العراق… خلافات “الإطار التنسيقي” حيال الانتخابات قد تفكّكه

1

15-11-2021 | 14:24 المصدر: النهار العربي

مراقبون يعتقدون أن لقاء الصدر بالحكيم كان مؤشراً إلى احتمال تفكك “الإطار التنسيقي”.


مع اقتراب موعد حسم نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة في العراق، تسعى جماهير الكتل السياسية الشيعية الرافضة للنتائج المعلنة إلى تكثيف اعتصامها عند محيط المنطقة الخضراء النتائج، في ظل مؤشرات إلى انقسامات حادة يشهدها “الإطار التنسيقي”.
ويضم الإطار قوى سياسية غالبيتها ذات جهات مسلحة منها “منظمة بدر” وحركة “عصائب أهل الحق” و”كتائب حزب الله”، كما يضم تحالف “قوى الدولة الوطنية” الذي يقوده عمار الحكيم وحيدر العبادي، إضافة إلى “ائتلاف دولة القانون” بزعامة نوري المالكي.

وقد هاجم زعماء الفصائل المسلحة المقربة من ايران الحكومة العراقية والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات، حيث اتفقوا في خطاباتهم وتغريداتهم على وجود “عمليات تزوير”، رغم تطابق نتائج العد والفرز اليدوي مع الالكتروني، واعلان رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان “عدم وجود تزوير مثبت بدليل قانوني”.

ففي بداية الشهر الجاري، أجرى زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر لقاءات عدة في بغداد مع قادة التحالفات السياسية، في مسعى منه للتوصل الى تسوية تنهي الأزمة السياسية الراهنة، مهّد لها بتغريدات ألمح فيها إلى احتمال تراجعه عن مطلب “حكومة الأغلبية” الذي سبق أن طرحه.
لقاءات الصدر
ويفيد مصدر عراقي مطّلع على التحركات السياسية الجارية لـ”النهار العربي” بأن “تلك اللقاءات التي قام بها زعيم التيار الصدري مع قادة في الاطار التنسيقي الشيعي، ولا سيما مع العبادي والحكيم، هي أولى بوادر الانقسامات والخلافات التي يشهدها الإطار”. ويضيف بأن العبادي والحكيم لم يحضرا اجتماعات الاطار التنسيقي الأخيرة لوجود خلافات داخله في شأن “كيفية التعبير عن رفض أطرافه لنتائج الانتخابات”. 
وفي وقت يؤكد القيادي في “التيار الصدري” عصام حسين لـ”النهار العربي” وجود “حالة تصدع” داخل الاطار التنسيقي، يرى المحلل السياسي المستقل فتاح الشيخ ان “الاطار لم يعد مؤثراً بعدما مني بخسارة كبيرة، حيث أن اللاعب الأساسي الشيعي الذي سيظهر بقوة هم الصدريون الذين حققوا الكتلة الفائزة الأكبر، ونسجوا تحالفات مع الكرد والسنة ستؤدي إلى تشكيل حكومة ثلاثية الأضلاع (الصدريون والسنة والأكراد”.
مغانم… وإلا التفكك؟
ويتابع في حديث لـ”النهار العربي” أن الإطار التنسيقي “لن يتمكن من شغل موقع المعارضة تحت قبة البرلمان وذلك لوجود بعض الملفات ضد فئات عدة منه، ولربما ستفتح عليه في أي لحظة”.

 وفي شأن المعلومات عن انقسامات داخل الإطار، توقع الشيخ بأنه “سيشهد حالة تفكك، فاذا لم تتمكن قواه من الحصول على مغانم حكومية وزارية فسيذهب كل منها في طريق”.

ومع اقتراب بتّ الهيئة القضائية للمفوضية بالطعون المقدمة من المعترضين هذا الأسبوع، بدأت جماهير قوى الأحزاب الخاسرة في الانتخابات استنفارها امام احدى بوابات المنطقة الخضراء، في ظل أجواء متوترة فاقمتها محاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بطائرة مسيّرة قبل أيام. 

قوات مكافحة الشغب العراقية عزّزت انتشارها عند بوابات المنطقة الخضراء.  ويرى المحلل السياسي العراقي عقيل الطائي في حديثه لـ”النهار العربي” أن “الإطار التنسيقي هدفه تنسيق المواقف بين القوى المعترضة على نتائج الانتخابات، وهو ليس تحالفاً سياسياً وإنما يسعى إلى  توحيد الرؤية السياسية مرحلياً”.

ويشير الطائي إلى معلومات سُرّبت بأن زعيمَي “قوى الدولة” انسحبا من الاطار “لكن السيد الحكيم نفى من جهته هذا الموضوع، ولا يزال ضمنه”.
ويرى أن “هذه المعلومات أثيرت بعد زيارة السيد مقتدى الصدر الى السيدين الحكيم والعبادي من أجل تقريب وجهات النظر”، لكن الإطار “لا يزال متماسكاً” حسب تصريح الناطق باسمه الاطار عباس العردواي، الذي يعتقد بأن “الإطار في طور أن يكون كتلة برلمانية بعد تصديق النتائج وإعلانها بشكل نهائي”.

التعليقات معطلة.