مقالات

المشاهد الأعلامية

جميل عبدالله

السؤال الرئيسي المتعلق بالمشاهد الاعلامية يشبه السؤال المتعلق بالمشاهد التقنية , وهو , بأي مقدار يمكن إنشاؤها تجعلها قوية وليست ضعيفة ؟ ولا ريب في المسألة التي تفيد أن تنظيم الأعلام من قبل الدول أزداد صعوبة مع تطور أشكال التكنولوجيا , مثل الأذاعة عبر الأقمار الصناعية وخدمات الكابل الضوئي التي تمكن من استقبال المادة المرسلة إلى أي مكان في العالم . وذلك ليس بمستحيل . والمعروف أن بعض الحكومات الاوربية منذ الثمانينات وضعت قيوداً على السوق الحر حيثما أمكن ذلك في الأفلام على سبيل المثال , بينما كانت تستثمر بمقادير كبيرة في مجال الثقافة القومية لمنع التغلب عليها من قبل أمركة الإعلام الجماهيري الملاحظ . أن اهم مسألة في السياسة الثقافية الإعلامية للمشاهد هي ما إذا كان التنظيم مرغوباً فيه . فالذين يفضلون عدم التنظيم , يرون السوق الحر سبيلاً لضمان الكلام الحر , ومع أن دوافع أقطاب الأعلام الذين يحيدون عن هذا الخيار هي موضع شك , فمما لا ريب فيه ان الاعلام العالمي يقدم طريقة لتجنب رقابة الدولة . ومن جهة أخرى نقول , إنه بالنسبة إلى الذين اعترضوا على مشاهد إعلامية غير منظمة , فقد بدى لهم ألامر ابعد ما يكون عن التمكين من الكلام الحر , وأن شركات الإعلام المتجاوزة للقوميات ستسيطر عليها . فعلى سبيل المثال , سيطرت محطة CNN على تغطية حرب الخليج , وأذيعت حول العالم والواضح انها بنيت لصالح الولايات المتحدة , ممثلةً العراقيين ” أصولهم مسلمين ” وصدام حسين هتلر . وعلى كل حال نقول , إن آثار الإعلام من الصعب التأكد منها , لأنها تعتمد على كيفية تفسير الصور والقصص السياسية . ان المشاهد الإعلامية تتقاطعها المشاهد الإثنية والمشاهد الآيديولوجية والصراع السياسي , وهي فعلاً سلطة رابعة تراقب وتفضح عمل وأداء الحكومات والتسلط الرقابي , كما نشاهد قناة الفضائية البغدادية مع الإعلامي انور الحمداني بفضح الفساد المستشري في أجهزة الحكومة من أصغر موظف الى الرؤوس الكبار في الدولة ومحاسبتهم , لكن الغرور الأعلامي ركب موجته الى الخطوط الحمراء فقلبت مواجع بعض الرموز الى حد الطعن واخيرا أدى الى الشكاوي القانونية على الفضائية البغدادية وتم أغلاقها وأسكاتها .