الفنان التشكيلي فائق العبودي، ورحلته عبر استلهام التاريخ القديم

42

علاء المفرجي

استلهم فائق العبودي، منذ بداية عمله الفني، تاريخ بلده، بلاد ما بين النهرين، وحضارته العريقة التي منحت البشرية أول رموز وعلامات الكتابة التي وجهت كل تاريخنا، وقد قدم أربعة وثلاثين معرضا شخصيا توزعت في عدد من دول العالم.
وتُصور لوحات الفنان رموز الخط المسماري لأقدم لغات الإنسانية المكتوبة، وهي اللغة السومرية التي كانت متداولة في جنوب بلاد ما بين النهرين خلال الألفية الثانية ما قبل الميلاد. كما يقدم لنا ألواحا منحوتة برموز تمزج بين الماضي والحاضر.
حيث يتحدث الفنان العبودي عن طفولته بأنها لعبت دورًا محوريًا في تكوينه كفنان، فهي اللبنة الأولى التي تحدد المسار الذي يسلكه الإنسان، كانت الموهبة واضحة منذ الصغر، حيث بدأ اهتمامه أولاً بالخط العربي، كانت الحروف والخطوط تبهره بشدة، وبدأ يتعلم رسمها  في سن مبكرة، إلى جانب ذلك، كان يرسم كل شيء يراه أمامه..
في سن العاشرة، عُرضت رسومات العبودي في برنامج “الورشة” على تلفزيون العراق، و كانت وقتها تقدمه الدكتورة شذى سالم، وقد علقت على رسوماته كطفل بقولها:

 “أنا على ثقة أن هذا الطفل سيكون فنانًا كبيرًا”، ويقول العبودي أن تلك الكلمات  كانت مصدر إلهام وتشجيع له، حتى أنها صنعت منه فنان.
في بداية الشباب، درس العبودي التصميم الطباعي، كان وقتها العمل يدوياً قبل الكمبيوتر، وكذلك التصوير الفوتوغرافي، والخط العربي، ثم اشتغل كمصور فوتوغرافي في وزارة العمل، الى جانب مكتبه الخاص بالتصميم والخط العربي، والطباعة بالشبكة الحريرية (سلك سكرين) .
ويضيف الفنان فائق العبودي بأنه على الرغم من أنه استمتع بتلك الفنون، إلا أنه كان دائمًا يميل نحو الرسم بشكل أكبر، وفي مرحلة ما، توقف، حيث شعر أن عليه أن يختار واحداً من هذه الفنون التي يمارسها، بين الخط العربي، والتصوير الفوتوغرافي، أو الرسم. وبعد تفكير عميق، أدرك أن الرسم هو الذي يمنحه أكبر مساحة للتعبير، وكان هو الخيار الذي شعر أنه يعبر عنه بشكل أعمق من الفنون الأخرى, واستثمر وجوده في سويسرا فدرس تصميم الجرافيك، و برامج الفوتوشوب، وأن دزاين وغيرها من برامج التصميم الحديثة، وصمم عدد ًا كبيرًا من أغلفة الكتب، وكذلك درس فن الرسم دراسة اكاديمية، فوجد أن دراسة الفنون لا تصنع فنانًا إن لم يكن هناك موهبة، والموهبة تحتاج الى صقل، وبحث دائم لاكتساب الخبرات للوصول للنجاح، والنجاح في ساحة فنية كبيرة مليئة بالتجارب الناجحة، أشبه بحقل ألغام، يجب أولًا اكتشاف الثغرة للعبور بنجاح، والنجاح يحتاج للعمل المتواصل، وحب العمل، والصبر والمحاولات، والاستفادة من الأخطاء.

وعن معنى الرسم، وكيفية ترجمة اللوحات لما يختلج في ذات الفنان من أحاسيس، وانفعالات تشي برحلة الفنان الزمنكانية ، واسقاطاتها على تجربته الخاصة يشرح الفنان العبودي بأن أوقات الرسم بالنسبة له هي لحظات من التأمل، والانغماس العميق في مشاعره وأفكاره، هي الأوقات التي يجد نفسه فيها في تواصل مع الذات، حيث يتحول الرسم إلى وسيلة للتعبير عن رحلته الشخصية مع الزمن والمكان، كل لوحة هي انعكاس لمزيج من الأحاسيس التي تراكمت عبر التجارب التي مر بها، أو مرت به، وهي تجسيد حيّ للانفعالات الداخلية التي تأخذ شكلًا بصريًا على خامة اللوحة.
ويضيف أنه عندما يرسم، يعيش تلك اللحظات بكل تفاصيلها، ويحاول أن يترجمها من خلال الألوان والخطوط التي تعكس تأثير الزمان والمكان على روحه، إنها أشبه برحلة عبر الذاكرة والتجارب الإنسانية، حيث تعبر كل ضربة فرشاة عن جزء من تلك الرحلة.
وكونه فنان عاشق لموروثه الميزوبوتامي يغترف منهما أفكارا للوحاته، وخاصة أشكال الخط والرموز المسمارية القديمة التي ظهرت منذ القدم في تاريخ العراق، يتحدث الفنان فائق العبودي عن الأسباب الموضوعية التي جعلته تنتهج هذا السبيل في عمله الفني، قائلا أن أهم سبب لذلك هو ارتباطه العميق بجذوره الحضارية في بلاد الرافدين، التي تشكل مصدر إلهام دائم له، فالموروث الميزوبوتامي غني بالرموز والخطوط التي تمثل أولى تجليات الكتابة والتواصل البشري، مثل الخط المسماري، والرموز القديمة، هذه الرموز ليست مجرد أشكال بصرية، بل تحمل قصصاً عريقة وثقافة إنسانية غنية امتدت عبر آلاف السنين.
وهو يعتبر هذا الموروث بوابة للتعبير عن الهوية، حيث يحاول من خلال أعماله أن يعيد صياغة تلك الرموز القديمة برؤية فنية معاصرة، مما يمنحها حياة جديدة ويجعلها جزءاً من الحوار الفني العالمي,

ويتحدث العبودي عن المسؤولية المنوطة به كفنان عراقي تجاه إبراز الجوانب الجميلة والمضيئة من تاريخ بلده العريق، مضيفا أنه يرى أن المبدعين العراقيين في الخارج هم بمثابة سفراء لبلدهم العراق، يحملون معهم إرثه الثقافي والحضاري ويقدمونه للعالم بطريقة تُظهر غنى حضارته وجمالها، من خلال أعمالهم الفنية، والادبية، معتبرا أن هذا هو أحد وسائل الحفاظ على هذا التراث، ونقل رسائل الأمل والإبداع التي تعكس روح العراق العظيمة.
 ويتحدث الفنان حول الاستغراق في عوالم الرموز الحضارية الذي يعتبر السياق الموضوعي الذي يجمع بين عموم اعماله الفنية.. بأنه إذا ما استثنى بداياته التي تناولت الموروث الشعبي في المدينة القديمة، فإن الرموز الحضارية تعتبر  بالفعل السمة الرئيسية التي تجمع بين أعماله الفنية، هذه الرموز التي يشتغل عليها حاليا ليست مجرد أشكال بصرية، بل هي لغة تعبّر عن هوية وحضارة عريقة تمتد لآلاف السنين، وهو عندما استكشف هذه الرموز وأعاد صياغتها في أعماله، وجد نفسه في حوار مستمر مع الماضي، حيث كان يبحث عن معانٍ جديدة ،وأسلوب حديث للتعبير عن هذه القيم الإنسانية العريقة، التي يتشاركها مع الجمهور المتذوق للفن.
ويضيف الفنان شارحًا أن الغوص في الرموز الحضارية يمنح أعماله بعدًا عميقًا يربط بين الماضي والحاضر، القديم والمعاصر، ويعيد إحياء تلك الرموز بطريقة تتناسب مع العالم المعاصر، مما يجعلها حية ومتجددة وقادرة على التواصل، والتحاور، مع الجمهور العالمي.
وحول التجريب المستمر للمواد، والألوان، والخامات، والرموز ، وحتى الأشكال الهندسية في لوحاته إن كان يعتبر ذلك وسيلة، أم هدفا، يجيب العبودي أنه
في أعماله الفنية، التجريب بالمواد والألوان والرموز ليس مجرد وسيلة تقنية، بل هو جزء أساسي من عملية البحث عن الفكرة والتعبير عنها.
كل عنصر باللوحة، يحمل رسالة، إذا كانت الأشكال الهندسية، الوجوه البارزة، أشجار النخيل، أو الطائر او الرموز القديمة، كل منها يحمل رمزية معينة تساهم في إيصال المعنى للمشاهد.


الهدف الأساسي بالنسبة للفنان ليس فقط استخدام هذه العناصر للوصول إلى نتيجة بصرية، بل استخدامها كأدوات للتعمق في المفهوم والفكرة التي يريد إيصالها، الرموز المستمدة من التاريخ القديم ليست مجرد إشارة للماضي، بل هي جسر بين العصور، يحاول من خلاله خلق حوار بين الحاضر والماضي، لذلك هو لا يعتبر هذه العناصر غاية بحد ذاتها، بل  هي وسيلة للوصول إلى تعبير فني أعمق يعكس تجربته الشخصية والفنية.
ويتابع العبودي متحدثًا عن كونه  فنان مهووس بالتجريب والتجديد، لصنع عمل فني فريد، ويعتبر أن الابتكار واكتشاف طرق وأساليب جديدة في العمل الفني هما العنصران الأساسيان للحفاظ على روح الإبداع والتميز، والتجريب بالنسبة له ليس مجرد استكشاف للمواد والألوان، بل هو تحدٍ مستمر لتجاوز حدود التعبير الفني والتفاعل مع الأفكار والرموز بطرق جديدة وغير تقليدية.
وعن خصوصية التقنيات المستخدمة، سواء على مستوى الخامة، أو الموضوع، أو التكنيك، والأسلوب، يجيب العبودي أن التقنيات التي يستخدمها، سواء من حيث الخامة أو الأسلوب، تلعب دورًا مهمًا في إعطاء أعماله طابعها الخاص، كل خامة يختارها لها دلالتها وتضيف بُعدًا مختلفًا للعمل، سواء كان على مستوى الملمس أو التفاعل مع الألوان، مضيفًا أن الرموز والتمائم المستوحاة من تاريخ العراق القديم تُمثل جانبًا مهمًا في لوحاته، فهي ليست مجرد أشكال، بل تحمل قصصًا وتقاليد عريقة تضرب بجذورها في حضارة تمتد لآلاف السنين، وهو عادة  يرسم ثم يعتق العمل الفني لاعطائه صبغة القدم، و شكل الاثر، كما لو كان يرسم الزمن، وهذا يتيح له خلق توازن بين الماضي والحاضر، وابتكار لغة بصرية خاصة به تعبّر عن هذا التراث بروح فريدة و معاصرة.


وحول اهتمام الدولة العراقية بمبدعيها خارج العراق بالعموم، وبه على وجه الخصوص كفنان له  مسيرة فنية مميزة  مثل فيها العراق، وقدم حضارته خير تقديم،  يجيب العبودي أنه من خلال مسيرته الفنية الطويلة، كان له شرف تمثيل العراق وحمل رسالته الثقافية في العديد من المحافل الدولية.
فقد أتيحت له فرصة التكليف، والانجاز لجدارية السلام التي قدمت كهدية لمنظمة الملكية الفكرية في جنيف باسم رئيس الوزراء، إلى جانب أعمال فنية أخرى دخلت كممتلكات لليونسكو في باريس وإلى الكنز الثقافي لمدينة لوزان السويسرية.
ومع كل هذه الإنجازات، يشعر  العبودي بخيبة أمل كبيرة تجاه قلة الاهتمام من قبل المسؤولين في الدولة العراقية، مضيفا بأنه كالكثير من الفنانين العراقيين المبدعين الذين يعتبرون  أنفسهم  سفراء لبلدهم، حاملين على عاتقهم مهمة تقديم تراثهم الثقافي وحضارتهم العريقة للعالم، وهذا يتطلب دعماً فعلياً من الدولة، سواء على المستوى المعنوي أو المادي. للأسف، فإن ما يشعر به  الفنانون هو أن جهودهم لا تلق التقدير المستحق.
ويضيف متحدثا عن تجربته الشخصية  التي تلخص هذا الواقع المؤسف، بأنه قبل بضعة أشهر، كَلف من قبل وزارة الثقافة، بإعداد لوحة خاصة عن السلام، لتقديمها كهدية لمنظمة الملكية الفكرية في جنيف باسم رئيس الوزراء، وقد أنجزها بكل حب، لكن المؤسف أن هذا الجهد الكبير والمميز، لم يلقَ أي اهتمام أو تقدير من قبل رئيس الوزراء، حتى أن حقوقه الفكرية لم تُحترم، ولم يتلقَ تكاليف العمل، بل الأكثر غرابة، هو أنه تلقى كتاب شكر وتقدير من مجلس الوزراء عن عمل لم يقم به، عبارة عن هدية لمعهد العالم العربي، لم يسمع بها من قبل،  مع مكافأة خمسة ملايين دينار لم يستلمها.
مضيفا أنه في سويسرا حيث أنجز العمل المذكور، هذا المبلغ لا يكفي حتى لتأطير اللوحة المعنية.
وقد ذكر العبودي أن وزير الثقافة وعده مشكورا بتكريم خاص، والشكر موصول للدكتور علاء أبو الحسن العلاق، والدكتور عارف الساعدي لجهودهم الحثيثة في ايصال صوته.
ويلخص الفنان ما يريد قوله بأن الفنانين بحاجة ماسة إلى دعم حقيقي من الدولة، كما هو الحال في الدول المتحضرة، لرفع اسم العراق عاليًا في الساحة الفنية العالمية، ذاكرًا المهندسة الألمعية زها حديد  رحمها الله، توفيت دون أن يتحقق حلمها بأن تكرم في بلدها العراق، رغم كونها حاصلة على أعلى الأوسمة، ذلك أن تكريم المبدع في وطنه له طعم خاص يلامس الروح.


وعن تعليق العبودي حول ما كتبته ناقدة سويسرية عن أعماله :”لوحات العبودي تذكرنا بالحقول الملونة للرسام الانطباعي التجريدي فمجموعة أعمال العبودي يستعمل فيها ألوانا غامقة وأكثر عضوية كالألوان الطينية والرمادية والتي تطرح فكرة الألواح القديمة للكتابة المسمارية اللوحات كأنها قطع أثرية منقب عنها حديثا وما زالت تحمل تراب وتآكل الزمن وتعاقبه”، ومدى مقاربة تلك المقولة مع ما ينجز يقول العبودي أن ما كتبته الناقدة السويسرية عن أعماله هو بالفعل مقاربة دقيقة لما يقدمه في لوحاته، حيث يستخدم الألوان الطينية والرمادية بشكل مقصود، فهي تحمل طابعًا عضويًا وارتباطًا بالأرض وتاريخها، خاصة عندما يستلهم من الألواح القديمة والكتابة المسمارية، هذه الألوان تُعيد إحياء الشعور بأن اللوحات هي قطع أثرية مستخرجة من أعماق الزمن، وتظهر تأثير تعاقب السنين عليها.
مضيفا أن الرموز والخطوط التي يستخدمها في أعماله ترتبط بشكل مباشر بتلك الفكرة، حيث يسعى لجعل كل لوحة تبدو وكأنها تحمل آثار الزمن وتشهد على ماضٍ عريق.
مضيفًا أن التعتيق الذي يبدو وكأنه تآكل بفعل الزمن هو جزء من رؤيته الفنية، فهو يمثل التفاعل المستمر بين الحاضر والماضي، وكأنه يبعث تلك الحضارات القديمة ويمنحها حياة جديدة بلغة معاصرة.
وحول الأبعاد التطورية المختلفة التي تتموضع بين التعبيرية والواقعية التشخيصية في أعماله يعود الفنان إلى بداياته ذاكرًا أنه في بداياته اشتغل عن التعبيرية والواقعية، اما اليوم فهو يعمل على الرمزية، حيث يعتبر الرموز وسيلة قوية للتعبير عن الأفكار والمشاعر العميقة، إذ تمنحه الرمزية القدرة على التواصل مع المشاهد بطريقة غير مباشرة، حيث يحمل كل رمز في لوحاته معانٍ متعددة ترتبط بتجربته الشخصية ،أو بالموروث الثقافي الذي يستلهم منه.
مضيفًا أن الرمز في أعماله يتميز بتعدد القراءات، مما يجعله غنيًا ويفتح المجال لتفسيرات متنوعة من قبل المتلقي، هذه التعددية تتيح لكل شخص أن يجد في العمل الفني معنى يتناسب مع تجربته الشخصية، وتدفعه لطرح تساؤلات واستكشاف أبعاد جديدة في الرمز، هذا التنوع في الفهم هو ما يجعل الرمزية قوية وفعّالة، حيث لا تقتصر على رسالة واحدة، بل تخلق حواراً مفتوحاً ومستمراً بين العمل الفني والجمهور.
وعن سؤاله حول تعمده خلق نوع من التفاصيل المتناثرة في أجزاء اللوحة  كخلفية سرعان ما تجذب المتلقي يجيب العبودي أنه يتعمد خلق تفاصيل متناثرة في أجزاء اللوحة بهدف جذب انتباه المتلقي وإشراكه في اكتشاف العمل بشكل أعمق، هذه التفاصيل الصغيرة ليست مجرد عناصر زخرفية، بل هي جزء من القصة الكامنة وراء اللوحة، من خلالها يحاول أن يوصل فكرة أو مشاعر معينة قد تكون خلفية اللوحة أو مخفية بين طبقاتها.
وهو يرى أن هذه التفاصيل تلعب دورًا في تحفيز المشاهد على التفاعل مع العمل بشكل أكثر دقة، حيث تجعل كل زاوية في اللوحة نقطة بداية لاستكشاف فكرة أكبر، والهدف هو أن يشعر المتلقي بأن كل عنصر في العمل يحمل دلالة، وأنه لا يمكن الاكتفاء بنظرة واحدة أو تفسير واحد، بل تتطلب اللوحة قراءة مستمرة ومتجددة، مضيفا أنه غالبا ما يشعر بالسرور عندما يسمع المقتنيين يقولون أنهم يكتشفون كل يوم شيئا جديدا في لوحاته، رغم مرور زمن على اقتنائهم للعمل الفني.
وحول مرجعية العبودي الفنية، وآبائه في الفن، وبمن تأثر منهم يقول الفنان أنه على طول  مسيرته الفنية، تأثر بالعديد من الفنانين كل منهم أضاف شيئاً خاصاً إلى تطوره الفني وشكل نهجه الإبداع معددًا أسماء بعضهم مثل فنسنت فان غوخ:  الذي استلهمت منه الحس التعبيري القوي، واستخدامه للألوان الجريئة في التعبير عن المشاعر والانفعالات، متابعا أن فان غوخ ألهمه كيفية التعامل مع الألوان كوسيلة لنقل الأحاسيس بشكل فني مباشر وصادق.
2. بول كلي: الذي أثراه برمزيته، وفلسفته في الفن، حيث كان يتعامل مع الأشكال والرموز بطريقة تختصر معانٍ معقدة. من حيث استخدامه للرموز البسيطة والعميقة في الوقت نفسه، مما ألهم العبودي في تطوير اللغة الرمزية الخاصة به.
جواد سليم: باعتباره أحد أبرز الفنانين العراقيين، تأثر العبودي بقدرته على المزج بين التراث العراقي القديم و الفن المعاصر، وهو ما انعكس في أسلوب العبودي الذي يسعى لتجديد الرموز العراقية القديمة وإعادة إحيائها في سياق حديث.
شاكر حسن آل سعيد: الذي استطاع ان يخلق في لوحاته، ابعادا معرفية وروحانية.
كل هؤلاء الفنانين، مع اختلاف أساليبهم واهتماماتهم، شكلوا جزءاً من تطور العبودي الفني، ودفعوه لاستكشاف أساليب جديدة ومختلفة.

وفي حديثه عن المشهد التشكيلي العراقي يقول ألعبودي أن هذا المشهد  يتميز بالغنى والتنوع، متأثراً بتراث حضاري عريق وتاريخ طويل يمتد إلى حضارات بلاد الرافدين.
على الرغم من التحديات التي تواجه الفنانين في العراق بسبب الظروف السياسية والاجتماعية، إلا أن هناك حركة فنية قوية تسعى للتجديد والتعبير عن الهوية العراقية بأساليب معاصرة، والكثير من الفنانين العراقيين، سواء داخل البلاد أو في المهجر، يحاولون إيصال رسائلهم للعالم من خلال الفن التشكيلي، معبرين عن آمالهم وآلامهم، وفي الوقت نفسه يساهمون في الحفاظ على الهوية الثقافية والفنية للعراق.

التعليقات معطلة.