بغداد- الزمان
حدّدت الحكومة العراقية 11 تشرين الثاني/نوفمبر موعدا لإجراء الانتخابات التشريعية في البلاد، على ما أفاد مكتب رئيس الوزراء الأربعاء.
ويضمّ البرلمان العراقي الحالي 329 نائبا أغلبيتهم يمثلون أحزابا شيعية موالية لإيران ومرتبطة بالمليشيات التي تدعو واشنطن لتفكيكها، وكانت قد أوصلت رئيس الحكومة محمد شياع السوداني إلى منصبه الحالي، ضمن إطار تحالف «الإطار التنسيقي».
وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات الأخيرة في العام 2021 والتي جرت قبل موعدها المقرر بهدف تهدئة غضب الشارع بعد احتجاجات واسعة ودامية في البلد في 2019 ضدّ الفساد وتراجع الخدمات العامة والتدهور الاقتصادي، 41%.
وجاء في بيان صدر عن مكتب السوداني الأربعاء أن «مجلس الوزراء صوّت على تحديد يوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 موعدا لإجراء الانتخابات التشريعية».
وأكّدت المتحدثة باسم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق جمانة الغلاي لوكالة فرانس برس أن «المفوضية مستعدة لإجراء الانتخابات في موعدها».
وتشغل النساء في البرلمان العراقي ما لا يقلّ عن 25% من المقاعد، وفق نظام حصص. ويمثّل تسعة نواب الأقليات، وتتوزّع مقاعدهم بين خمسة للمسيحيين ومقعد واحد لكلّ من الأيزيديين والشبك والصابئة والأكراد الفيليين.
وتُعدّ الانتخابات المقبلة سادس دورة انتخابات تشريعية تجري في البلد منذ الغزو الأميركي في العام 2003 والذي أطاح بنظام صدام حسين.
وأعلن زعيم التيار الوطني الشيعي (التيار الصدري سابقا) مقتدى الصدر الذي يحظى بقاعدة شعبية واسعة في العراق، في 27 آذار/مارس، أنه لن يشارك «في عملية انتخابية عرجاء وفاسدة لا همّ لها إلّا المصالح الطائفية والعرقية والحزبية»، داعيا مناصريه إلى مقاطعة «التصويت والترشيح».
وأثارت نتائج انتخابات 2021 التي فاز فيها التيار الصدري بأكبر عدد من المقاعد، توترات بينه وبين المعسكر الشيعي الموالي لإيران دامت أشهرا وانعكست عنفا داميا في الشارع. وأعلن الصدر إثر ذلك، انسحابه من الحياة السياسة. وينصّ دستور العراق حيث يقيم أكثر من 46 مليون شخص، وفق إحصاءات رسمية تعود لتشرين الثاني/نوفمبر، على أن يكون لكل 100 ألف عراقي نائب يمثلهم في البرلمان.
ووقّع العراق الأربعاء مع شركة «جي إي فيرنوفا» الأميركية للطاقة مذكرة تفاهم لإنتاج الطاقة الغازية المركّبة بما يناهز 24 ألف ميغاواط، وذلك خلال زيارة لوفد تجاري أميركي يمثل أكثر من 60 شركة.
وتسعى بغداد للحفاظ على توازن في علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع حليفتها الاستراتيجية واشنطن، وقد بلغ حجم التبادل التجاري بينهما في العام 2024 نحو 9,1 مليارات دولار بحسب مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة. وبعدما كانت تعتمد محطات إنتاج الطاقة العراقية بشكل كبير على الغاز الإيراني في تأمين ثلث حاجات البلاد من الطاقة، لم تمدّد إدارة دونالد ترامب في آذار/مارس الإعفاء الممنوح للعراق منذ 2018 لشراء الكهرباء من طهران رغم العقوبات الأميركية على إيران.
وتؤكد بغداد سعيها إلى إيجاد بدائل من وارداتها من الغاز الإيراني قبل الصيف الذي تنقطع فيه الكهرباء يوميا في بلد يقيم فيه أكثر من 46 مليون شخص ويعاني تداعيات عقود من النزاعات أدّت إلى تهالك بنيته التحتية.
وبحسب أرقام رسمية، يتوجب على العراق إنتاج حوالى 55 ألف ميغاواط من الكهرباء سنويا ليحول دون انقطاع التيار، غير أن الإنتاج حاليا يصل إلى نحو 16 ألف ميغاواط. وتسعى وزارة الكهرباء العراقية إلى أن يتجاوز الإنتاج 27 ألف ميغاواط هذا الصيف.
وأفاد مكتب رئيس الوزراء في بيان الأربعاء بأن محمد شياع السوداني «رعى مراسم توقيع مذكرة تفاهم (…) مع +جي إي فيرنوفا+ تشتمل مشاريع لمحطات إنتاج الطاقة الغازية المركبة بحدود 24 ألف ميغاواط»، مشيرا إلى أنها «الخطة الأوسع والأحدث في تاريخ العراق».
واشار إلى «إمكانية تأمين توفير التمويل الخارجي من البنوك العالمية».
وقامت بعثة من نحو 60 شركة أميركية هي «أكبر بعثة تجارية أميركية إلى العراق في تاريخ» غرفة التجارة وفق واشنطن، بزيارة العراق من الاثنين حتى الأربعاء لتوقيع عدد من الاتفاقات مع القطاع الخاص.
وقال مستشار رئيس الوزراء للعلاقات الخارجية فرهاد علاء الدين لوكالة فرانس برس الأربعاء إن الحكومة العراقية «وضعت خططا لتحقيق استقلالية وتلبية احتياجات الشعب العراقي من الكهرباء المستقرة وغير المنقطعة».
وأشار إلى أن مذكرة التفاهم التي وقعها العراق مع «جي إي فيرنوفا» تعكس «العلاقة المستدامة مع الشركات الأميركية التي يمكنها توفير الخبرات والخدمات التي يحتاج اليها العراق».
وأضاف أن «العراق أرض فرص للشركات الكبرى للعمل والاستثمار فيها».
ورعى السوداني الأربعاء كذلك مراسم توقيع «مذكرة ثانية تضمّنت مبادئ التعاون بين وزارة الكهرباء ومجموعة +UGTRenewable+ لإنشاء مشروع متكامل للطاقة الشمسية بسعة ثلاثة آلاف ميغاواط»، بالإضافة إلى «إنشاء ما يصل إلى ألف كيلومتر من البنية التحتية الجديدة لنقل التيار المباشر العالي الجهد».
ووقع اتحاد الغرف التجارية العراقية وغرفة التجارة الأميركية مذكرة تفاهم «لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتعاونية والعلمية والتكنولوجية القائمة».