المعادن النادرة تشعل صراع “حياة أو موت” بين أمريكا والصين

4


24 – أبوظبي

تتصدر قضية المعادن ملف السياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما دفعها للبحث في كل الاتجاهات عن مصادر بديلة، لضمان هيمنة الولايات المتحدة، بعيداً عن قيود الصين المتزايدة.

ويؤكد تقرير لموقع أكسيوس، أن الولايات المتحدة تواجه مأزقاً صينياً كبيراً فيما يتعلق بإمدادات المعادن النادرة، حيث أثبت الرئيس شي جين بينغ استعداده للضغط عليها، ولهذا السبب كان ترامب مُصراً على توقيع هدنة تجارية لمدة عام واحد مع بكين، حتى إيجاد بديل آخر.

حاجة ماسة
والسبب الرئيسي لاندفاع الولايات المتحدة خلف تلك المعادن النادرة هو حاجتها الماسة إليها، بسبب دخولها في صناعات حيوية كالطائرات المقاتلة إلى توربينات الرياح.

وردت بكين على رسوم ترامب الجمركية بفرض ضوابط على تصدير المعادن النادرة، مما لم يترك لترامب خياراً سوى إبرام صفقة. وافق شي على تعليق القيود الأخيرة لمدة عام، على الرغم من أن الهدن السابقة انهارت قبل الموعد المحدد.

ويؤكد التقرير، أن أزمة المعادن الأرضية النادرة شكلت مصدر قلق كبير للبيت الأبيض، وعززت مهمة البحث عن المعادن في العالم.

وتقول غريسلين باسكاران، مديرة برنامج أمن المعادن الأساسية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية،: “أصبحت المعادن الآن أقوى أداة مالية في السياسة الخارجية”.

من آسيا إلى إفريقيا
ولتفادي مأزق الصين، وقّع ترامب 3 اتفاقيات بشأن المعادن الأساسية خلال جولته الآسيوية، حتى قبل لقائه شي، ثم دعا 5 قادة من آسيا الوسطى الغنية بالموارد لمقابلته في البيت الأبيض.

وخلال الـ 72 ساعة الماضية فقط، أعلنت الإدارة عن استثمار بقيمة 1.2 مليار دولار في شركتين ناشئتين في مجال المعادن الأرضية النادرة، وكشفت عن صفقة معادن أساسية مع كازاخستان، التي تمتلك وفرة من المعادن، وأعلنت مؤخراً عن اكتشاف هائل للمعادن الأرضية النادرة.

ديون وسلام مقابل معادن
وطرحت إدارة ترامب على الأرجنتين خيار مقايضة المعادن النادرة مع شطب الديون، وتحولت إلى محرك لمحادثات السلام في أوكرانيا، وفي المفاوضات التجارية مع دول مثل أستراليا والبرازيل واليابان.

ويوضح التقرير، أن إصرار ترامب على ضرورة سيطرة الولايات المتحدة على غرينلاند يستند إلى حد كبير على رغبته في استغلال الثروة المعدنية الهائلة، التي تزخر بها المنطقة القطبية الشمالية.

وتحولت الصين إلى لاعب رئيسي في هذا القطاع بحكم أنها المصدر الوحيد، أو المهيمن لثمانية من المعادن التسعة، التي يُشكّل انقطاع إمداداتها الضرر الأكبر على الاقتصاد الأمريكي.

ويتصدر قائمة المعادن النادرة السماريوم، وهو عنصر أساسي في صناعة المغناطيسات المستخدمة في الطائرات النفاثة والصواريخ. وكما هو الحال مع المعادن الأرضية النادرة الأخرى، تُهيمن الصين على جميع جوانب سلسلة التوريد من التعدين، إلى الفصل، إلى تصنيع المغناطيسات.

وبيّن التقرير، أن حكومة الولايات المتحدة أصبحت المساهم الرئيسي في منجم المعادن الأرضية النادرة الوحيد في البلاد، وتحاول، إلى جانب حلفائها مثل أستراليا، كسر قبضة الصين الخانقة على معالجة المعادن الأرضية النادرة وإنتاج المغناطيسات.

ووصل تأثير الصراع إلى إفريقيا، حيث تُعدّ المعادن محور نزاع آخر تتوسط فيه الولايات المتحدة، بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

صرح مصدر مطلع على المحادثات لموقع أكسيوس، أن إدارة ترامب سعت إلى إدراج المعادن في محادثات السلام، وترغب في اغتنام الفرص للشركات الأمريكية.

التعليقات معطلة.