العناية الصحيحة بالأذن.. 5 إرشادات يجب اتباعها

1

د. خلود البارون


غالباً ما يهمل الناس العناية بآذانهم على الرغم من حساسيتها وأهميتها في حياتهم اليومية. ويؤكد الأطباء أن انتظار ظهور مشكلة في السمع لبدء الاهتمام بالأذن خطأ شائع، إذ إن الرعاية الوقائية والسليمة ضرورة أساسية للحفاظ على صحة الأذن، وتقليل خطر العدوى، والوقاية من فقدان السمع.

في إطار سلسلة «ما يتمنى الأطباء لو يعرفه المرضى» الصادرة عن الجمعية الطبية الأمريكية (AMA)، قدّم كلٌّ من د. جاكوب بي. هانتر، رئيس قسم طب الأذن والأعصاب الأذنية في مستشفى توماس جيفرسون الجامعي في فيلادلفيا، ود. شون سي. جونز، اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة في مجموعة «بابتيست هيلث» الطبية بكنتاكي، أبرز الإرشادات الواجب اتباعها للحفاظ على صحة الأذن وقوة حاسة السمع، والتي جاءت كما يلي:

1 – حماية الأذنين من الضوضاء

يُجمع الخبراء على أن الضوضاء المفرطة العدو الأول للسمع. ويقول د. جونز: «من الضروري جداً حماية الأذن من الأصوات العالية، فنحن نعيش في مجتمع مليء بالصخب، والتعرّض المستمر للضوضاء العالية أو حتى المتوسطة لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى فقدان السمع».

ويشرح د. هانتر آلية الضرر قائلاً: «بعد حضور حفلة موسيقية صاخبة أو الاستماع للموسيقى بصوت مرتفع لفترة طويلة، قد يشعر الشخص بأن سمعه أصبح مكتوماً أو ضبابياً. هذا ما يسمى التحول المؤقت في العتبة السمعية، وهو دليل على حدوث ضرر في القوقعة. ومع تكرار التعرّض للضوضاء، يتحول الضرر المؤقت إلى دائم».

2 – اترك الأذن تنظّف نفسها

هذه أكثر نصيحة يحرص الأطباء على توضيحها. فالأذن تنظّف نفسها ذاتياً عبر آلية طبيعية تدفع الجلد الميت والشمع إلى الخارج. ويقول د. جونز: «الأغلبية الساحقة من الناس لا تحتاج إلى أي تدخل لتنظيف الأذن، فهي تعمل ذاتياً مثل بقية أجزاء الجسم».

وئؤكد الأطباء على تجنّب الأعواد القطنية، حيث يظن البعض أنهم يزيلون الشمع، بينما هم يدفعونه نحو العمق حيث الشعر، ما يؤدي إلى انسداد. وعند وصول الشمع إلى ما بعد خط الشعر في القناة، تفقد الأذن القدرة على إخراجه، ويتكوّن الانسداد. ويقول جونز: «المفارقة أن الإحساس بالانسداد يجعل الشخص يواصل التنظيف، فيزيد المشكلة سوءاً».

ويشير د. هانتر إلى أن التحذير من استخدام الأعواد القطنية داخل الأذن موجود على عبواتها منذ سبعينيات القرن الماضي بسبب الإصابات المتكررة.

3 – الاهتمام بالتغذية والفيتامينات

يرتبط الحفاظ على السمع ارتباطاً وثيقاً بتحسين صحة الأوعية الدموية. ويقول د. جونز: «جرى الترويج لفيتامينات A وC وE وبعض المعادن مثل الزنك لفوائدها المحتملة، لكن الأهم هو اتباع نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة والفلافونويدات، مثل الشاي الأخضر والتوت والبروكلي. فالصحة الوعائية الجيدة تنعكس مباشرة على صحة الأذن، لكونها عضواً حساساً لأي اضطراب».

4 – تجنب أمراض التنفس والحساسية

تشكل التهابات الجهاز التنفسي والحساسية عاملاً رئيسياً في مشكلات الأذن. ويوضح د. جونز أن الإفرازات الأنفية السميكة الناتجة عن الاحتقان أو الحساسية قد تنتقل قرب قناة استاكيوس، مسببة التهاباً أو تورماً ينعكس شعوراً بالامتلاء أو الضغط في الأذن.

من جهته، يقول د. هانتر إن أي التهاب في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي قد يؤدي إلى تجمع السوائل في الأذن، مما يسبب التهاباً وألماً، وقد يمتد تأثيره إلى الأذن الداخلية مسبباً فقدان السمع أو اختلال التوازن.

ويشدد الأطباء على ضرورة سؤال المريض عن تعرضه لنزلة برد قبل حدوث فقدان السمع المفاجئ، إذ يمكن للعدوى الفيروسية أن تسبب طنيناً أو دوخة أو ضعفاً حاداً في السمع.

5 – الماء وسيلة آمنة لتنظيف الأذن

يؤكد الأطباء أن الماء أثناء الاستحمام يساعد الأذن في تنظيف نفسها. ويوضح د. جونز: «بيروكسيد الهيدروجين آمن للاستخدام المنزلي لإذابة الشمع، شرط ألا يكون لدى الشخص ثقب في طبلة الأذن أو خضوع لجراحة سابقة». لكنه يحذّر من استخدامه لدى من يعانون جفافاً أو حكة، لأن البيروكسيد قد يزيد من تفاقم الجفاف.

6 – الانتباه لمؤشرات ضعف السمع

رفع صوت التلفزيون باستمرار، أو تكرار طلب إعادة الكلام، أو الشعور بطنين في الأذن، كلها إشارات تستوجب الفحص. وقد يحدث فقدان السمع في الترددات التي لا نستخدمها في الكلام اليومي، مما يجعل اكتشافه صعباً. ويُعد الطنين أو الشعور بالامتلاء من أفضل المؤشرات على ضرورة إجراء تقييم سمعي.

ورغم أن ضعف السمع جزء طبيعي من التقدم في العمر، فإن التعامل الصحيح معه أمر ضروري. فالمعينات السمعية لا تحسّن حياة المريض فقط، بل تخفف العبء على الأسرة ومقدمي الرعاية وتُسهّل التواصل اليومي.

 

 

التعليقات معطلة.