احمد عداي
جهاز صنع لتقليل مشاكل العد والفرز، وتسريع إعلان النتائج، لماذا أصبح كابوس الكتل السياسية؟
طوال عقد ونصف، كانت التوجهات الإصلاحية والتنموية شحيحة، بسبب إهتمام أغلب السياسيين، بتنفيذ أجنداتهم، وتمويل أحزابهم و حملاتهم الإنتخابية المستقبلية؛ موازنات ضخمة، كان المراد منها ، أن تنقل البلد إلى مستوى ينافس جيرانه، لم نعرف كيف و أين صرفت، وما هو الواقع الملموس لها، تماماً كما يتبدد راتب الموظف بعد يومين من إستلامه!
لا تكاد تخبو نار فتنة، حتى توقد أخرى أكبر خطراً، ولا سبب معقول، إلا مصالح الفاسدين من الداخل، و أجنداتهم الخارجية، التي ترفض إستقرار البلد، خوفاً من عراق الغد، الذي -إن شاء الله-سينهض ساحقاً أنوف الأعداء من الداخل والخارج.
أربعة عشر عاماً، عشناها متأملين الخروج إلى الحياة، ونسيان ويلات الماضي، لكن لا جديد! أهذا بسبب قلة الخبرة لأغلب قادتنا؟ كنّا نظن ذلك، لكن الأيام أثبتت لنا، تعمدهم- بأوامر عليا- بقاءنا على هذا الحال، اذاً ما الحل؟ ..التغيير.
تواجهنا مشكلتين في عملية التغيير:
الأولى: صعوبة إيجاد البديل المناسب، و ما هي مميزاته؟
هناك ثلاث مميزات رئيسة، تجعل ايجاد البديل أكثر سهولة، وهي : (الكفاءة) اي معرفة المشاكل وحلولها، و ( النزاهة) اي نظافة اليد والسمعة، و ( الشجاعة ) اي القدرة على المواجهة والتصدي للفساد.
المشكلة الثانية، تكمن في الخوف، من تزوير نتائج الانتخابات؛ وهذه لها حل ناجح و مجرب، في دول أخرى، وهو فرز وعد الأصوات إلكترونياً.
الفرز الإلكتروني، يضمن نزاهة العد، كونه غير متحيز لجهة، و يمنع إضافة أصوات فوق العدد، لأنه لا يقبل الإدخال اليدوي، ولا الأوراق بدون بصمة يد المقترع، بالتالي لن يستطيع أحد التلاعب بالنتائج.
قررت المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات، في العراق، إستخدام العد الإلكتروني، في الإنتخابات التشريعية القادمة، على غرار الولايات المتحدة الأميريكية، وروسيا ، ومصر ، و دول أخرى، لضمان نزاهة النتائج، وهذه تعتبر خطوة كبيرة، في طريق حماية الديمقراطية؛ لكن هل ستستطيع المضي، في تنفيذ خطتها التنظيمية هذه؟
تحركت جهات عدة، لعرقلة إنجاح العد الالكتروني، بحجج متعددة مرة، وبطرق ملتوية مرات أخرى، حيث أشيع أن هناك ضغوطات، على المفوضية، لإلغاء هذا البرنامج، وكذلك تسربت أخبار عن سرقة (١٠٠) جهاز فرز إلكتروني، وهذا يؤكد أن بعض الجهات، تعمل على إلغاء البرنامج من جهة، وزعزعة الثقة به من جهة ثانية، و محاولة معرفة طرق التلاعب، بنتائج الجهاز من جهة ثالثة.
كل هذه التحركات، تدل على رعب شديد، من هذا الجهاز، لأنهم يرونه، الصخرة التي تتحطم عليها، أحلامهم بإستغلال الشعب مرة أخرى، و ضياع لجهودهم و أموالهم التي صرفت في شراء بطاقات الانتخاب، حيث أنها غير مفيدة مع العد الالكتروني.
لماذا هذا الفشل، والفساد و إنعدام الضمير؟ لدرجة أصبحوا لا يملكون إنجاز واحد يتكلمون به لإقناع ناخبيهم، فركزوا على إفشال أي خطوة، تمنعهم من التزوير.. آخر أمل لديهم.