العراق.. كيف غير كورونا طقوس وتقاليد رمضان هذا العام؟

1

 

يرى الحاج إبراهيم من مدينة الموصل شمال العراق أن الخوف من تفشي فيروس كورونا والإجراءات الحكومية المتخذة بهذا الشأن حرمتهم من طقوس وتقاليد رمضانية اعتادوا عليها منذ الصغر، ويصف أجواء الشهر الكريم هذا العام بأنها حزينة ومثيرة للأسى.

فالعراقيون الذي عانوا من تدهور الأوضاع الأمنية منذ الغزو الأميركي للبلاد عام 2003، لم يتوقفوا يوما عن ممارسة عادات اجتماعية متوارثة في رمضان، غير أن فيروس كورونا فعل فعلته هذه المرة، إذ لا زيارات بين العائلات ولا صلاة تراويح ولا أمسيات رمضانية ولا مسحرجي (مسحراتي) يطرق الطبول ليوقظ الموصليين وقت السحور، كما يقول الحاج إبراهيم.

ويؤكد للجزيرة نت أن الناس يعزفون عن شراء الحلويات والزلابية التي تشتهر بها المدينة، فالخوف من الفيروس ألزم الناس بيوتها.


صورة أرشيفية عن لعبة المحيبس  (الجزيرة)

إلغاء المحيبس
منذ عشرات السنين لم تنقطع لعبة المحيبس (إخفاء الخاتم) عن أجواء بغداد الرمضانية، غير أن فيروس كورونا غيّر الكثير. وتقوم اللعبة على تشكيل فريقين، ويخفي الخاتم أحد أعضاء الفريق الأول بيده ويبدأ الفريق الثاني بالكشف عن الخاتم وانتزاعه من خصمه.

ويكشف رئيس اتحاد لعبة المحيبس جاسم الأسود أن المسابقة الرمضانية بهذه اللعبة التي ترجع بداياتها إلى العصر العباسي ألغيت هذا العام بعد مداولات مع دائرة صحة بغداد.

ويمضي الأسود في حديثه للجزيرة نت موضحا أن المسابقات الرمضانية كانت على أشدها بين الأحياء الشعبية، خاصة في مناطق الأعظمية والفضل والكاظمية والكرادة التي كانت تعج بمئات اللاعبين بعد كل إفطار، إلا أن حظر التجول والتباعد الاجتماعي حال دونها.


مؤذن جامع أبو حنيفة النعمان يقيم الصلاة دون المصلين بسبب كورونا (الجزيرة)
مؤذن جامع أبو حنيفة النعمان يقيم الصلاة دون المصلين بسبب كورونا (الجزيرة)

رمضان حزين
أما الصحفي بكر العبيدي فيرى أن الحزن يخيم على أجواء رمضان هذا العام، فلا صلوات في المساجد ولا روحانيات ولا صلوات تراويح، خاصة في المساجد الكبيرة كعبد القادر الجيلاني والشيخ معروف الكرخي وأبو حنيفة النعمان.

ويرى أن لذة رمضان في كل عام كانت في الزيارات العائلية وموائد الإفطار بين الأقارب وشراء الحلويات والعصائر والذهاب إلى المقاهي، والتي اختفت جميعها.

ورغم الحزن، فإن هناك بعض الإيجابيات، بحسب العبيدي، منها ازدياد قوة الأواصر داخل العائلة الواحدة، فضلا عن ارتفاع حالات التكافل الاجتماعي والزكاة والصدقات.

وإلى أربيل التي لم تكن تعرف الهدوء في رمضان بين الإفطار والسحور بحسب الصحفي الكردي علي عمر، فقد تسبب إلغاء الطقوس الدينية بحرمان المواطنين من متعة الاستمتاع بهذه الشعيرة.

ويقول للجزيرة نت إن زيارات العوائل في أربيل كانت تمتد من بعد صلاة التراويح حتى السحور، غير أن حظر التجول ألغى هذه العادات وأغلق الأسواق التي كانت لا تنام، كسوق شارع الإسكان وسط المدينة المكتظة بالمطاعم ومحلات الحلويات والمقاهي والتي تشهد منافسات ألعاب الدومينو والطاولة والمحيبس وغيرها

التعليقات معطلة.