في دول كثيرة في العالم، يضاف معدن الفلور إلى مياه الشفة نظراً لأهميته الكبرى لصحة الأسنان. واعتُبر أن الطفل هو المستفيد الأكبر من ذلك لأن أسنانه تكون في مراحل التطور. وفي لبنان، لا يضاف معدن الفلور إلى مياه الشفة بحسب الخبراء، وبالتالي، فإنه يوصف للأطفال عادةً بشكل مكملات تعطى كقطرات في الفم. ولا تحتوي سوى قلة من أنواع المياه المعدنية في لبنان، مادة الفلور، على عكس الحال في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا بشكل خاص.
وإذ يشدد الأطباء على أهمية الفلور للأطفال، أتت دراسة جديدة لتثير جدالاً حول موضوع إضافة تلك المادة في المياه، عبر الإشارة إلى إمكانية تأثيرها سلبياً على دماغ الطفل.
عقود الاطمئنان بين الأطفال والمياه المفلورة
منذ العام 1958، أجريت دراسات على تأثيرات إضافة مادة الفلور إلى مياه الشرب، بالمقارنة مع عدم حصول ذلك. وتبيّن أنه عنصر أساسي في مكافحة تسوس الأسنان بشكل خاص لدى الأطفال الأصغر سناً. وتوافق طبيبة الأطفال في “مركز بلفو الطبي” الدكتورة مارينا أبي نادر على أهمية فلورة مياه الشفة مشيرة إلى أن الأطفال دون سن 6 سنوات أكثر عرضة من سواهم لتسوس الأسنان. ويحمي الفلور الأسنان بطرق عدة أبرزها أنه يساعد على تعزيز دور الطبقة الخارجية [= الميناء] التي تحمي الأسنان. إضافة إلى ذلك، يُنظر إلى الأسنان بصورة عامةً بوصفها عرضة دوماً لعوامل خارجية مؤذية على غرار السكاكر والمواد الحمضية وغيرهما. في المقابل، يساعد الفلور الأسنان على مواجهة البكتيريا التي تنمو مع تراكم العوامل المسببة للتسوس.
توفر الفلور بين الغذاء وتدخل المجتمع
تحتوي أغذية كثيرة مادة الفلور. وتشمل أبرز مصادرها ثمار البحر والشاي الأخضر وبعض الخضراوات، بالإضافة إلى بعض مشتقات الحليب.
وفي المقابل، توضح أبي نادر أن هذه الأغذية لا تتكفل بالحصول على كميات كافية من الفلور كي تضمن خفض معدلات التسوس بـ35 في المئة.
وكذلك تتوفر عدة طرق لزيادة معدلات الفلور من بينها وسائل تعتمد على تدخل مجتمعي على غرار إضافة الفلور إلى الملح، وكذلك الحال بالنسبة إلى الماء. وكذلك يجري تعزيز معجون الأسنان بالفلور.
وأشارت أبي نادر أن إلى أن مادة الفلور لا تعطى للأطفال دون سن السنة. وتشدد على أن تلك المادة لا أهمية لها في مرحلة ما قبل ظهور الأسنان عند الأطفال. وكذلك لا يستخدم معجون الأسنان قبل عمر السنتين.
هواجس عن أذى الفلور
حتى عمر الخمس سنوات، توضع كيمة معجون أسنان على الفرشاة بحجم حبة البازيلا. وإذا ابتلعها الطفل من طريق الخطأ، فإنها لا تسبب أي أذى. بالنسبة للفلور في المياه، فهو موجود في دول كثيرة في العالم، لكن ليس في لبنان. ويكون موجوداً في مياه الشفة بمعدل 0,7PPM ما يساعد على خفض خطر حصول تسوس أسنان بمعدل الثلث في حال الالتزام بتنظيف الأسنان مرتين في اليوم، وفق ما أظهرت الدراسات. ومع عدم فلورة المياه في لبنان، يُصار إلى الاعتماد على الغذاء وعلى معجون الأسنان في الحفاظ على صحة الأسنان.
كذلك توضح أبي نادر أن الطبيب قد يتدخل أحياناً ويضيف من الفلور إلى أسنان الطفل، إذا كانت عرضة للتسوس. وتصِفُ ذلك الإجراء بأنه غير ضروري حينما تكون أسنان الطفل سليمة. وشددت على وجوب الحرص على تنظيف الأسنان بالمعجون مرتين في اليوم. ويعتبر ذلك أساسياً في السنوات الست الأولى من العمر حفاظاً على سلامة الأسنان.
ومالت أبي نادر للقول بأن التحذيرات من مخاطر الفلور على ذكاء الأطفال وأدمغتهم مبالغ فيها لأن الكميات التي يمكن أن يحصل عليها بتناول معجون الأسنان والمياه التي تحتوي على الفلور لا تعتبر سامة، بل تبقى ضمن المعدل الطبيعي. وفي حال حدوث خطأ في أخذ مكملات الفلور، فقد يصل الأمر إلى حدود السميّة، مع الإشارة إلى أن الدراسات قد أظهرت أن أثر الفلور الموضعي أكثر فاعلية للأسنان بالمقارنة مع تناوله بالفم.