حسن فليح / محلل سياسي
لوحت الولايات المتحدة بالكارت الاحمر ليس على ايران فقط واذرعها المسلحة بالمنطقة فحسب وانما على كل من يحاول المنافسة والسيطرة وازاحتها من الشرف الاوسط باشارة واضحة للصين وموسكو ومن هنا تبدأ اللعبة بلا شك أن الخيار العسكري ضد إيران أصبح أحد البدائل المحتملة بعد عجز ادارة بايدن بجهودها الدبلوماسية على اجبار ايران من تغيير سلوكها المزعزع لامن المنطقة والتسليم بالشروط الامريكية لاستناف المفاوضات بشأن برنامجها النووي ، على عكس ما كان عليه الوضع في السابق كسيناريو مستبعد ، وكيقين أيضاً يمكن تصور أن الإقدام على تنفيذ سيناريو ضربة عسكرية ضد إيران وأذرعها سيغير من شكل المنطقة في كل الأحوال ، بما يعني أن الشرق الأوسط قبل الضربة لن يكون كما بعدها ، فالتحشدات العسكرية الكبيرة في الخليج وسوريا والعراق في حد ذاتها تعكس جدية الولايات المتحدة وعودتها القوية للشرق الأوسط ، واصبحت من وأولويات واشنطن الاستراتيجية ، وبالتالي سيتعين عليها أن يكون لديها خطة للتعامل مع النفوذ الايراني وفصائلها المسلحة في عموم المنطقة ، وقطع الطريق امام الصراع والنفوذ حولها ، ان الحرب على ايران خيار مفتوح على الرغم من التفاهمات الاخيرة بشأن الاسرى الامريكان التي اطلقت ايران خمسة منهم مقابل اطلاق ستة مليارات من اموال ايران المجمدة لدى كوريا الجنوبية ، كل ذلك حصل بالتزامن مع الحشود العسكرية انفة الذكر وكذلك مع التفاهمات مع الوفد العسكري العراقي الذي زار امريكا بناءً على دعوه من وزير الدفاع الامريكي ، من انعكاسات تلك التحركات هو ماتناوله الاعلام عن وضع مضادات جوية بالية وقد عفى عليها الزمن على اسطح بعض البنايات الحكومية في بغداد ، في مشهد مثير للجدل والتوقعات ، اشار المتحدث الرسمي ان ذلك يقع في اطار الاستعدادات الامنية ، وتشير بعض التسريبات ان الذي وضع تلك المضادات احدى الفصائل الولائية خشية ان تتعرض لهجمات بالطيران المسير ، اذن هناك بوادر ومشاهد تدل ان هناك شيئا ما قد يحدث في اية للحظة في حين قامت القواة الامريكية بقطع الطريق والحدود الرابطة بين العراق وسوريا بغية قطع الامدادات الايرانية للداخل السوري ، السؤال المهم هل ان الحرب باتت قريبة على ايران واذرعها بالداخل السوري والعراقي معا أم ماذا ؟ بالواقع ان التحرك الامريكي هذا جعل الابواب مفتوحة على كل الاحتمالات هذا اولا ، ثانيا ان الانتخابات الامريكية قريبة وادارة بايدن حسب المؤشرات خسرت الكثير من مؤيديها وكفة الجمهورين هي المرشحة ، يريد بايدن من كسب جولة تعيد له ماخسره وتعيد للديمقراطين ثقة الناخبين التي باتت مهزوزه ، فتح الحوار مع ايران وتحقيق هدف بايدن الاول وهو عدول ايران عن برنامجها النووي والقبول بالشروط الامريكية والتي تتظمن التخلي عن اذرعها في المنطقة وتحجيم دورها والقبول بايران الدولة وليس بايران الثورة هو هدف بايدن الاول ، وبذلك دون الحاجة للحرب ضد طهران ، وفي حالة عدم نجاح تلك المحاولة فأن خيار الحرب الوحيد الذي يعيد للولايات المتحدة هيبتها المفقودة في ضل ادارة بايدن المتهمه بالمهادنة والضلوع مع ايران لما وصل اليه الحال بالمنطقة عموما والعراق وسوريا خاصةً ، اذن الحرب على اذرع ايران في العراق وسوريا وللبنان امرا محسوما سواء بالحرب على ايران او من عدمها نتيجة تنصل ايران عن اذرعها تجنبا للحرب عليها والقبول بالامر الواقع ، وبعكس ذلك فأن الحرب الشامله ستعم المنطقة وستنهي اللعبة التي دامت عشرين عاما واستبدالها (باللعبة الجديدة) من شأنها ان تجعل المنطقة على اعتاب مرحلة جديدة تختلف كليا عن ماعهدناه ، على شعوب المنطقة الاستعداد لها والتأقلم معها عسى ان تكون ارحم من سابقاتها ، لماذا لاننا كانظمة وشعوب فقدنا البوصلة ولا دليل لنا واصبحنا متلقين وغير فاعلين وفي متاهه من أمرنا .