ردّ رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، السبت 27 أيلول 2025، على تصريح رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو، الذي تحدث فيه عن “الميليشيات في العراق”، حيث أشار إلى أن رئيس الوزراء “الإسرائيلي”، تجاوز كل الخطوط الحمراء، وأن العراق “يمتلك وسائل الردّ”.
وقال الفياض خلال ندوة حوارية في مجلس محافظة نينوى، بثها إعلام هيئة الحشد الشعبي، وتابعتها “الجبال”، إن “نتنياهو تجاوز كل الخطوط الحمراء والقانون الدولي، وأصبح يشكّل تحدياً لدول المنطقة”.
وأضاف، “لسنا تحت حكم نتنياهو أو أي شخصية أخرى، والعراق يمتلك وسائل ردّ وحلفاء وأصدقاء إذا ما تعرض لأي عدوان”.
وتابع، “لا نهرب من التهديدات والتلويح باستخدام القوة، وملزمون بالدفاع عن العراق”، مشيراً إلى أنه “لا يوجد سيناريو رائج لتخريب العملية السياسية والتغيير يكون عبر الانتخابات”.
وقال الفياض، “لا وجود لمفهوم المنهزم والمنتصر في معادلة التعايش”، لافتاً إلى أن “الانتخابات البرلمانية يجب أن تصون الدستور وتحفظ وحدة العراق لا أن تُختزل بمكسب الأصوات”.
وأشار إلى أن “خطابات بعض الطوائف لا تمثل نينوى، والمطلوب خطاب موحد يحافظ على هويتها”.
وقال رئيس هيئة الحشد: “لا استشعر وجود تحديات امنية كبيرة او صراعات محلية”، مشيراً إلى أن “خلاص العراق ونجاته يكمن ببناء مشاريع وطنية تحترم التنوع”.
وفي وقت سابق اليوم، علق الخبير الأمني سيف رعد، على إشارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بـ”ردع” الفصائل المسلحة في العراق، موضحاً أن نتنياهو يسعى لترهيب الفصائل وتصريحاته مرتبطة بضغوط أميركية على الحكومة العراقية.
وقال رعد في حديث لمنصة “الجبال”، إنه “يمكن اختصار خطاب نتنياهو بخصوص ردعناهم بالإشارة إلى الفصائل العراقية بأنها وقعت تحت (التهديد والترهيب والتحديد للاستهداف في أي وقت)، وهنا يشير إلى الإجراءات العسكرية الإسرائيلية السابقة التي أدت إلى تقليص نشاط هذه الفصائل مثل الضربات الجوية أو الاستخباراتية المباشرة أو غير المباشرة ضد أهداف مرتبطة بها”.
وأوضح رعد أن “هذا يأتي في سياق تصاعد التوتر الإقليمي حيث أدرجت الولايات المتحدة في 17 أيلول 2025 أربع فصائل عراقية كانت تعمل في الساحة السورية على قائمة الإرهاب مما يُعتبر دعماً أميركياً غير مباشر للضغط على هذه الجماعات”، مشيراً أن “الردع هنا يعتمد على (الخوف) الذي يدعي نتنياهو أنه ألقاه في قادة هذه الفصائل مما جعلهم يترددون في شن هجمات جديدة على إسرائيل أو مصالحها (مثل الهجمات الصاروخية أو الطائرات المسيرة التي شهدتها المنطقة في الشهور الماضية) وقد نرى بأن أن هذا الردع مرتبط أيضاً بضغوط أميركية على الحكومة العراقية للسيطرة على هذه الفصائل”.
وأضاف “قد يربط نتنياهو الردع بـ(الانتصارات) الإسرائيلية السابقة مثل اغتيال قادة في حزب الله (مثل حسن نصر الله) والحوثيين وحماس (يحيى السنوار) وعلماء إيرانيين بالإضافة إلى سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، أما بالنسبة للعراق يشير إلى عمليات استهدفت قادة أو مواقع للفصائل، ما أدى إلى (ترهيب) قياداتها وتقليل هجماتها، هذا الردع ليس تفاوضياً بل يعتمد على القدرة العسكرية الإسرائيلية (مثل الطائرات بدون طيار أو الضربات الدقيقة) لإجبار الخصم على الامتناع عن التصعيد”.
وأشار الخبير الأمني إلى أنه “من ناحية إقليمية، قد يعتبر التصريح وسط حملة إسرائيلية أوسع (لتفكيك محور إيران) حيث يُعتبر العراق نقطة ارتكاز لإيران عبر فصائلها (فتحديد) الفصائل العراقية من خلال خطابه عسكرياً معناه أنها تحت السيطرة والمراقبة والاستهداف في أي وقت، أما دبلوماسياً يشير إلى الضغط المستمر عبر واشنطن التي صنفت هذه الفصائل إرهابية، مما يحد من دعمها المالي أو العسكري”.