الغرب يمدد العقوبات وروسيا تصعّد جنوب أوكرانيا

1

تواصل القوى الغربية ضغطها على روسيا عبر العقوبات والدعم العسكري لكييف لإجبار موسكو على وقف حربها في أوكرانيا. واليوم الأربعاء، طالبت وزيرة الخارجية الألمانية بتسريع عمليات إرسال دبابات متطورة إلى الجيش الأوكراني لتمكينه من استكمال عمليات التحرير المستمرة في خاركيف ومدن أوكرانية أخرى. ورداً على الخسائر المستمرة، شن الجيش الروسي قصفاً على مدينة كريفي ريه الجنوبية.

ودعت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك باتخاذ قرارات سريعة في الجدل الدائر حول توريد دبابات قتالية إلى أوكرانيا.

وفي تصريحات لصحيفة “فرانكفورتر الجماينه تسايتونغ” الألمانية الصادرة غداً الخميس، قالت الوزيرة عن رغبة أوكرانيا في الحصول على مثل هذه الدبابات: إنه لا يمكن البت في هذا الأمر إلا بشكل جماعي” داخل ائتلاف وعلى الصعيد الدولي”.

وأضافت بيربوك، ” في هذه المرحلة الحاسمة التي تمر بها أوكرانيا، أعتبر أن هذا قرار لا ينبغي إطالة فترة النظر فيه”.

وتابعت بيربوك، “من الواضح أن صادراتنا من الأسلحة تساعد على نحو ملحوظ للغاية في إنقاذ أرواح بشرية، ومن ثم فإنه ينبغي على السياسة الخارجية التي تسترشد في توجهاتها بحقوق الإنسان أن تسأل نفسها عن الكيفية التي يمكن لنا بها أن نساعد في تحرير المزيد من القرى وإنقاذ الأرواح عن طريق توريد المزيد من الشحنات”.

قرار خاطئ
وتبذل ألمانيا جهوداً قوية لدعم أوكرانيا، إَضافة لمحاولات دبلوماسية تجري من حين لآخر لحث روسيا على وقف الحرب في أوكرانيا. وقال المستشار الألماني أولاف اليوم الأربعاء، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يدرك “للأسف” على ما يبدو حتى الآن أن قرار غزو أوكرانيا خطأ. جاء ذلك تعليقا على مكالمة هاتفية مع بوتين أمس. وأضاف شولتس، أنه لا يزال من المهم التأكيد لبوتين أنه يجب على روسيا أن تنسحب من أوكرانيا.

تمديد العقوبات
وفي إطار دعم أوكرانيا، أعلنت دول الاتحاد الأوروبي اليوم، عن موافقتها على تمديد العقوبات ضد روسيا. وقال متحدث باسم الرئاسة التشيكية لمجلس الاتحاد الأوروبي، إن الإجراء الرسمي لتجديد العقوبات لستة أشهر أخرى تم في توقيته. ويصبح التمديد رسمياً بمجرد نشر القرار في جريدة الاتحاد الأوروبي الرسمية. وتعتبر العقوبات إجراء مؤقتاً ويجب تجديدها بشكل دوري. وكانت مدة العقوبات ستنتهي الأسبوع الجاري إذا عرقلت المجر تمديدها.

كما أرسلت إستونيا بالتعاون مع ألمانيا مستشفى ميدانيا ثانيا إلى أوكرانيا لدعمها في الحرب مع روسيا. وحسب البيانات الإستونية، دعمت ألمانيا المشروع بنحو 7.7 مليون يورو.

وأعلن مركز الاستثمارات الدفاعية في العاصمة الإستونية تالين اليوم الأربعاء، أن المستشفى الميداني النقال يضم عدة مكونات من بينها 8 حاويات طبية خاصة والعديد من الخيام، وقال إن من الممكن لفريق مُدرب أن يقيم هذا المستشفى في غضون ساعة. وتبلغ مساحة المستشفى في حال إقامته بالكامل نحو 425 متراً مربعاً.

مباحثات بين بوتين وغوتيريس
من جهة أخرى، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إنه تحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأربعاء، بشأن اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود والعوائق أمام صادرات روسيا من الغذاء والأسمدة.

وأضاف غوتيريش، أن من “الضروري للغاية” التغلب على العوائق أمام تصدير الأسمدة الروسية. وبحسب الكرملين، فإن بوتين، أكد لغوتيريش أن الحبوب الأوكرانية يجب أن تذهب “أولاً” إلى الدول الفقيرة.

مواجهات دامية
وفي جنوب أوكرانيا، وقعت مواجهات دامية بين الجيش الروسي والأوكراني. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن قواتها قضت على أكثر من 500 جندي أوكراني جراء صد هجمات أوكرانية فاشلة في الجنوب وبضربات جوية وصاروخية ومدفعية على محاور قتال أخرى خلال اليوم الماضي، وفقاً لما ذكره موقع “روسيا اليوم”. 

وقالت الوزارة، إنه جراء عمليات هجومية فاشلة على محور كريفوي روغ – نيكولايف (خيرسون) خسرت القوات الأوكرانية 8 دبابات و13 عربة مشاة قتالية و11 مدرعة أخرى، إضافة إلى 150 قتيلاً.

كما أعلن الجيش الروسي تصفية 250 جندياً أوكرانياً، وأكثر من 20 قطعة من المعدات في أراضي دونيتسك، إضافة إلى مقتل 70 جندياً وتدمير 5 قطع من المعدات في زابوروجبه.

وشهدت مدينة كريفي ريه الواقعة في جنوب أوكرانيا قصفاً عنيفاً اليوم، وقال مسؤول أوكراني كبير، إن القوات الروسية أطلقت 8 صواريخ كروز على المدينة اليوم الأربعاء، بهدف تعطيل إمدادات المياه.

وقال نائب مدير مكتب الرئيس كيريل تيموشينكو، في منشور على الإنترنت إن الهجوم لم يسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين.

وفي خاركيف بلغت خسائر القوات الأوكرانية جراء ضربات نارية مكثفة، نحو 150 بين قتيل وجريح وأكثر من 10 قطع من المعدات، بحسب المصادر الروسية. 

وتأتي التصريحات الروسية، عقب تعرض الجيش الروسي لانتكاسة كبيرة هذا الشهر، بعد أن شنت القوات الأوكرانية هجوماً خاطفاً شاركت فيه القوات الخاصة في منطقة خاركيف في الشمال الشرقي، ما أجبر روسيا في بعض الأحيان على انسحاب سريع وفوضوي. 

التعليقات معطلة.