الاتحاد الأوروبي لا يرى فيها جديداً والأمم المتحدة تثمن نصها على تجنب استخدام النووي وموسكو وكييف ترحبان بجهود بكين لحل النزاع
اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الجمعة، أن انتصار بلاده على روسيا يمكن تحقيقه هذا العام إذا وفى شركاؤه الغربيون بوعودهم على صعيد المساعدة العسكرية.
وقال زيلينسكي في مؤتمر صحافي في الذكرى الأولى للحرب، “إذا وفى الشركاء بوعودهم واحترموا المهل، فإن انتصاراً محتماً ينتظرنا. أريد حقاً أن يحصل ذلك هذا العام”.
وأعرب الرئيس الأوكراني عن رغبته في تحقيق تقارب مع دول أفريقيا وأميركا اللاتينية، وهما منطقتان لا يزال نفوذ موسكو فيهما قوياً.
واعتبر زيلينسكي أن “من الضروري العمل” مع الصين سعياً إلى إيجاد حل للنزاع مع روسيا، وذلك بعدما عرضت بكين خطة سلام من 12 نقطة. وقال إن في الوثيقة التي قدمتها الصين، “يبدو بالنسبة لي أن هناك احتراماً لوحدة أراضينا، ولأمور تتصل بالأمن. علينا أن نعمل مع الصين على هذه النقطة”، مضيفاً، “أعتقد أن الصين كشفت عما تفكر فيه. الصين بدأت بالحديث عن أوكرانيا، وهذا ليس أمراً سيئاً”.
الوثيقة الصينة
ودعت الحكومة الصينية في وثيقة من 12 نقطة نشرت، اليوم الجمعة، موسكو وكييف، إلى إجراء محادثات سلام، وعبرت عن رفضها اللجوء إلى السلاح النووي.
وقالت وزارة الخارجية الصينية في وثيقة بعنوان “موقف الصين من التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية” إن “على جميع الأطراف دعم روسيا وأوكرانيا للتحرك في الاتجاه نفسه واستئناف الحوار المباشر بينهما في أسرع وقت ممكن”.
ونشرت الوثيقة، صباح الجمعة، على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الصينية بمناسبة مرور عام على الحرب في أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) 2022.
وتسعى الصين منذ أسابيع إلى أداء دور الوسيط في النزاع الأوكراني ووعدت قبل أيام بنشر موقفها بهدف التوصل إلى حل سياسي.
وفي الوثيقة، تعبر بكين عن موقف واضح يرفض أي استخدام للسلاح النووي، بينما لوح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أخيراً بذلك.
وورد في الوثيقة أنه “ينبغي عدم استخدام الأسلحة النووية، وينبغي عدم خوض حرب نووية. ينبغي الوقوف ضد التهديد بالسلاح الذري أو اللجوء إليه”. كما دعت الوثيقة البلدين إلى تجنب أي هجوم على المدنيين أو المنشآت المدنية. وقالت “ينبغي على أطراف النزاع الالتزام الصارم بالقانون الإنساني الدولي وتجنب مهاجمة مدنيين أو منشآت مدنية”.
في تعقيبه، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، أنه يعتزم عقد اجتماع مع نظيره الصيني شي جينبينغ، الشريك الوثيق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد تقديم بكين مقترحات لتسوية النزاع.
وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي، “أنوي لقاء شي جينبينغ. سيكون ذلك مهماً للأمن العالمي. الصين تحترم وحدة الأراضي، ويجب أن تفعل كل شيء لضمان مغادرة روسيا أراضي أوكرانيا”.
وأعرب عن أمله ألا تزود الصين روسيا بالأسلحة، الأمر الذي قالت الولايات المتحدة إن بكين تدرسه رغم نفي الأخيرة بشدة.
وأضاف الرئيس الأوكراني “بالنسبة إليّ، هذا مهم للغاية، هذه النقطة الأهم”، مردفاً “أريد أن أصدق أن الصين ستكون إلى جانب عالم عادل، أي إلى جانبنا”.
من جانبها، قالت الخارجية الروسية إنها “تقدر” جهود الصين. وقالت في بيان “نشاطر بكين اعتباراتها”، لكن على كييف “الاعتراف بالحقائق الجديدة المتصلة بالأراضي” الأوكرانية التي أعلنت موسكو ضمها.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، “أعتقد أن الخطة التي قدمتها الحكومة الصينية مساهمة مهمة. أعتقد أن الدعوة إلى ضرورة تجنب استخدام أسلحة نووية تكتسي أهمية خاصة”، مشدداً على “المسؤولية المشتركة” للتوصل إلى “سلام عادل”، الأمر الذي دعت إليه غالبية واسعة في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ردود الغرب على الوثيقة
في تصريحات لشبكة “سي أن أن “، قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك ساليفان إن الوثيقة “كان من الممكن أن تتوقف عند النقطة الأولى، احترام سيادة جميع الدول”.
وأضاف ساليفان أن “الحرب قد تنتهي غداً إذا أوقفت روسيا مهاجمة أوكرانيا وسحبت قواتها”.
وقال خورخي توليدو، سفير الاتحاد الأوروبي لدى الصين، “لا يوجد أي ذكر لمعتد (في النص)، وهو أمر غريب بعض الشيء لأن من الواضح أن هناك معتدياً. رسالتنا إلى الصين هي أن عليها مسؤولية ضمان احترام مبادئ الأمم المتحدة وقيمها وأهدافها، ولا سيما في مسائل الحرب والسلام”.
أما مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي قال إنه لا يريد “رفضها”، فرأى قبل اجتماع لمجلس الأمن الدولي أن الوثيقة الصينية “ليست خطة سلام، إنها موقف تعيد فيه الصين تأكيد جميع المواقف التي تم التعبير عنها منذ البدء”.
بدوره، قال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، “ما زال من المشكوك فيه أن تكون الصين، القوة العالمية، ترغب في أداء دور بناء”.
وعبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ عن موقف مماثل بقوله إن الصين “ليس لديها كثير من الصدقية” في ما يتعلق بأوكرانيا، معرباً عن شكوكه في أن يكون في وسع مقترحات بكين أن تضع حداً للحرب.
تشكل هذه الحرب قضية حساسة لبكين بسبب علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية القوية مع موسكو منذ سنوات التي تعززها المصلحة المشتركة المتمثلة في تحقيق توازن في مواجهة واشنطن.
وتدعو الصين المحايدة رسمياً، إلى احترام سيادة الدول، بما في ذلك أوكرانيا، لكنها تحث المجتمع الدولي في الوقت نفسه على مراعاة مخاوف موسكو الأمنية.
لكن الضغط الغربي يتزايد على بكين التي لم تؤيد الهجوم الروسي ولم تنتقده علناً وعبرت مراراً عن دعمها لموسكو في مواجهة العقوبات الغربية.
وفي الأيام الأخيرة، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنه يخشى أن تكون الصين تفكر في إمداد روسيا بالأسلحة، وهي معلومات نفتها بكين بشكل قاطع.
والتزم أعضاء مجلس الأمن الدولي دقيقة صمتاً، الجمعة، بمن فيهم ممثل روسيا، تكريماً لجميع ضحايا الحرب في أوكرانيا. وبادر وزير الخارجية الأوكراني ديميترو كوليبا في نهاية خطابه إلى الوقوف طالباً التزام دقيقة صمتاً “في ذكرى ضحايا العدوان” الروسي، قبل أن يقف السفير الروسي فاسيلي نيبنزيا بدوره من أجل “جميع ضحايا ما حصل في أوكرانيا منذ 2014”.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ ف ب)
أوكرانيا ستفعل كل شيء للنصر
وأحيا الأوكرانيون، اليوم الجمعة، ذكرى ذويهم الذين سقطوا في الحرب، وتعهدوا بمواصلة القتال لتحقيق النصر، بينما قالت روسيا إن قواتها تحقق مكاسب في الشرق، وذلك مع دخول الهجوم عامه الثاني من دون أن تلوح في الأفق نهاية له.
وفي مراسم أقيمت في ساحة سانت صوفيا بكييف، منح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ميداليتين لجندي يستخدم عكازين وأم قتل ابنها. وجاهد لحبس دموعه عندما عزفت فرقة النشيد الوطني.
وقال زيلينسكي في خطاب أذاعه التلفزيون، “لقد أصبحنا أسرة واحدة. لم يعد هناك غرباء بيننا… فتح الأوكرانيون منازلهم وقلوبهم لأولئك الذين أجبروا على الفرار من الحرب”. وأضاف، “نقاوم كل التهديدات والقصف والقنابل العنقودية وصواريخ كروز والطائرات المسيرة الانتحارية وانقطاع التيار الكهربائي والبرد. نحن أقوى من ذلك. لم نهزم. وسنفعل كل شيء لتحقيق النصر هذا العام”.
ومن المقرر أن يحضر زيلينسكي في وقت لاحق قمة افتراضية مع الرئيس الأميركي جو بايدن وقادة مجموعة السبع. ويتوقع أن تشهد القمة إدانة للحرب والتعهد بمزيد من الدعم لأوكرانيا وتشديد العقوبات على روسيا.
أعلام بالأزرق والأصفر
وبالنسبة إلى المواطنين الأوكرانيين الذين أمضوا معظم العام مختبئين في الملاجئ ودعموا المجهود الحربي بكل طريقة ممكنة، كانت الذكرى السنوية فرصة للتفكير في ما حدث.
وقالت فالنتينا كريسان (75 سنة) التي تعمل في متجر بكييف، “دفنت ابني الذي مات في الخدمة العسكرية. ودفنت زوجي أيضاً. أعتقد أن الوضع واضح جداً، أنا بمفردي الآن، والأمر صعب جداً”.
وأظهر الحلفاء حول العالم دعمهم. وأضاء برج إيفل في باريس وبوابة براندنبورغ في برلين ومبنى إمباير ستيت في نيويورك بلوني العلم الأوكراني الأزرق والأصفر. وفي لندن، جرى تلوين الشارع خارج السفارة الروسية بهذين اللونين.
ولم تشهد روسيا فعاليات عامة كبيرة بمناسبة الذكرى السنوية، اليوم الجمعة، لكن أطلقت أمس الخميس ألعاب نارية بمناسبة عطلة “المدافعين عن الوطن” السنوية وأقيم حفل موسيقى يوم الأربعاء حضره الرئيس فلاديمير بوتين.
جنود أوكرانيون عند خط الجبهة في باخموت (رويترز)
لا سلام
وتوجد مخاوف من مقتل عشرات الآلاف من المدنيين الأوكرانيين، فضلاً عن أعداد كبيرة من الجنود في صفوف الجانبين منذ أمر بوتين بالهجوم قبل عام، قائلاً إن ذلك ضروري لحماية أمن روسيا.
ولا تزال موسكو تحتل ما يقرب من خمس مساحة أوكرانيا التي تقول إنها ضمتها. ودمرت القوات الروسية مدناً أوكرانية ودفعت ثلث السكان للفرار وتركت الشوارع مليئة بالجثث في البلدات التي احتلتها وخسرتها لاحقاً، فيما تنفي ارتكاب جرائم حرب.
وفي الأسابيع الماضية، شنت القوات الروسية التي انضم إليها مئات الآلاف من المجندين بعد إعلان أول تعبئة عامة منذ الحرب العالمية الثانية، هجوماً شتوياً لم تحقق من خلاله سوى مكاسب صغيرة على رغم القتال الذي يقول الجانبان إنه الأكثر دموية في مسار الحرب.
وليس هناك ما يشير إلى أي عملية سلام. ويقول بوتين إنه يحارب القوة المشتركة للغرب ويصور الوضع الآن على أنه معركة من أجل بقاء روسيا، فيما تقول كييف إنه لا يمكن تحقيق السلام حتى تنسحب روسيا.
وقال ميخايلو بودولياك المستشار السياسي لزيلينسكي، الجمعة، إن أي خطة لإنهاء حرب روسيا في أوكرانيا لا بد أن تشمل انسحاب القوات الروسية إلى حدود أوكرانيا عام 1991، وذلك تعليقاً على خطة قدمتها الصين من 12 نقطة لوقف إطلاق النار.
الوضع الميداني
وفي أحدث التقارير الواردة من ساحة المعركة، قالت شركة “فاغنر” الروسية الخاصة، اليوم الجمعة، إن مسلحيها استولوا على قرية أخرى في ضواحي باخموت في شرق أوكرانيا، حيث تركز موسكو هجومها حالياً.
وزارة الدفاع الروسية قالت بدورها، الجمعة، إن قواتها تواصل الهجوم على طول خط المواجهة في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، وإنها قتلت ما يصل إلى 240 جندياً أوكرانياً خلال الساعات الـ24 الماضية. ولم يتسن لـ”رويترز” التحقق بشكل مستقل من تصريحات وزارة الدفاع الروسية.
والهجمات الروسية المكلفة حققت إما تقدماً ضئيلاً أو فشلت في تحقيق مكاسب في مواقع أخرى على الجبهة. أما أوكرانيا فتنتظر إمدادات الأسلحة الجديدة لشن هجوم مضاد.
تظاهرة داعمة لأوكرانيا في برلين (أ ب)
“ليوبارد” في كييف
وقال رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي، الذي اتجه إلى كييف، الجمعة، إن الدفعة الأولى من عشرات الدبابات الألمانية من طراز “ليوبارد” التي قطعت وعود بتقديمها لكييف قبل شهر في خطوة شكلت انفراجة، موجودة بالفعل في أوكرانيا.
وأعلن مورافيتسكي أن بلاده سترسل مزيداً من الدبابات إلى أوكرانيا “في غضون أيام قليلة”، بعد أن أعلنت وارسو تسليم أوكرانيا أربع دبابات من طراز “ليوبارد 2” ألمانية الصنع.
اقرأ المزيد
وقال رئيس الوزراء البولندي لصحافيين، “تمكنا من نقل دباباتنا بفترة وجيزة… وأيضاً في غضون أيام قليلة سنسلم دبابات من طراز (بي تي-91) جيدة جداً… وستصل 60 دبابة إلى أوكرانيا”.
وأعلن مورافيتسكي أيضاً أن وارسو مستعدة لتدريب الأوكرانيين على طائرات مقاتلة من طراز “إف-16” في بولندا. وقال للصحافيين، “أشدد على أنه يجب أن يتم الاتفاق دائماً على ذلك بين الحلفاء، لكن بولندا مستعدة لإجراء مثل هذا التدريب”.
إلى ذلك وضع مورافيتسكي إكليلاً من الزهور على نصب تكريمي لضحايا الحرب في كييف برفقة رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميغال.
كذلك أعلنت السويد، الجمعة، أنها ستسلم أوكرانيا نحو 10 دبابات “ليوبارد 2” وأنظمة مضادة للطيران.
وأكد وزير الدفاع السويدي بال يونسون إن السلطات تعتزم إرسال “نحو 10” دبابات من طراز “ليوبارد 2 إيه5”. وبما أن هذا الطراز مشابه للذي تستخدمه ألمانيا، فإن السويد تستطيع بالتالي إرسال الدبابات ضمن مجموعة تنسقها ألمانيا، وفق الوزير.
كما أعلن رئيس الوزراء أولف كريسترسون أن السويد ستسلم أوكرانيا منظومات “آيرس-تي” و”هوك” المضادة للصواريخ.
ويأتي موقف السويد غداة إعلان جارتها فنلندا عزمها على تسليم أوكرانيا ثلاث دبابات “ليوبارد 2”.
حماية بريطانية
وفي سياق متصل، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، اليوم الجمعة، إن لندن مستعدة لتقديم الأمن أو “سد الفجوة” في الطائرات المقاتلة لأي دولة ترغب في إرسال طائرات روسية أو من الحقبة السوفياتية إلى أوكرانيا.
وأرسلت بريطانيا ذخيرة وأسلحة إلى أوكرانيا وتدرب قواتها حالياً على استخدام الدبابات البريطانية، ولكنها عارضت طلبات الرئيس الأوكراني بضرورة إرسال طائرات مقاتلة أيضاً.
وقال والاس إن إحدى السبل المتاحة للدول لتقديم مساعدات سريعة إلى أوكرانيا ستكون من خلال تقديم مقاتلات “ميغ-29” أو “سو-24” إلى كييف.
وقال وزير الدفاع لمحطة “تايمز” الإذاعية، “إن رغبت (الدول) في تقديم (المقاتلات)، فسيكون بوسعنا استخدام طائراتنا المقاتلة لسد الفجوة الناتجة من ذلك”. وأضاف أنه غير واثق من رغبة أي دولة في فعل ذلك حتى الآن.
تظاهرة داعمة لأوكرانيا في تبليسي بجورجيا (أ ب)
عقوبات جديدة
وأعلنت الولايات المتحدة، الجمعة، رزمة عقوبات جديدة على روسيا، استهدفت البنوك الروسية وقطاع التعدين والمعادن الروسي وأيضاً وسطاء أوروبيين، وخصوصاً في سويسرا.
وتهدف العقوبات إلى توجيه ضربة قاسية للاقتصاد الروسي والحد من وصول موسكو إلى تكنولوجيات حساسة مثل أشباه الموصلات. وقالت وزارة الخزانة في بيان إنها “إحدى أهم الخطوات على صعيد العقوبات” منذ بدء الحرب في أوكرانيا.
واستهدفت واشنطن شركات وأفراداً روساً في قطاعات المعادن والمناجم والمعدات العسكرية وأشباه الموصلات، إضافة إلى 30 فرداً وشركة في دول أوروبية، سويسرا وإيطاليا وألمانيا ومالطا وبلغاريا، متهمين بالمساعدة في الالتفاف على العقوبات عبر تزويد موسكو معدات عسكرية.
وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين في البيان، “كان لعقوباتنا تأثير في المديين القريب والبعيد في الوقت نفسه يمكن ملاحظته في شكل بارز في مساعي روسيا لإعادة بناء أسلحتها وفي اقتصادها المعزول. تظهر خطواتنا اليوم مع شركائنا في مجموعة السبع أننا سنبقى إلى جانب أوكرانيا ما دام ذلك ضرورياً”.
بريطانيا أيضاً فرضت عقوبات جديدة على روسيا، اليوم الجمعة، ومن المتوقع أن تعلن قوى غربية أخرى عقوبات خلال اجتماع مجموعة السبع الذي يعقد عبر الإنترنت بقيادة بايدن، الذي زار كييف وألقى خطاباً تاريخياً في وارسو هذا الأسبوع بمناسبة ذكرى الحرب.
وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جايك سوليفان إن الولايات المتحدة ستقدم مساعدة إضافية بقيمة ملياري دولار، وستستهدف العقوبات الجديدة لمجموعة السبع الدول التي تسعى إلى إعادة تعبئة المنتجات المحظورة على روسيا بسبب العقوبات.
كما أعلنت مجموعة العمل المالي، الجمعة، تعليق عضوية موسكو في الهيئة المكلفة مكافحة تبييض الأموال، مع مرور عام على بدء الحرب.
وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، الذي يتولى الرئاسة الدورية لمجموعة السبع، في مؤتمر صحافي، “يجب على المجتمع الدولي أن يتحد ويظهر التضامن ويفرض عقوبات شديدة على روسيا”. وأعلن كيشيدا أن مجموعة السبع ستدعو خلال قمتها إلى الامتناع عن إرسال أي مساعدات عسكرية إلى روسيا.
مولدوفا تنفي
في الأثناء، نفت مولدوفا، الجمعة، أن تكون أوكرانيا تشكل أي “تهديد مباشر” لمنطقة ترانسنيستريا الانفصالية الموالية لروسيا، رداً على تصريحات لوزارة الخارجية الروسية اتهمت كييف بـ”التحضير” لـ”غزو” هذه المنطقة المولدوفية.
وجاء في بيان أن “وزارة الدفاع تراقب كل الوقائع والأعمال والتغييرات التي تجري في المنطقة… نؤكد أنه ليس هناك أي تهديد مباشر على الأمن العسكري للدولة” مضيفاً أن “المعلومات الخاطئة المنشورة هدفها إثارة الذعر”.
وترانسنيستريا منطقة صغيرة أعلنت انفصالها عن مولدوفا في التسعينيات إثر حرب قصيرة وتقع على الحدود الغربية لأوكرانيا وشكلت في الأسابيع الأخيرة محور توتر متزايد.
وتتهم موسكو كييف بحشد “عناصر وعتاد عسكري” قرب ترانسنيستريا، مشيرة كذلك إلى “نشر مواقع مدفعية وزيادة غير مسبوقة لتحليق المسيرات” الأوكرانية فوق المنطقة. وحذرت روسيا بأنها “سترد” على أي “استفزاز” عسكري أوكراني في منطقة ترانسنيستريا.
وردت كيشيناو على ذلك مؤكدة أن “المعلومات الكاذبة التي يتم نشرها تهدف إلى بث الذعر والارتباك بين السكان”، داعية المواطنين إلى “التزام الهدوء والحصول على المعلومات فقط من المصادر الرسمية”.
كذلك، نفت كييف الاتهامات الروسية على لسان مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك الذي تحدث الجمعة للإذاعة العامة المولدافية.
الصين وتسليح روسيا
واقترحت الصين خطة سلام، اليوم الجمعة، متمسكة بمبدأ الحياد العام. وقالت واشنطن في الأيام الماضية إنها تعتقد أن الصين قد تزود روسيا بالأسلحة، فيما نفت بكين ذلك.
وبحسب صحيفة “دير شبيغل” الأسبوعية الألمانية في عددها، الجمعة، تعتزم الصين بدء إنتاج مسيرات هجومية للجيش الروسي تمهيداً لإمكان استخدامها في أوكرانيا. وقالت الصحيفة من دون ذكر مصدر إن مفاوضات بهذا الصدد بدأت بين مسؤولين عسكريين روس وشركة تصنيع المسيرات الصينية “شيان بينغو إنتيليجنت أفياشن تكنولوجي”.
ونقلت الصحيفة عن “بينغو” قولها إنها جاهزة لإنتاج 100 طائرة من دون طيار من نوع “زد تي-180” واختبارها وتسليمها بحلول أبريل (نيسان) المقبل إلى وزارة الدفاع الروسية.
وتشبه هذه الطائرات المسيرة، المسيرات من طراز “شاهد 136” الإيرانية الصنع، وفقاً لخبراء عسكريين قابلتهم الصحيفة، وقادرة على حمل شحنة متفجرات يراوح وزنها بين 35 و50 كيلوغراماً.
في الخطوة الثانية، تخطط الشركة المصنعة الصينية لنقل المكونات والمعرفة إلى روسيا لتبدأ إنتاج هذه المسيرات محلياً، وفقاً لـ”دير شبيغل”. وأضافت الصحيفة أن ذلك قد يسمح لموسكو نفسها بإنتاج 100 طائرة مسيرة شهرياً.
والعام الماضي، وفقاً للصحيفة الألمانية، خططت شركة صينية أخرى، يسيطر عليها الجيش، لإمداد روسيا بقطع غيار لطائراتها المقاتلة، ولا سيما من طراز “سو-27″، تحت غطاء تصدير معدات للاستخدام المدني.
ولم ترد وزارة الخارجية الصينية بشكل مباشر على سؤال “دير شبيغل” في شأن المعلومات التي أوردتها الصحيفة، لكنها اعتبرت أن “الولايات المتحدة هي المصدر الرئيس للتسليح في ساحة المعركة في أوكرانيا”.
مجموعة السبع
من جانبهم، تعهد قادة مجموعة السبع بفرض “كلفة باهظة” على الدول التي تساعد روسيا في الالتفاف على العقوبات الدولية. وقالوا في بيان مشترك بعد قمة افتراضية، الجمعة، “ندعو الدول الثالثة أو الجهات الفاعلة الدولية الأخرى التي تسعى إلى الالتفاف على تدابيرنا أو تقويضها للكف عن تقديم الدعم المادي للحرب الروسية أو مواجهة كلفة باهظة”.
وأعرب أعضاء في مجلس الأمن الدولي، الجمعة، عن أسفهم للمعاناة التي شهدها الأوكرانيون طوال عام وشملت القتل والدمار والعنف الجنسي والتهجير والاختفاء القسري، ولخصها الأمين العام للأمم المتحدة في بضع كلمات: “حياتهم جحيم حقيقي”.
وقال أنطونيو غوتيريش لمجلس الأمن المجتمع بمناسبة الذكرى الأولى لبدء الحرب، إن النزاع “تسبب في قتل ودمار وتشريد على نطاق واسع”، وأدى إلى “معاناة لا توصف”.
وأضاف أمام المجلس الذي أوقف أعماله خلال دقيقة صمتاً حداداً على ضحايا الحرب، أن “الحياة جحيم حقيقي للشعب الأوكراني” قبل أن يصف بالتفصيل المعاناة التي تثقل كاهل الأوكرانيين.
وأوضح أن نحو 17.6 مليون شخص، أي نحو 40 في المئة من السكان “في حاجة إلى مساعدة إنسانية وحماية”، مشيراً إلى أن 40 في المئة أيضاً من السكان ليس لديهم ما يكفي من الطعام.
وأضاف غوتيريش، “تسببت الحرب في أزمة هجرة في أوروبا غير مسبوقة منذ عقود”، مع وجود أكثر من ثمانية ملايين لاجئ في أنحاء أوروبا ونزوح أكثر من خمسة ملايين داخل البلاد.
وتابع الأمين العام للأمم المتحدة أن “أكثر من نصف الأطفال الأوكرانيين أجبروا على ترك منازلهم”، مشدداً على مخاطر “العنف والإيذاء والاستغلال” على بعض هؤلاء الأطفال المنفصلين عن عائلاتهم.
ووثقت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان “عشرات حالات العنف الجنسي المرتبط بالنزاع ضد رجال ونساء وفتيات”، ناهيك بـ”مئات حالات الاختفاء القسري والاحتجاز التعسفي للمدنيين”.
وأشار أنطونيو غوتيريش إلى أن “البنية التحتية تضررت: فقد دمرت أنظمة المياه والطاقة والتدفئة وسط شتاء قارس”.
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، “عام من المعاناة غير الإنسانية للشعب الأوكراني الذي تثير مقاومته وشجاعته الإعجاب… عام من التجاوزات والإعدامات والتفجيرات بحق المدنيين وتعذيب واغتصاب واختطاف وترحيل الأطفال”.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن “ما لا يقل عن ستة آلاف طفل أوكراني خطفوا ونقلوا إلى روسيا”. وأضاف، “يوماً بعد آخر، مع هذه الفظائع الروسية، من السهل أن يخدرنا الرعب، وأن نفقد قدرتنا على أن نشعر بالصدمة والغضب، لكن لا يمكننا أن نسمح لجرائم روسيا بأن تصبح أمراً عادياً”، معرباً عن أمله في محاسبة المسؤولين.
ورد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا قائلاً، “أوكرانيا ليست ضحية”، مضيفاً، “لا يمكننا قبول عش دبابير معادية للروس على حدودنا”.
وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الخميس، بغالبية واسعة قراراً يدعو إلى سلام “عادل ودائم”، ويطالب بالانسحاب الفوري للقوات الروسية من أوكرانيا، لكن مجلس الأمن الدولي، حيث لروسيا حق النقض (الفيتو)، لم يتخذ أي قرار في شأن هذه القضية على رغم عقده أكثر من 40 جلسة في عام واحد.