عن المقارنة بين الرياضة والقد الممشوق!
في هذه الدراسة الحديثة، تبين أن عدم التمتع باللياقة البدنية يضاعف خطر خصول وفاة مبكر، لا بل يزيده بمقدار ثلاثة أضعاف، بغض النظر عن العمر ومؤشر كتلة الجسم.
في المقابل، أثبتت الدراسة أنه بالنسبة لمن يعانون السمنة لكنهم يتمتعون في الوقت نفسه باللياقة البدنية بسبب ممارسة الرياضة بانتظام، ينخفض خطر الوفاة في سن مبكرة إلى النصف بالمقارنة مع من له وزن صحي وطبيعي لكنه لا يتمتع بأداء بدني كفوء، بمعنى أنه لا يمارس الرياضة.
وبشكل غير مسبوق، أكدت الدراسة أن ممارسة الرياضة ولو بمعدلات بسيطة له أثر إيجابي في تحسين اللياقة البدنية وخفض خطر حصول وفاة مبكرة، حتى لدى من يعانون زيادة الوزن.
وقد استمر الجدال طويلاً بين العلماء بشأن إمكانية التمتع بصحة سليمة حتى في ظل الوزن الزائد.
وبشكل عام، يعتبر من يعانون السمنة أكثر عرضة لمشكلات صحية عدة من بينها السرطان والسكري وأمراض القلب، ما يجعلهم موضع خطورة التعرض للوفاة المبكرة بالمقارنة مع أصحاب الوزن الصحي.
وفي المقابل، أتت الدراسة الحديثة لتؤكد أن ممارسة الرياضة والتمتع باللياقة البدنية يخفض من المخاطر المرتبطة بزيادة الوزن وارتفاع مؤشر كتلة الجسم، حتى لو كان هذا الأخير مرتفعاً. وفي دراسات سابقة، تبيّن أيضاً أن ممارسة الرياضة يخفض خطر حصول وفاة مبكرة بقرابة 30 في المئة، حتى لدى من لم يتوصلوا إلى خفض وزنهم والحصول على القد الممشوق المرغوب. في المقابل، شاب تلك الدراسات السابقة أنها درست عينات صغيرة تضم عدداً غير كبير من الأشخاص، معظمهم من الرجال الأميركيين. وبالتالي، لم يجرِ الاستناد إليها. ولكن الدراسة الجديدة اتّسمت بأنها جرت على نطاق واسع، وتناولت أعداداً أكبر من النساء اللواتي انتمين إلى جنسيات مختلفة. استندت على 20 دراسة وتناولت ما لا يقل عن 400 ألف شخص في متوسط العمر أو أكبر سناً من مختلف الجنسيات، ونسبة 30 في المئة منهم من النساء.
الرياضة أولاً
وقد راقبت الدراسة موضع البحث مؤشر كتلة الجسم واللياقة البدنية وخطر الوفاة.
وبحسب التوقعات، بدا أن السمنة تزيد خطر الوفاة المبكرة، خصوصاً في حال عدم التمتع باللياقة البدنية، بمقدار 3 أضعاف سواء بالنسبة إلى الرجال أو النساء. ثم قورنت تلك النتائج مع من لديهم مؤشر كتلة جسم طبيعي وصحي، بمعنى أنهم كانوا من أصحاب القدّ الممشوق.
وجاءت المفاجأة بأن معيار اللياقة البدنية تفوق على المؤشرات الاخرى. وتبين أن من يتمتعون بوزن صحي ويفتقدون إلى اللياقة البدنية، يزيد خطر حصول وفاة مبكرة لديهم بمقدار الضعفين بالمقارنة مع من يعانون السمنة ويتمتعون باللياقة البدنية.
تكمن أهمية هذه الدراسة بشكل خاص في كونها تؤكد على أن ممارسة الرياضة التي تحمي صحة القلب والجهاز التنفسي والصحة الجسدية بعمومها، أياً كان مؤشر كتلة الجسم. وينطبق ذلك على النساء والرجال على حد سواء.
وكذلك شددت الدراسة على أن الانتقال إلى مستوى اللياقة البدنية لا يتطلب سوى القليل من الجهد، على غرار المشي أو أي رياضة معتدلة اخرى.