الكرملين يتهم واشنطن بإبقاء أوكرانيا في حالة حرب

1

الولايات المتحدة تزود كييف بذخائر تحتوي على يورانيوم منضب لاستهداف الدبابات الروسية

(وكالات) 

ذخائر اليورانيوم الأميركية تستهدف المركبات الروسية في كييف  (أ ف ب)

أعلن البنتاغون أن الولايات المتحدة ستزود أوكرانيا بذخائر تحتوي على يورانيوم منضب، وهي قذائف فعالة ضد الدبابات والمركبات المدرعة. فيما اتهم الكرملين الولايات المتحدة بـ”إبقاء أوكرانيا في حالة حرب”.

وأوضح البنتاغون في بيان، الأربعاء، أن هذه الذخيرة من عيار 120 مليمتراً مخصصة لدبابات أبرامز الأميركية التي وعدت واشنطن تسليمها لكييف في إطار دفعة جديدة من المساعدات العسكرية بقيمة 175 مليون دولار.

وتساعد كثافة اليورانيوم (حوالى 1.7 مرة كثافة الرصاص) هذه الذخيرة على اختراق المدرعات الثقيلة.

لكن اليورانيوم المنضب مثير للجدل بسبب ارتباطه بمشكلات صحية مثل السرطان وعيوب خلقية في صراعات سابقة، رغم أنه لم يثبت بشكل قاطع أن هذه الذخائر هي السبب في ذلك.

تواصل الدعم الأميركي

وكانت الولايات المتحدة في طليعة الدول التي قدمت الدعم لأوكرانيا، وسرعان ما شكلت تحالفاً دولياً لدعم كييف بعد بدء الهجوم العسكري الروسي العام الماضي وقد حشدت مساعدات من عشرات البلدان.

وتعهدت واشنطن تقديم مساعدات عسكرية لكييف تزيد قيمتها عن 43 مليار دولار منذ شنت موسكو هجومها في فبراير (شباط) 2022.

وتشمل حزمة المساعدات العسكرية صواريخ مضادة للدبابات وقذائف مدفعية وقذائف هاون وذخائر أسلحة صغيرة، وفق ما أوضح البنتاغون في بيان.

326M8AC-highres.jpg

دبابات روسية ومركبات مدرعة في الشوارع والمباني المدمرة في ماريوبول  (أ ف ب)

بدوره، صرح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال زيارة غير معلنة لكييف، الأربعاء، أن واشنطن “ستبذل قصارى جهدها لدعم أوكرانيا” التي قال إنها تحقق “تقدما مهما” في هجومها المضاد، وأعلن مساعدات جديدة لكييف بمئات الملايين من الدولارات.

وتشمل هذه المساعدات 100 مليون دولار للتمويل العسكري الأجنبي و90.5 مليون للمساعدة في إزالة الألغام و300 مليون لدعم إنفاذ القانون في المناطق التي استعيدت من روسيا و206 ملايين للمساعدات الإنسانية و203 ملايين لجهود الإصلاح والتحقيق في جرائم حرب.

في السياق، أعلن حلف شمال الأطلسي أن أعضاءه عبروا الأربعاء عن “تضامنهم الشديد” مع رومانيا بعد أن أبلغتهم بوقوع حادث تضمن سقوط أجزاء مما قد يكون طائرة روسية مسيرة على الأراضي الرومانية.

وأضاف الحلف في بيان “ما زلنا نراقب الوضع عن كثب، ومستمرون في الاتصال الوثيق مع حليفتنا رومانيا”.

استهداف سوق تجارية

ميدانياً، قتل 17 شخصاً على الأقل في قصف روسي استهدف الأربعاء سوقاً تجارية شرق أوكرانيا بالتزامن مع زيارة لم يعلن عنها مسبقاً قام بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى كييف حيث أعلن عن تقديم مساعدة أميركية جديدة تزيد قيمتها عن مليار دولار لدعم الهجوم الأوكراني المضاد.

وأتت الضربة الروسية بعد ساعات من وصول بلينكن الذي جدد تأكيد وقوف الولايات المتحدة “جنباً إلى جنب مع أوكرانيا”.

اقرأ المزيد

وأظهرت صور كاميرا مراقبة نشرها زيلينسكي شارعاً تجارياً صغيراً هادئاً فيما يدوي فجأة صوت مقذوف يليه انفجار قوي. وفي مقطع فيديو آخر، يمكن رؤية المباني وقد اشتعلت فيها النيران.

وروى أحد الناجين لوكالة الصحافة الفرنسية، “دمر كل شيء. والفتيات اللواتي يبعن (في السوق) قُتلن جميعاً”.

وبحث المنقذون بين الأنقاض ونقلوا بعض المصابين لعلاجهم أمام مركبات ومتاجر متفحمة، بحسب صور نشرتها السلطات.

وقال وزير الداخلية إيغور كليمنكو على تطبيق تيليغرام إن “عملية البحث والإنقاذ انتهت”، مشيراً إلى مقتل 17 شخصاً وإصابة 32 آخرين.

وهذه البلدة التي كان عدد سكانها حوالى 70 ألفا قبل الهجوم الروسي مطلع العام 2022، تقع على مسافة نحو 30 كيلومتراً من باخموت التي تشهدت معارك دامية مع القوات الروسية منذ أكثر من عام.

وقال رئيس الوزراء دينيس شميغال إن هناك طفلا بين القتلى.

من جهته، صرح زيلينسكي أن “إرهابيين روسيين استهدفوا السوق عمداً” مع عدم وجود أي هدف عسكري قريب.

32CV9QA-highres.jpg

جنود أوكرانيون يجمعون الدبابات الروسية المدمرة خارج قرية دميتريفكا في كييف  (أ ف ب)​​​​​​​

تنديد دولي

وندد العديد من البلدان والجهات الدولية بالضربة.

ودان البيت الأبيض “الهجمات الوحشية” الأخيرة التي شنتها القوات الروسية على أوكرانيا. وقالت الناطقة باسم الرئاسة الأميركية كارين جان-بيار إن “هذه الهجمات الوحشية التي تشنها روسيا تؤكد الحاجة إلى مواصلة دعم الشعب الأوكراني في الدفاع عن أراضيه”.

كذلك، استنكر الاتحاد الأوروبي الهجوم “الهمجي” و”الشنيع” الذي شنته روسيا على السوق.

وقال ناطق باسم الاتحاد الأوروبي في بيان “تواصل روسيا ترويع المدنيين في أوكرانيا”، فيما وصفت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك “الحرب العدوانية التي تشنها روسيا” على أوكرانيا، معتبرة إياها “هجوماً على القانون الدولي والإنسانية”.

ورغم الضربات المتعددة التي استهدفت مواقع مدنية في أوكرانيا وتسببت في مقتل العديد من الأشخاص، تؤكد موسكو أنها تستهدف وتدمر منهجياً مواقع عسكرية حصراً.

وفي وقت مبكر صباح أمس الأربعاء، أدى هجوم روسي بمسيرة إلى مقتل شخص في منطقة أوديسا (جنوب غرب) حيث تتعرض البنى التحتية للموانئ اللازمة لصادرات القمح للقصف بشكل منتظم.

وتأتي هذه الخسائر البشرية الفادحة فيما يقوم بلينكن برابع زيارة له إلى أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا.

الكرملين يتهم واشنطن

وعلى الجانب الروسي، اتهم الكرملين الولايات المتحدة بـ”إبقاء أوكرانيا في حالة حرب”.

ويتقدم الهجوم الأوكراني المضاد بصعوبة منذ يونيو (حزيران)، لكن كييف تأمل في أن تكون قريبة من تحقيق خرق منذ سيطرت قواتها على بلدة روبوتيني نهاية أغسطس (آب) وهو ما قد يفتح الطريق نحو الجنوب وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014. ولم تعترف روسيا مطلقا بخسارة هذه البلدة.

التعليقات معطلة.