المتحف الأولمبي العماني ..إرث المستدام

2

زينب الزدجالية

 يشكل افتتاح المتحف الأولمبي العماني خطوة تاريخية للرياضة العمانية، وذلك للتوثيق والحفاظ على الإرث الثقافي والتاريخي الإنساني المستدام للرياضة الأولمبية العمانية وتماشيا مع فلسفتها، وما لها من دور كبير في إرساء مفاهيم القيم الأولمبية النبيلة التي بنى من خلالها البارون بيير دي كوبرتان القواعد الأساسية للحركة الأولمبية التي من كان من شأنها إعادة إحياء ألعابها في العام 1896. ويمثل هذا الحدث الاول من نوعه ترجمة حول علاقاتنا الرياضية بالفضاءات الأولمبية أجمع، والتي يستعرضها المتحف عبر جنباته مؤكدين بذلك مدى الاهتمام الكبير الذي توليه الأولمبية العمانية بهم؛ بهدف دعم الاستراتيجيات والرؤى للدولية ( IOC)؛ لتحقيق المصلحة الفضلى، التي تنعكس إيجابا ًعلى حركتنا الوطنية إثر هذه العلاقات الكبيرة والراسخة على مر السنين . كما يشكل المتحف وجهاً مشرقاً عما بذله الرياضيون العمانيون خلال السنوات الماضية، ويدل استعراض إنجازاتهم على ان الأوليمبية العمانية تعمل على تحقيق مبدأ- التّميز – واالذي يعد من أهم القيم الأولمبية التي يعمل عليها بشكل جاد، فالرياضيون يعدّون القدوة الأمثل لمن يعقبهم في السلك الرياضي. ويمثل المتحف وما به من مقتنيات، أهمية التراث المادي الإنساني ،وتأثيراته البصرية التي تشكل دلائل مثبتة عما مرت به رياضتنا الأولمبية من تطورات منذ العام 1982 بعد حصولنا على عضوية اللجنة الأولمبية الدولية ( IOC) والتي توثقها الاتفاقية التي تم توقيعها بحضور سمارانش رئيس اللجنة الأولمبية الأسبق والشيخ فهد الاحمد الصباح والمستعرَضة حالياً في المتحف. كما يمثل المتحف أهمية كبرى لبلوغ أهداف القيم الأولمبية – التميز، الصداقة، الاحترام – والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بالتطور الفكري لطلاب المدارس والجامعات الذي سيشكل اليد اليمنى لمناهج التربية البدنية والرياضات المدرسية في قادم الأيام والتي يتم ربطها بالمجتمع ومؤسساته مع الأخذ بعين الاعتبار الغايات التعليمية والثقافية لذلك، بالاضافة الى المواطنة والانتماء والتي عبر عنها الرياضيون بتقديم جزء من ذكرياتهم الى المتحف لتلك الأهداف؛ ليؤكدوا بأن الحركة الأولمبية ليست فقط ممارسات بدنية ولكنها فلسفة وحركة ثقافية تعلمية تسهم في بناء الأوطان من خلال تطبيق جملة من إيمانها لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين والعديد من الأبعاد الأخلاقية . كما سيوفر تجربة تفاعلية حية مع القيم الأولمبية لتعزيز فهم الرياضيين ولنا نحن الدارسين للعلوم الأولمبية والباحثين والاعلاميين، كنهج غير مباشر لبرامج التعليم الاولمبي ( OVEP) حتى نصل الى ما نصبو اليه نظراً لتوفر المواد العلمية المطلوبة والتي يمثلها المتحف كأرشيف مرئي متكامل . طلة : فخورون بكل السواعد المخلصة التي تقوم عليها الحركة الأولمبية العمانية، والتي تسعى دائماً الى إيجاد كل ما يتواءم مع أهدافها ورؤيتها الراسخة نحو المفاهيم التي تنبثق منها قيم المواطنة والانتماء لدى الرياضيين والمنتمين للقطاع الرياضي تطبيقا لرؤية عمان 2040.

زينب الزدجالية

كاتبة وصحفية عمانية

التعليقات معطلة.