العمود الثامن: في محبة العراق

3

 علي حسين

 

للعراق رصيد من المحبة في محيطه العربي ، لم تنجح الخطابات المتشنجة والشعارات الاقصائية في تبديد هذه المحبة التي تزداد يوماً بعد آخر . ارسل لي صديق عزيز فديو لاحتفالية بعنوان “الامارات تحب العراق”، حيث يستذكر أبناء الجالية العراقية في الامارات موروثهم الحضاري والثقافي، ليثبتوا للعالم ان التنوع يشكل جزءاً من طبيعتة بلاد لرافدين ومن يومياتة التي يريد البعض ان يطمسها .
اتابع الفديو وانظر الى وجوه المحتفلين التي تحمل الأمل بمستقبل افضال ، واستمع لكلمات وزير التسامح الاماراتي الشيخ نهيان بن مبارك التي تقطر عذوبة ومحبة للعراق والعراقيين.. الوزير الذي عبر عن سعادته وهو ينظر الى ابتسامات العراقيين ويقول بصوت دافئ :” إن العالم كله، إنما يقف احتراماً وإجلالاً، للموروث الحضاري والثقافي المرموق، للعراق، العراق بلد الرافدين، دجلة والفرات، بلد النخيل، سيد الشجر، بلد حضارات سومر وبابل وأشور، بلد حمورابي، ونشأة أقدم الشرائع والقوانين، ، بلد الشعر والشعراء، بلد الفن بمختلف أنواعه وأطيافه، وكذلك، بلد يحظى بالعاصمة التاريخية، بغداد، التي هي واحدة من المدن العظيمة، التي كانت عاصمة للعالم كله، ومنبع الخير والحضارة في أرجائه ” واضاف وهو يتغنى بالعراق :” إننا في الإمارات، نعرف العراق الشقيق، أنه بلد التقدم والنماء – نعرفه أيضاً، باهتمامنا المشترك، بنخيل التمر، حتى إن هناك بستاناً في الإمارات، في مدينة العين، يُسمى بستان البصرة، تيمناً بالعراق الشقيق. وفوق ذلك كله، إننا في الإمارات، نعتز، بما يربطنا معاً، من معتقدات وقيم واهتمامات مشتركة، وروح قومية صادقة، وعزم قوي، على تحقيق المكانة اللائقة، بالأمة العربية كلها، بين أمم العالم أجمع ” .
ما قاله وزير التسامح الاماراتي ، وما نقرأه من تغريدات حكام دولة الامارات العربية عن العراق ، إنما هو صوت المحبين الحقيقيين، صوت أكثر رقياً من الأصوات التي لا تريد لهذه البلاد الاستقرار والتنمية. إنها أحاديث تقول للجميع أتحدى أن يكون هناك من لا يحب العراق الذي هو في “القلوب دائماً”، على نحو تصبح أمامه كل ادعاءات أن هناك من يطمح لخطف دور العراق معها مجرد نكتة ساذجة، تلوكها ألسنة لا تقدر حجم وقيمة بلاد الرافدين.
إن صورة العراق التي تحدث عنها الشيخ نهيان بن مبارك ، هي الصورة التى يحتاجها العراقيون الآن، وينبغى أن نبحث عنها ونثبتها ونجذرها فى أعماق الجميع، العراق بلد التسامح، وبلاد الالتقاء الحميم بين كل الأديان والثقافات والحضارات، ومن ثم فنحن الآن أمام استحقاق وطني وحضاري واجتماعي، في لحظة تبدو مواتية للغاية لكي يتصالح العراق مع نفسه، ويسترد شخصيته التي ضاعت وانمحت بفعل سلسلة من الجرائم السياسية والطائفية.
شكرا للامارات التي تثبت كل يوم ان البلدان لا تبنى بالشعارات ، وإنما بالمحبة والصدق .

التعليقات معطلة.