تعتبر السكتة الدماغية من الحالات التي يلعب فيها عامل الوقت دوراً اساسياً لأن أي تأخير في التعامل معها قد يوصل إلى حدوث أضرار في الدماغ لا يمكن العودة إلى الوراء فيها.
وتندرج سكتة الدماغ ضمن المسببّات الأسساية للوفيات في الدول الغربية. وبحسب تقرير في موقع “مركز كامبريدج للطب وإعادة التأهيل”الذي يملك مقرات في المملكة العربية السعودية والعين وأبو ظبي، تحصل سكتة دماغية واحدة كل 40 ثانية في الولايات المتحدة، ويتوفى شخص من مصابيها كل أربعة دقائق.
ويبدو الوضع أكثر خطورة في العائلات التي لديها تاريخ عن إصابة أفراد فيها بسكتة الدماغ، أو بأمراض ترفع معدل الإصابة بتلك الحالة كارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
وتُبرز تلك المعطيات أهمية التوعية عن ضرورة التعامل مع تلك الحالة بأسرع وقت ممكن، حين ظهور أولى العلامات المنذرة بقرب حصولها.
السكتة الدماغية التحذيرية
تنتج 85 في المئة من السكتات الدماغية في الولايات المتحدة عن نقص تدفق الدم إلى الدماغ Ischemic Strokes. وتحدث الـ15 في المئة الباقية عن نزيف من أحد الأوعية الدموية في المخ.
وقد يلاحظ كثيرون ممن تعرضوا لسكتة دماغية أعراضاً معينة وعلامات تنذر باحتمال الإصابة. وقد يتبدّى بعضها قبل أيام او أسابيع أو ربما أكثر.
في الواقع، يعاني شخص بين خمسة مُصابين بالسكتة الدماغية، ممن يتعرضون إلى حالة يشار إليها بإسم “السكتة التحذيرية”، فما هي صفاتها ومواصفاتها؟
بشكل أساسي، تتشابه أعراض السكتة الدماغية التحذيرية مع نظيرتها العادية باستثناء أنها لا تؤدي إلى إصابة خطيرة في أعصاب الدماغ. ويرجع ذلك إلى أنها تمر سريعاً وتتعافى تلقائياً. وتلقَّب بـ”النوبات العابرة من نقص التروية الدموية” Transient Ischemic Attacks . وتُسمّى أحياناً، “السكتة الدماغية المُصغّرة” Minor Ischemic Attacks.
وفي المقابل، إن عدم حصول أضرار من تلك النوبات لا يعني إهمالها، بل يجدر التعاطي معها بجدية. إذ تحمل في طياتها إنذاراً بإمكانية حصول سكتة دماغية خلال ساعات أو أيام أو مدة قد تصل في الحد الأقصى إلى 90 يوماً.
أعراض “السكتة الدماغية المصغرة”
بشكل عام تتشابه أعراض السكتين الدماغيتين العادية والمصغرة وتشمل:
– اضطراب التوازن في حركة الجسم أو فقدانه.
– تراجع في حاسة النظر كحدوث غشاوة أو فقدان عابر للنظر أو حدوث الرؤية المزدوجة، بمعنى حدوث انطباع بصري بوجود صورتين للشيء الواحد.
– شلل في الوجه أو تراخٍ في عضلاته، أو التواء الوجه عند الابتسام.
– ضعف في أحد ذراعي الجسم.
– تغيير في طريقة الكلام على غرار التلعثم أو التحدث بطريقة غير واضحة
– معاناة صداع حاد وسريع يصعب تحمله
وفي حال ملاحظة تلك الحالات، بعضها أو كلها، يجب طلب المساعدة الطبية دون تأخير لأن للوقت أهمية كبرى في هذه الحالة.