العاملون في هذه المهن أقل عرضة للوفاة بآلزهايمر

2

ثمة جديد توصلت إليه دراسة أميركية حديثة يتمثل بأن من يعملون في مهن معين تقل في أوساطهم معدلات الوفيات بمرض آلزهايمر، بحسب ما نشر أخيراً في موقع “ساينس دايلي” Sciencedaily.

تستمر الدراسات والأبحاث حول مرض آلزهايمر الذي يعتبر الشكل الرئيسي للخرف؛ بهدف محاربته بمزيد من الفاعلية، خصوصاً مع عدم توفر العلاج الشافي له حتى الآن. وثمة جديد توصلت إليه دراسة أميركية حديثة يتمثل بأن من يعملون في مهن معين تقل في أوساطهم معدلات الوفيات بمرض آلزهايمر، بحسب ما نشر أخيراً في موقع “ساينس دايلي” Sciencedaily.

 

المهن والذاكرة المكانية

 

اكتشف الباحثون في تلك الدراسة التي نهض بها مركز “ماس جنرال بريغهام” Mass General Brigham المدعوم من “معهد ماساشوستس للتقنية”،  أن المهن التي تتطلب عملية بحث متواصل عن مواقع الأمكنة والعلاقة بينها،  مثل قيادة التاكسي ووسيارات الإسعاف، تقلل من خطر حصول الوفاة بمرض آلزهايمر. ويعني ذلك أن الاستعمال اليومي المستمر للذاكرة المكانية التي تلاحظ وتحلل العلاقات المتسلسلة بين المواقع الجغرافية المختلفة، وكذلك الحال بالنسبة إلى التغييرات التي تصيبها؛ قد يسهم في تخفيض الوفيات المرتبطة بمرض آلزهايمر.

وقد استند الباحثون في ذلك إلى بيانات عن الوفيات في أميركا كلها، وركزوا على 343 مهنة كي يتقصوا علاقة بياناتها مع مرض آلزهايمر. واكتشفوا أن سائقي التاكسي والعاملين في سيارات إسعاف كانوا أقل عرضة للوفاة بعد معاناة آلزهايمر، بالمقارنة مع المهن الأخرى.

وفق أولئك البحاثة، يبدو أن هنالك مناطق متخصصة في الدماغ تتولى مسؤولية رسم خرائط ذهنية عن الأمكنة ومواقعها وعلاقاتها ببعضها البعض. وتتعامل تلك المناطق نفسها مع العوامل المؤدية إلى آلزهايمر الذي يتسم بحدوث تدهور تدريجي مستمر في القدرات المعرفية والإدراكية للإنسان، خصوصاً الذاكرة.  ويعني ذلك أن التنشيط اليومي المستمر لمناطق صنع الخرائط الذهنية عن الأمكنة ومواقعها وسبل الوصول إليها؛ وذلك ما يفعله باستمرار السائقون والعاملون في مركبات الإسعاف، قد يبطئ مسار آلزهايمر لديهم.

 

أرقام عن الوقاية بالخرائط الذهنية

 

كذلك تجدر الإشارة إلى أن الدراسة تناولت بيانات تغطي الفترة الزمنية الممتدة بين بداية عام 2020 وأواخر عام 2022. وقد أخذ البحاثة بعين الاعتبار عوامل عدّة تضمنتها تلك البيانات مثل النوع الجنسي والعرق والمستوى الثقافي والعمر والمهنة.  ومن أصل 9 ملايين شخص تناولتهم تلك الدراسة من مهن عديدة، ارتبطت وفاة 3.88% منهم بمعاناة آلزهايمر. ووصلت تلك النسبة إلى 1.03% بين سائقي التاكسي، وتدنّت إلى 0.74% بين المنقذين العاملين في سيارات الإسعاف. وبالمقارنة مع بقية المهن التي شملتها الدراسة، بدا واضحاً أن معدلات الوفيات المرتبطة بآلزهايمر بلغت حدها الأدنى بين العاملين في هاتين المهنتين.

في المقابل، لم يسجّل الانخفاض نفسه لدى العاملين في مهن أخرى تعتمد على استعمال وسائل نقل معينة كسائقي الباصات والطيارين، على الرغم من أنها تستلزم أيضاً صنع خرائط ذهنية مكانية وتحليل علاقاتها باستمرار.

وكذلم لم يلاحظ تأثير الممارسة اليومية لصنع خرائط ذهنية مكانية، في أشكال أخرى من الخرف، غير آلزهايمر. وقد تدل تلك المعطيات الأخيرة على أن التغييرات العصبية في الدماغ التي تظهر لدى سائقي التاكسي وسيارات الإسعاف، لها خصوصية تمكنها من المساهمة في انخفاض معدلات الإصابة بآلزهايمر.

 

ومن جهة اخرى…

واستدراكاً، لفت الباحثون إلى أن دراستهم تعتمد بصورة حصرية على المراقبة للعلاقات بين ظواهر معينة [آلزهايمر من جهة والمهن من جهة اخرى]، وبالتالي، فإن نتائجها لا تعتبر حاسمة  في الربط بين المسبب والنتيجة.  كذلك أشاروا إلى نقاط إشكالية في دراستهم على غرار أن من يصلون إلى مراحل متقدمة من آلزهايمر يضحون أقل ميلاً للاستمرار في مهنتي قيادة التاكسي وسيارات الإسعاف، أو حتى للعمل فيها، نظراً لأنها تعتمد على الذاكرة بمعدلات عالية.
وكخلاصة، من المستطاع النظر إلى انخفاض الوفيات بآلزهايمر بين سائقي التاكسي والعاملين في سيارات الإسعاف، كفرضية علمية يمكن الانطلاق منها لإجراء دراسات تتعمق في الروابط السببية المتضمنة في تلك الظاهرة.

التعليقات معطلة.