أ. د احمد القطامين
بخلفيته كتاجر، مع ضحالة في مستوى التعليم، اصبح ترامب رئيسا للولايات المتحدة الامريكية فوجد كماً غير مسبوق من الموارد والقوة تتجمع فجأة بين يديه.. وبعقلية التاجر شرع في تنفيذ تخيلات شخصية لديه نابعه من مزيج من الايديولجيا اليمينية المتطرفة والرغبة بان يكون قائدا عسكريا ذو انجازات مدوية على نمط نابليون بونابرت او الاسكندر المقدوني..
من الطبيعي ان يبحث شخص بهذه المواصفات عن مناطق مناسبة لتنفيذ تخيلاته فيها دون ان يكون هنالك احتمالات عالية للفشل، وكانت المنطقة العربية والاسلامية مجالا خصبا للتنفيذ.. فبينما نراه يتجنب استفزازات رئيس كوريا الشمالية المهينة له ويشيح بوجهه عنها، ويركز كل طاقته على النقطة الاضعف.. الدول العربية والاسلامية، التي تتمتلك نقاط جذب استراتيجية لمخططاته وتوهماته مع امكانيات نجاح شبه مؤكدة دون الحاجة لدفع ثمن كبيرا لذلك ..
فقد استهل اعتداءات ادارته بضرب سوريا على خلفيه ما سماه استخدام السلاح الكيماوي في جسر الشغور دون ان يسعى لمعرفة من بالضبط استخدم السلاح الكيماوي وسط فوضى السلاح في تلك الفترة في سوريا، ثم قام بالاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لاسرائيل معلنا بوضوح وباعلى درجات الصفاقة حربا لا هوادة فيها ضد المسلمين والعرب، وهو بالطبع يعلم ماذا تعني القدس بالنسبة للمسلمين والمسيحين في الشرق بشكل خاص.
قبل ذلك باسابيع اعلن ما سماه استراتيجية امريكية جديدة ضد ايران، هادفا من ذلك استمالة”حلفائه” من العرب لتحشيدهم في جبهة واحدة مع اسرائيل يكون هدفها فقط فتح جبهة حرب بين المسلمين في الامتين العربية والفارسية، وهو هنا متأكد ان اي منهم لا يستطيع حسم تلك الحرب وهذا هو المطلوب بالتحديد.. مسلمون يتحاربون مع مسلمين بكل ما يعنيه ذلك من بيع كميات كبيرة من السلاح للجهتين وتدمير البنى التحتية المكلفة جدا في المدن الخليجية والايرانية ومن ثم اعادة بنائها وذلك بإرتهان عوائد النفط لعقود طويلة قادمة.
هذا هو المخطط الصيو- ترامبي الجديد والغريب في الامر ان بعض العرب متحمسون لهذا السيناريو الخطير الذي سيعيد مجتمعاتهم الى ما قبل النفط، وسيدمر كل ما تم بناؤه خلال العقود الماضية وسيجعل من اسرائيل القوة الوحيدة في المنطقة التي تتحكم في كل شي والتي تستطيع عندها اعادة هندسة المنطقة بما يضمن وجودها الدائم فيها الى ابد الآبدين وتحقيق كل اطماعها في المنطقة..