القهوة تخالف السائد عنها وتخفض الكوليسترول ولكن بشروط

1

في دراسة حديثة، تبين ان القهوة تساعد فعلاً على خفض مستويات الكوليسترول في الدم

على نحوٍ متتالٍ، باتت الدراسات الحديثة تؤكد على فوائد لم تكن معروفة للقهوة. وفي دراسة حديثة، تبين ان القهوة تساعد فعلاً على خفض مستويات الكوليسترول في الدم، بحسب ما نشر في موقع مجلة “ميديزيت” Medisite الفرنسية المتخصصة بالإعلام الطبي.

ما فوائد القهوة؟

لا تحظى سوى قلة من المشروبات باهتمام مماثل لذاك الذي تلقاه القهوة من قبل الباحثين. والأرجح أن ذلك يعود إلى الانتشار الواسع لتناولها. وتشير التقديرات إلى أن 3 مليارات فنجان من القهوة يشرب يومياً حول العالم، ما يضع “المحبوبة السمراء” ضمن المشروبات الثلاثة الأولى الأكثر رواجاً في أرجاء المعمورة. ويجد كثيرون صعوبات في مباشرة نهارهم من دون اللجوء إلى فنجان القهوة الصباحي.

ولوقت طويل، وُجّهت أصابع الاتهام إلى القهوة بأنها من المشروبات الضارة التي يجب تجنبها. وفي الآونة الأخيرة، جاءت مجموعة من الدراسات العلمية لتغيّر هذه الصورة النمطية السلبية.  ووفق الدراسة المشار إليها آنفاً، وبحوث مماثلة اخرى، من المستطاع إيراد عدد من الفوائد الصحية للقهوة، من بينها أنها

– تعطي كمية كبيرة مضادات الأكسدة والفيتامينات على أنواعها، خصوصاً الفيتامينات “ب”، بالإضافة إلى المعادن كالبوتاسيوم والكالسيوم والصوديوم.
– تسهم في تأمين الحماية من خرف “آلزهايمر”.
– تؤدي دوراً في الوقاية من الاكتئاب
– تساعد على مواجهة الاضطرابات في القدرة على الانتصاب 
– تمتلك ميزات في الوقاية من بعض أنواع السرطان

– تعطي بعض الوقاية من السكري والالتهابات المزمنة
– تسهم في حماية للقلب. والمفارقة أنها اشتُهرتْ لوقت طويل بالتأثير سلبياً على انتظام ضربات القلب.

شروط للربط بين القهوة وتخفيض الكوليسترول

في الدراسة التي قدمها أخيراً موقع “ميديزيت”، يتبيّن أن للقهوة فوائد لصحة القلب كونها تساعد فيخفض مستوى الكوليسترول الضار والأحماض الدهنية المشبعة التي تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب. وكذلك تساعد القهوة على الوقاية من أمراض الأوعية الدموية الخطيرة منها الجلطات الدماغية. وقد لوحظ في دراسات سابقة أن خطر الوفاة بسبب الجلطة الدماغية ينخفض بـ30 في المئة لدى من يتناولون القهوة، فيما يصل المعدل نفسه إلى 19 بالمئة بالنسبة لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وأوضحت الأرقام أن الفوائد السابقة تظهر بشكل خاص لدى من يتناولون 3 فناجين في اليوم . وبالتالي، يعتبر عدد فناجين القهوة التي تُشرب يومياً معياراً مهماً يؤثر في معدل الاستفادة منها.

 

هل يمكن الاعتماد على القهوة لخفض مستوى الكوليسترول؟

وفق توضيح من اختصاصية التغذية عبير أبو رجيلي يرتبط تأثير  القهوة على مستوى الكوليسترول في الدم؛ مع نوعها وطريقة تحضيرها. وثمة أنواع عدّة من “المحبوبة السمراء”، تشمل:

– القهوة غير المفلترة كالقهوة التركية والفرنسية. تبين أن هذه الأنواع قد ترفع مستوى الكوليسترول العام والكوليسترول الضار. ففي حال تناولها يومياً بكميات كبيرة من الممكن أن يرفع ذلك مستوى الكوليسترول في الدم بسبب مادة “ديتِربنس” Diterpenes الموجودة فيها.

-القهوة المفلترة المعروفة بالقهوة الأميركية التي تحضر باستخدام الفلتر الورقي. في هذا النوع، يجري تنحية المادة التي تسبب ارتفاع مستوى الكوليسترول عادةً في القهوة، وفق ما توضحه أبو رجيلي. وبالتالي لا يُلاحظ لدى من يتناولون هذا النوع من القهوة ارتفاعاً في مستوى الكوليسترول في الدم.

– القهوة المطحونة من نوع إسبرسو ولاتيه وكابوتشينو. وتحتوي على مادتي “كافيستول” cafestol و”قهويول”  kahweol وتأثيرهما مشابه لمادة Diterpenes التي ترفع مستوى الكوليسترول في الدم. في المقابل، لا يحدث هذا التأثير السلبي للمادتين المذكورتين إلا إذا تخطى التناول اليومي لهذا النوع من القهوة، الثلاثة فناجين.

-القهوة التي تحتوي على المحليات والحليب المكثف والحليب العادي. يسهم إضافة هذه المواد إلى القهوة في زيادة تأثيرها  السلبي على الكوليسترول والدهون المشبعة بشكل مباشر، بمعنى أنها ترفع مستوى تلك المواد الضارة. وبالتالي، يجب التنبه إلى هذا الخطر، والحرص على إضافة الحليب المخفض الدسم أو الخالي منه، حينما نرغب في تناول تلك المواد الإضافية.

بشكل عام، تنصح أبو رجيلي بتناول القهوة المفلترة، بالإضافة إلى تبني  نمط حياة صحي يحمي القلب. وتفيد الاستشارة الطبية للتوصل إلى تحقيق ذلك الهدف.

في المقابل، تشير أبو رجيلي إلى دراسة كندية حديثة أثبت الباحثون فيها أن مادة الكافيين بحد ذاتها، تخفض مستويات الكوليسترول، لكن المشكلة تتأتى من مادتي الكافيستول والقهويول، على نحو ما ورد آنفاً.

وفي استدراك واجب، فإن المقال المشار إليه آنفاً في موقع “ميديزيت”، يذكّر بدراسة نُشرت في “مجلة العلوم السريرية للغدد الصماء والتمثيل الغذائي”  ournal of Clinical Endocrinology and Metabolism في العام 2024، مع تحليل من مدير البحوث الإكلينيكية في “جامعة ييل” الأميركية. وتشدد تلك الدراسة على أن القهوة تخفض بشكل واضح وبأكثر من طريقة، مستويات الدهون المضرة في الدم .

 

التعليقات معطلة.