الضياع

1

 
جميل عبدالله
 
كلمة يائسة تتداول بين جدليات المجتمع العراقي والعربي , وهي كلمة مستوردة سياسياً بتنفيذ سايكولوجي وذلك لغرض تحطيم معنوية المجتمع العراقي والعربي وأركانه بزاوية اليأس والجمود والخمود والاستسلام .
 
اصدقائي الاعزاء وقرائي , كانت السياسة والادارة في الماضي القريب تنبني على استراتيجية محدودة بزمن وتكلفة , لنقل المجتمع الى مرحلة من الحداثة والتطور على جميع الاصعدة , الهدف منه رفاهية المجتمع , من قبل ادارة العقد الاجتماعي , وهذه هي مهام عمل أية حكومة نزيهة تعمل لصالح العام .
 
 
المهم , الفكرة من كلامي قد يفيد شعبنا في هذه المرحلة بالذات هي ان بعض الجهات في الاحندة الخارجية وبمساعدة اجندة داخلية , تحاول ان تخلق مسافات متباعدة لحركة ولقاءات مجتمعنا في مرحلة التغيير والاصلاح , بخلق أدواة ترهيبية وتفجيرية لأخلاء الشارع العراقي من الثوار والغيورين على شعبهم ووطنهم , واعطاء الفرصة للفاسد بأن يشق طريقه للتآمر والمزيد من الفساد , ومع استمرارية الانفجارات وزهق أرواح الابرياء من المدنيين العزل .
 
كانت سياسة رئيس الوزراء السويدي السابق أولف بالما , أمر بأنشاء طرق , وحفر ألانفاق من اجل تشييد سكك للقطارات السريعة بين المدن البعيدة , وذلك لآختزال الزمن من أجل التقارب المجتمعي وتكثيف وتحشيد المجتمع للتبادل المعرفي والسياسي والثقافي في ساحات الحرية . والمعنى الفلسفي والسياسي في مفاهيم الاقتراب المجتمعي هي ” قوة المجتمع ” على النقد والنقد البناء , وعين المجتمع على سلوكية واداء الحكومة .
 
مع شديد الأسف حكومات الشرق الاوسط والحكومات الدكتاتورية , عندما يغضب جماهيرها من سلوكية حكامها , تخلق هذه الحكومات أزمات حدودية مع جيرانها الغير متفقة معها سياسياً , فتحرك آلالاتها وعرباتها العسكرية وتزج شعبها بنيران الحروب , من أجل الحفاظ على كراسيها وأخماد المتظاهرين . كما يحدث ألآن بطرق مختلفة واهداف متشابهة في الشارع العراقي . لأنهاء مصير المظاهرات , وانقاذ الفاسدين .
 
وخاصة المظاهرات التي حدثت في البصرة , يذكر ان المئات من المواطنين في منطقة باهلة التابعة لقضاء المدينة شمال البصرة نظموا اليوم تظاهرة للمطالبة بتعيين العاطلين عن العمل والاهتمام بالواقع الخدمي في الشركات النفطية والوزارات الامنية في القضاء. حيث قامت باطلاق الرصاص الحي العشوائي على المتظاهرين ما ادى الى مقتل شاب يبلغ من العمر نحو 25 عاما وإصابة ثلاثة اخرين نقلوا على اثرها الى المستشفى.
 
تعلمنا من دروس التاريخ أن لا نطلب من دكتاتور ” الحرية ” , ولا من ظالم أن يرحمنا , ولا من الصحراء أن يسقينا , ولا من فاسد ان يحارب الارهاب .
 

التعليقات معطلة.