اخبار سياسية عالمية

الغوطة مقابل عفرين” في مناقشة الصحف لتطورات المشهد السوري

علّقت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية على تطورات الحرب في سوريا، ولا سيّما بعد استعادة القوات السورية معظم مناطق الغوطة الشرقية من يد التنظيمات المسلحة في عملية عسكرية أطلقها الجيش السوري قبل شهر، وكذلك دخول القوات التركية مدينة عفرين.

وتصدّرت صور زيارة الرئيس بشار الأسد للغوطة الشرقية الصفحات الأولى للصحف السورية الصادرة صباح اليوم.

وقالت عزة شتيوي في جريدة “الثورة” السورية إن زيارة الرئيس الأسد إلى الغوطة الشرقية “اقتلعت… عيني ترامب من جذور التهديد، وقطعت إرسال التصريحات بالعدوان من حنجرة باريس إلى متاريس من بقي في ‘فيلق الرحمن وجيش الإسلام'”.

وأضافت أن “المعركة الأمريكية في سوريا بالدرجة الأولى مع دمشق، وبالدرجة العالمية مع موسكو، التي ثبّتت اليوم خطوات سيد الكرملين، وليسدد لاعب الجيدو الذهبي بوتين بفوزه بالانتخابات الرئاسية بنسبة عالية لكمة قوية ومتوقعة على خد الغرب، هي ليست فقط بثباته على رأس روسيا الاتحادية، بل بثباته على قطبية عالمية جديدة صعد إليها من سلم سوري، غرزه على أنف مشروع الشرق الأوسط الجديد”.

وفي صحيفة “الوطن” السورية، كتبت ‘بنت الأرض’ تقول: “إن إرهاصات نهاية الحرب على سوريا قد ولّدت في نفوس الحكومات الغربية الشعور ذاته بالذعر الذي انتابهم في أعقاب الحرب العالمية الثانية، إذ إن المخطط هو تفتيت وتقسيم الدول العربية وإخلاء المنطقة للقوة الإسرائيلية وحلفائها، والاستعباد والنهب الاستعماري المكشوف بقمع أي مقاومة عربية”.

اقرأ أيضا: من هم المرتزقة الروس الذين يقاتلون في سوريا؟
“الغوطة مقابل عفرين”
وفي “الحياة” اللندنية، كتب حازم الأمين: “نحن اليوم في سوريا حيال مجزرة مفتوحة، في حين تكشف الوقائع أن حالا مافياوية تتم إدارتها من أطراف النزاع الفعليين، وهم في معظمهم من غير السوريين. فالوقائع التي ينوء تحتها السوريون في لحظة انقضاء السنة السابعة على انتفاضتهم على نظامهم، كاشفة لمشهد يتصدره الأشرار من كل اتجاه. روس وإيرانيون وأتراك وعراقيون وقطريون وإسرائيليون ولبنانيون، ووحدهم السوريون يموتون”.

وأضاف: “الغوطة في مقابل عفرين. هذه معادلة أخرى وجد السوريون أنفسهم أمامها. فالنظام وحلفاؤه الروس والإيرانيون التقطوا الحاجة التركية للقضاء على النفوذ الكردي في عفرين، وقرروا أنها اللحظة المناسبة للانقضاض على الغوطة. مدنيون هنا ومدنيون هناك. وعشرات آلاف النازحين على طرفي المأساتين، والعالم صامت وقابل في معادلة الدماء في مقابل الدماء. مأساة حلب تتكرر، وأنقرة فعلتها مجددا”.

وفي صحيفة “رأي اليوم” الإلكترونية اللندنية، قال رئيس التحرير عبد الباري عطوان إن “مُخطّط الرئيس أردوغان للسَّيطرة على عِفرين يقوم على ثلاثة أهداف أساسيّة، الأوّل: القَضاء على قُوّات الحِماية الشعبيّة التي يَرى أنّها امتداد لحِزب العُمّال الكُردستاني الانفصالي، الثاني: مَنع إقامة كَيان حُكم ذاتي كُردي فيها قُرب الحُدود التركيّة، والثالث: إعادة مِئات الآلاف من النَّازِحين من أبنائها الذين فَرّوا إلى تركيا، إلى جانب ملايين من السوريين اللاجئين، وإقامة مِنطقة آمنة بعُمق 30 إلى 50 كيلومتر”.

وأضاف أن “المَوقِف الحالي والمُستقبَلي لمَدينة عِفرين ما زال يتّسِم بالغُموض، ومن الحِكمة الانتظار حتى يَهدأ الغُبار، وتتضِّح المَواقِف على الأرض، ونَطَّلِع على رُدود فِعل الأطراف الرئيسيّة في الصِّراع، ولكن الأمر المُؤكَّد أن دُخول القُوّات التركيّة إلى المَدينة، ورَفع العَلم التركي فوق مَبانيها الرسميّة، يُوحِي بأنّ فَصلا جديدا، وعلى دَرجة كبيرة من الخُطورة بَدأ في الحَرب على سوريا”.

اقرأ أيضا: ماذا فعلت الحرب بسوريا؟
مخاوف في الأردن
ومن جانب آخر، أبدى محمد أبو رمان من صحيفة “الغد” الأردنية مخاوفا بشأن التطورات السورية التي ربما تمتد إلى محافظة درعا المتاخمة للحدود الأردنية، ما قد ينعكس سلبا على الأوضاع في الداخل الأردني.

وكتب يقول: “يدرك المسؤولون الأردنيون أنّ هنالك تحديّا حقيقيا يواجه اتفاق خفض التصعيد والتوتر في محافظة درعا، يتمثّل في الأزمة المتنامية بين الولايات المتحدة وروسيا، وهما القوتان اللتان أنتجتا بتنسيق أردني، وفعالية كبيرة، وقف إطلاق النار في درعا، الذي أصبح يمثّل نموذجا استثنائيا في سوريا”.

وأشار إلى أن هذه الأخطار والتحديات يمكن أن تترتب على “عملية ممكنة في درعا، في حال تمّ الإجهاز على المقاومة المسلحة في الغوطة الشرقية”.

وحدد هذه التحديات في “أربعة أخطار كبرى؛ الأول موجة نزوح ولاجئين جديدة من درعا باتجاه الحدود الأردنية، والثاني انتقال المواجهات المسلّحة إلى الحدود الأردنية… والثالث تفكك الجبهة الجنوبية والجيش الحرّ وانتقال الأفراد وربما التنظيمات إلى تأييد القاعدة، وربما خلايا داعش، في حال لم يكن هنالك تدخل إقليمي لإنقاذهم، والرابع، في حال نجح النظام السوري في استعادة درعا، فإنّ الميليشيات المؤيدة لإيران ذات الطابع الطائفي، ستكون على حدودنا الشمالية، وهي عمليا ممسكة بجزء من حدودنا الشرقية!”