كتب/ مهدي منصوري
الانتصارات الكبيرة والسريعة على الارهاب والارهابيين في كل من العراق وسوريا قد كشفت المستور وفضحت كل الابواق الغربية المأجورة التي تدعي كذبا وزورا مواجهتها للارهاب.
وبعد هذه الانتصارات اتضح وبصورة تدعو للذهول ان الغرب كله ابتداء من اميركا وامتدادا الى الدول التي شكلت تحالف واشنطن والتي بلغ عددها 83 دولة كما اعلن، كانت حضنا دافئا للارهابيين بحيث ترعرعوا ونموا وكبر عددهم في هذه الدول، وكما اشارت اوساط استخبارية انهم قد تلقوا التدريبات المطلوبة في معسكرات خاصة قد اعدت لهم لهذا الغرض، ومن ثم تم ارسالهم الى المنطقة ليحققوا اهدافا قد رسمت لهم.
وشاهدنا وبعد ان كتب على هذه المجموعات الارهابية بمختلف مسمياتها الاندحار والتقهقر والانهيار في كل من سوريا والعراق ان هذه الاعداد الكبيرة من هؤلاء الارهابيين هم من اميركا والدول الغربية وبعض الدول الشرقية، وبذلك اتضح ان الدعم الذي قدم لهذه المجاميع والامكانيات التي توفرت لديهم من هذه الدول هي التي جعلت منهم الثبات والصمود الذي استغرق اكثر من اربعة اعوام، واللافت ان الاعلام الغربي المزيف قد اخذ يعزف على اسطوانة التحذير من هذا التنظيم لخطورته ووحشية افراده وغيرها من الصفات الذميمة التي الحقت به اريد بها تخويف المنطقة وارعابها لكي تخلق حالة من التراجع او زرع حالة من الخوف لدى هذه الشعوب لمواجهته لكي يتسنى لها ان يحظى بالحصول على مساحات واسعة يفرض سيطرته عليها لكي يكون وجوده امرا واقعا، ومن ثم يتهم تنفيذ المخطط المشؤوم الذي وضحت معالمه وهو تفتيت وتقسيم المنطقة الى دويلات ضعيفة وهزيلة تتطلع فيه الى مساعدة واشنطن والدول الغربية وان يسمح لهذه الدول وبذريعة حمايتها من الارهاب الخطير ان تنهب ثرواتها وتسيطر على مقدرات شعوبها.
ولكن وكما يقال ان “السحر قد انقلب على الساحر” من خلال ما وصل الارهاب اليه اليوم من حالة مزرية من الضعف والهوان بحيث ان شرور غيومه وافكاره السوداء بدت تنقشع من سماء المنطقة، واخذت تتجه وبصورة اتوماتيكية وطبيعية الى الحواضن التي رعتها وبذلت المزيد من الجهد لايقافها على اقدامها. وهذا مايحصل اليوم من ان الارهابيين اخذوا يعودون الى الدول التي جاؤوا منها خاصة اميركا ولندن والمانيا وبعض الدول الاسكندنافية بحيث احس هؤلاء بالخطر الحقيقي من تواجدهم على اراضيها، ولذا بدأ يعلو صراخهم وعويلهم والذي لن ينفعهم بعد اليوم.
واللافت في الامر والذي يمكن الاشارة اليه ان الدول الغربية وعندما يحدث فيها خرق امني من قبل الارهابيين نجد ان المعلومات تظهر وبسرعة تامة عمن نفذ هذه العمليات وصورهم ومعلومات عن حياتهم الشخصية مما يعكس انهم معروفون لدى مخابرات هذه الدول مما يعكس للمتابع انهم قد تطوعوا وبمعرفة هذه الاجهزة الامنية وبقي مسكوت عنهم لانهم لم يقوموا بعمل يهدد امنهم، واصبحوا خلايا معدة جاهزة يمكن ارسالها في أي وقت الى دول المنطقة ليقوموا بالجرائم اللاانسانية واللااخلاقية التي تدربوا عليها في معسكرات هذه الدول.
واخيرا والذي لابد ان يدركه الغربيون ان النار التي اشعلوها في المنطقة خاصة في العراق وسوريا اخذ لهيبها يسير بالاتجاه المعاكس وانه سيكون حارقا ومؤلما للغربيين، لان تم اخماده في هذه الدول من خلال الانتصارات الرائعة التي تتحقق يوما بعد آخر، ولذلك فعليهم ان يستقبلوها وبكل رحابة صدر ليكتووا بها وليذوقوا الامها ومرارتها لان وكما قيل “ان البادئ اظلم”.
الغرب الحضن الدافئ للارهابيين
التعليقات معطلة.