها في كلا الطرفين.

 

مصداقية إسرائيل وايران على المحك امام شعوب المنطقة .

 

الضربة الإسرائيلية المرتقبة لإيران ستكون لحظة فارقة في تحديد مسار الصراع في المنطقة. شعوب المنطقة تنتظر هذه اللحظة لمعرفة ما إذا كانت إسرائيل ستتحرك بجدية لإنهاء التهديد الإيراني أم أن ايران ستنهي اسطورة اسرائيل ام ان التحالفات الخفية التي تثير الشكوك ستتعزز !؟

 

بغض النظر عن شكل الضربة، فإن مصداقية إسرائيل كقوة تسعى لتحقيق الاستقرار كما تدعي في المنطقة ستكون على المحك. وسيكون على الشعوب والحكومات في المنطقة مراقبة كيفية تنفيذ هذه الضربة بعناية، لمعرفة ما إذا كانت ستضع حدًا للتهديد الإيراني، أو أنها ستكشف عن حقائق جديدة حول التحالفات التي قد تكون خفية عن الأنظار .

التعليقات معطلة.