تواجه الحكومة الهندية انتخابات صعبة العام المقبل لكن يتعين عليها أولا أن تتعامل مع خصم لا يقل دهاء عن أي خصم سياسي، قطعان القرود التي أصبحت مصدر تهديد كبير حول مقراتها في نيودلهي.
وتنشر قرود من فصيلة المكاك الريسوسي حمراء الوجه الفوضى وتخطف الطعام والهواتف المحمولة وتقتحم المنازل وتروع السكان داخل وحول العاصمة الهندية.
وقبل بدء الجلسة الشتوية للبرلمان أمس (الثلثاء) أوردت نشرة موزعة على الأعضاء طرقا لمواجهة هجمات القردة ومنها عدم استفزازها أو التواصل بالعين معها مباشرة وعدم إبعاد أي قرد رضيع عن أمه بأي حال.
وأدى النمو السريع للمدن في تشريد قرود المكاك مما دفعها إلى اقتحام أماكن معيشة الإنسان بحثا عن غذاء.
ويُقّدس كثيرون في الهند ذات الأغلبية الهندوسية القرود ويطعمون الحيوانات التي يرون أنها تتصل بالإله هانومان الذي يتخذ شكل قرد. ويبدو أن القردة ليست من أنصار رئيس الوزراء ناريندرا مودي إذ خرب المئات من قرود المكاك خطته لتوصيل الإنترنت اللاسلكي في دائرته الانتخابية، مدينة فاراناسي في عام 2015 حيث التهمت المئات منها كابلات الألياف الضوئية المركبة على طول ضفتي نهر الجانج.
وتتكاثر القرود على نحو سريع في دلهي والولايات المجاورة نظرا لأنها تحظى بوضع حماية لكن لا يوجد أي إحصاء رسمي بأعدادها.
ولجأت الهند لعدة استراتيجيات لمكافحة تهديدها. وقبل عدة أعوام جلبت السلطات أعدادا كبيرة من قرود اللنجور سوداء الوجه التي تخشاها قرود المكاك للتجول في مناطق حيوية وردعها. لكن توقف ذلك بعدما أصبح القانون يحظر إبقاء قرود اللنجور في الأسر.
ويوصي إس.إم موهنوت عالم القردة العليا بالتعقيم ونقل الحيوانات إلى الغابات ورفع الحظر عن صيدها لأغراض أبحاث الطب الحيوي واستئناف تصدير قرود المكاك.