العراق يواجه أسوأ جفاف.. 36 مشروعاً لحصاد المياه وإنقاذ الأمن المائي

7

خاص/ المدى

في ظل أسوأ أزمة مائية يشهدها العراق منذ 80 عاماً، تتجه وزارة الموارد المائية إلى تنفيذ مشاريع حصاد المياه كخيار استراتيجي لمواجهة الجفاف المتفاقم. وأكدت الوزارة اكتمال تصاميم وخرائط 36 مشروعاً موزعة على عدد من المحافظات، بهدف تخزين مياه الأمطار والسيول وتقليل الهدر المائي، إلى جانب دعم الزراعة وتوفير مصادر إضافية للمياه الصالحة للشرب ومكافحة التصحر.

يأتي ذلك بالتزامن مع تراجع منسوب نهري دجلة والفرات إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة، ما دفع السلطات إلى تقليص المساحات الزراعية الصيفية للحفاظ على الخزين المائي الاستراتيجي.

ويقول معاون مدير عام الهيئة العامة لتشغيل مشاريع الري والبزل، غزوان السهلاني، في حديث لـ(المدى) إن “مشاريع حصاد المياه تهدف إلى تخزين مياه الأمطار والسيول واستخدامها خلال فترات الجفاف وتقليل الهدر المائي وتوفير مصادر إضافية للري والزراعة إلى جانب تغذية المياه الجوفية والحد من الفيضانات والسيول”.

وأضاف أن “لهذه المشاريع مردودات بيئية واقتصادية مهمة، أبرزها مكافحة التصحر وتحسين البيئة، وتوفير المياه الصالحة للشرب وسقي المواشي، فضلاً عن دعم التنمية الريفية وتوفير فرص عمل جديدة، مع إمكانية استثمار بعض المواقع لأغراض سياحية وترفيهية محلية”.

وأشار السهلاني، إلى أن “الوزارة لا ترى حاجة في الوقت الحالي لإنشاء سدود خزنية كبيرة، لوجود فراغ خزني واسع قادر على استيعاب أي واردات مائية من دول المنبع”.

وبات مخزون المياه بالعراق في أدنى مستوياته منذ 80 عاما، بسبب موسم الأمطار الضعيف للغاية وانخفاض تدفق نهري دجلة والفرات، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم الوزارة خالد شمال.

وأضاف شمال أن النقص في المياه أسوأ من عام 2024، وسيجبر السلطات على تقليص مساحة الأراضي الزراعية المزروعة هذا الصيف.

وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة والجفاف المستمر منذ 5 سنوات على الأقل، تنتقد بغداد بانتظام السدود التي بنيت على النهرين في بلدي المنبع تركيا وإيران، والتي أدت إلى انخفاض كبير في مستوى النهرين اللذين يشكلان المصدر الأساسي للمياه في العراق.

وقال شمال على هامش مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه “لا يستلم العراق سوى أقل من 40% من استحقاقه.. ونستطيع أن نلاحظ منسوب المياه في كل من دجلة والفرات”.

وأكد أن “الخزين الإستراتيجي كان أفضل في العام الماضي، إذ كان ضعف الموجود حاليا”.

وتابع المسؤول، وهو أيضا مدير الهيئة العامة لمشاريع الري والاستصلاح في الوزارة، “في بداية موسم الصيف من المفترض أن يكون لدينا ما لا يقل عن 18 مليار متر مكعب، أما الآن فنحن لدينا حوالي 10 مليارات متر مكعب”.

وأوضح أنه “خلال 80 سنة لم نحصل على خزين منخفض” بهذا الشكل، مشيرا إلى أن “الأمطار هذه السنة كانت شحيحة وحتى الإيرادات المائية من ذوبان الثلوج كانت قليلة جدا، كل ذلك أثر على الخزين”.

ومن أجل ضمان توافر مياه الشرب لـ46 مليون عراقي، اضطرت السلطات خلال السنوات الماضية إلى تقليص المساحات الزراعية.

وقال شمال “لن نتوسع بالخطة الزراعية الصيفية”.

وتابع: “مؤشرات الخطة الزراعية تبنى على ما هو موجود من مياه بالخزين أو الإيرادات، وبما أن الخزين قليل والإيرادات أقل، ستكون الخطة الزراعية هيكلية للحفاظ على أصول النباتات وأصول المزروعات”.

وأضاف: “سنحافظ فقط على المساحات الخضراء أو المساحات المثمرة، أي أكثر من مليون ونصف مليون دونم”.

وصيف العام الماضي، سمحت السلطات للمزارعين بزراعة مليونين ونصف مليون دونم من حقول الذرة والأرز والبساتين.

وخلال السنوات الماضية، شجعت الحكومة العراقية المزارعين على استخدام تقنيات الري الحديث للحد من استهلاك المياه.

التعليقات معطلة.