د. سعد العبيدي
وأخيراً تفوق الشعب العراقي نسبياً في معركته مع الحكومة، ونفذت مطاليب له طرحها في سوح التظاهر بإسقاطها حكومة لا تنفع، وهكذا انتهت حكومة السيد عادل عبد المهدي التي سجلت حقاً أخطاء وهنات ترقى الى مستوى الذنوب، والانحراف أو الابتعاد عن السير في الطريق الصحيح، ما كلف العراق ثمناً فادحاً. ومع هذا فإنّها مرحلة انتهت وبدأت أخرى، لكن الملاحظ أنه ومع بداية هذه الأخرى بدأت حملات التلفيق والتعليق والنشر المزيف بقدر يوحي وكأنه مخطط له ومن جهات سياسية عراقية كانت جزءاً مهما من الحكومة السابقة لا تريد لهذه الحكومة الجديدة أن تبدأ بدايات
صحيحة.
ان المشكلة في مجتمعنا هو الوضع النفسي العام غير المستقر نتيجة كثرة الضغوط التي تعرض لها الأبناء وطول فترة التعريض التي جعلتهم يستعجلون التصديق بما ينشر ويتفاعلون معه بسرعة تفاعلاً سلبياً في أكثر الأحيان، وهذا رد فعل غير صحيح عملياً من اتجاهين، الأول من الحرس القديم الذي يريد أصحابه تبرئة أنفسهم أو تحسين صورهم من خلال التشويش على صور الآخرين وتشويهها، لأنه عمل مخل.
والثاني آت من استعجال البعض من الأبناء للاستجابة والتعامل مع مواد التشويش، والذي يفترض منطقياً إعطاء فرصة لمن يأتي لأن يعمل ومن بعد فترة عمل مناسبة يشرعون بتوجيه النقد والحساب، خاصة وإن من يلتحق بالعمل أياً كان منصبه لا يحمل بيده عصاً سحرياً يؤشر بها لإنجاز العمل في الأيام الأولى لالتحاقه بالعمل.
ان الآثار السلبية والتراكم الكمي للأخطاء والتجاوزات التي تركتها الحكومات السابقة ومنها الحكومة الأخيرة على وجه الخصوص، من الكثرة والتعقيد حداً سوف لن يتمكن بسببه من يأتي بعدهم من إزالة الآثار بأيام معدودة والبدء بتغيير المسيرة كما هو مطلوب كذلك بأيام أو أسابيع معدودة، على هذا فسيكون من اللازم منطقياً أن تعطى الحكومة الجديدة فرصة هدنة مناسبة زمنياً تختبر طوالها الاعمال التي تقوم بها ومن بعدها يتم الحساب، خاصة وان الشعب قد حقق تقدماً جيداً في موضوع الحساب أسقط على وفقه حكومة استندت الى قوى سياسية تمتلك في البرلمان ثقلا
ً لا يستهان به.
ان المنطق السياسي والنفسي العقلاني يفرض على المجتمع وان كان متعباً أخذ نفسٍ يعيد خلاله ترتيب أولوياته، يعيد تنظيم صفوفه لفترة زمنية، تكفي لأن يحسب ما ستقوم به الحكومة الجديدة يبتعد عن الوقوع في شرك التشويش والتشويه باتت تنصبه جهات سياسية بقصد افشال الحكومة قبل شروعها بوضع عربات قطارها على السكة الصحيحة، كما ان الطريق من امام المجتمع طويل لن تؤثر على مسيرته أشهر أو أسابيع يتبين فيها الخيط الأبيض عن الأسود، وهذا حق للحكومة يفترض ان تتمتع به أسوة بحق الشعب في أن يقوّم ويعدل ويحاسب الى أن تستقر عربات القطار
على السكة الصحيحة.