هل تستمع مثلي هذه الأيام إلى الكلمات التي يُلقيها الساسة العراقيون هذه الأيام بمناسبة اقتراب انتخابات مجالس “الفرهود” العراقي.. عفواً أقصد مجلس النواب العراقي؟
ربما لا تعاني من البطر مثل جنابي لتتابع خطابات قيلت على مدى أكثر من 22 عاماً، وجميعها تحمل عباراتٍ من قبيل: الدستور، نبذ الطائفية، السلاح بيد الدولة، الإعمار، الخير القادم.. ولكن متى؟ لا أحد يعرف!
تضاف لها بالتأكيد محفوظات عن «التقصير» و«الأخطاء التي ارتُكِبت» و«اللحمة الوطنية»، ويغيب عنها للأسف «معجون المحبة» الذي اشتهر به العلامة إبراهيم الجعفري، ومزاد بيع المناصب لصاحبه أحمد الجبوري.
منذ أشهر ونحن نسمع عن التحالفات الجديدة التي ترفع شعار «إلى الأمام»، وهي بمثابة عمليات تجميل لتحالفات سياسية، عشنا معها سنين من الفشل والإصرار على المحسوبية والطائفية.
كنتُ وأنا أستمع إلى بعض الخطابات التي يقول أصحابها «إنّ العملية السياسية تحتاج إلى تغيير»، أقرأ في مذكرات الحائز على جائزة نوبل بوب ديلان “أخبار الأيام” التي يخبرنا فيها أنّ الإنسان دائماً ما يتعلق بأمل زائف!
سيقول البعض: بماذا تفكر يا رجل، الجميع اتفق ولم تتبقَّ سوى خطوات على انتخابات مجالس النواب؟ .. يا سادة لا أعرف بماذا يفكر المواطن العراقي وهو يشاهد ما يجري في انتخابات الدول التي تحترم إرادة المواطن. نحن من جانبنا “عرّقنا الانتخابات” فأصبح لزاماً أن يشارك فيها أبو مازن، ثم تخبرنا عالية نصيف بأنها ستصرخ “مزوّرة”، لو لم تحصل شقيقتها على كرسي مجلس النواب القادم، بعدها تتوزع الكراسي على الجميع!
بدأ ذلك منذ أن أعلن السيد نوري المالكي عام 2010 عدم رضاه عن النتائج، ولا بدّ من إعادة العدّ والفرز، ولا يهمّ أن تنقلب الصناديق على رؤوس الناخبين، أو تضاف صناديق جديدة، فهذا كله يصبّ في مصلحة المواطن ويُبعِد عنه الحسد والحساد.
هذه الأيام يبدو السيد المالكي منزعجاً من المال السياسي، وينسى أننا عشنا معه ثماني سنوات ازدهر فيها المال السياسي وبيع المناصب. اسمح لي عزيزي القارئ، لأقول لك بكلّ صراحة، من دون أيّ لفّ أو دوران، إننا، أنا وأنت والملايين مثلنا جميعاً شركاء في ما يجري، الكلّ ساهم حتى وإن كان المستفيدون رؤساء الكتل السياسية فقط!
الانتخابات التي تجري كل أربعة أعوام وتلحقها انتخابات مجالس المحافظات، يتم العمل فيها بموجب الديمقراطية العراقية التي تقتضي أن يربحوا الانتخابات كما ربحوها من قبل. فالديمقراطية التي يتمسك بها ساسة العراق، لم يضعها أفلاطون في جمهوريته، وإنما وضعها المفكر مثنى السامرائي الذي يصرّ على أنّ أموال الدولة جزء لا يتجزأ من جيب النائب.
الجميع لا يريد أن يدرك أنّ التغيير ليس تقلباتٍ للنائبة “المزمنة” حنان الفتلاوي، ولا أنشودةً “نحن أمة” يلحنها ويغنيها محمد الحلبوسي.. إنما التغيير شجاعة في المقام الأول، وهو فرض وليس دموعاً يذرفها مشعان الجبوري الذي لا يجيد للأسف تمثيل دور المعارض.
العمود الثامن: يحدثونك عن المال السياسي

علي حسين
التعليقات معطلة.
