بقلم : مهدي منصوري
قد لايكون مستغربا ان تستخدم واشنطن قرار النقض الفيتو في مجلس الامن لانه لم يكن جديدا بل سبقه (43 ) فيتو استخدمتها على مدى العقود الماضية خدمة لكيان الاحتلال الصهيوني وأهدافه العدوانية والتوسعية في المنطقة على حساب حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه، ومعلوم ومعروف للجميع ان هذا الكيان يحظى بالدعم الاميركي وكما صرحت وتصرح به القيادات الاميركية المتعاقبة ان “امن هذا الكيان الغاصب من امن واشنطن”.
ولكن المستغرب في الامر هو تحدي واشنطن للرأي العام الدولي الذي مثل موقفه موقفا شجاعا لوقوفه الى جانب ابناء فلسطيني من خلال التصويت على القرار الذي ايدته 14 دولة ماعدا اميركا مما يعكس وبصورة لا تقبل النقاش الرفض القاطع للسياسة الاميركية من جانب ومشروعية المقاومة الفلسطينية في استخدام اي طريق يمكن فيه ان تستبعد حقوقها المغتصبة.
ولذا ومن نافلة القول ان القرار الاميركي لايمكن ان ينفع كيان العدو بشئ ولايمكن ان يخلصه او يخرجه من المأزق الحالي الذي شكل له كابوسا جاثما على صدره وقد يوصله الى حالة الاختناق، ان ابناء انتفاضة القدس ولليوم الثالث عشر على التوالي وهم يواجهون الصهاينة رغم شراسة المواجهة مما يعكس ان قطار الانتفاضة الثالثة والذي حذرت منه القيادات العسكرية والاستخبارية الصهيونية نتنياهو بدأ يسير على سكته ولذا ليس من السهل او الميسور ايقاف مسيرته خاصة وان الدماء الزكية التي اريقت في هذا الطريق لم تجف بعد، بل انها ستكون حافزا قويا لابناء القدس ان يستمروا في انتفاضتهم خاصة وبعد ان اتضح ومن خلال موقف مجلس الامن ان العالم أجمع هو معهم ماعدا اميركا المجرمة.
والامر المهم والذي لابد من الاشارة اليه هو انه على ابناء المقاومة الفلسطينية ان يطوروا استراتيجية تحركهم وبصورة تفرض على الكيان الغاصب ان يستسلم لارادتهم من خلال تكثيف اطلاق الصواريخ على قطعان المستوطنين لزرع حالة من الرعب والقلق في الداخل الاسرائيلي، وكذلك الاستفادة من الفرصة للقيام بعميات جهادية تشكل حالة من الضغط الداخلي ليس فقط على نتنياهو بل على الادارة الاميركية بالدرجة الاولى.