ديفيد هيرست
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
تكشف أعداد الضحايا الروس الذين سقطوا على يد القوات الأمريكية عمق الحرب التي اختار بوتين خوضها، تكبد الجيش الروسي في سوريا أكبر خسارة في الأرواح في معركة واحدة يخوضها على أرض أجنبية منذ الحرب السوفياتية في أفغانستان. والأدهى من ذلك أن الروس تعرضوا للقتل على أيدي قوات برية وجوية تابعة للولايات المتحدة الأمريكية. يعتقد بأن العشرات، وربما المئات، من الجنود الروس لقوا مصرعهم عندما انقضت المدفعية الأمريكية بمساندة من طائرات عمودية من طراز أباتشي وطائرة مقاتلة من طراز A-130 على طابور سوري مدرع متوجه نحو موقع تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد قريباً من الطيبة في منطقة دير الزور الغنية بالنفط.
أسدل ستار من الصمت المحرج على موقع المذبحة، فلا الكرملين ولا البنتاغون كانت لديه الجرأة للإعلان عن المعركة التي نشبت بين قوات الجانبين في شرق سوريا يومي السابع والثامن من فبراير/ شباط.
بل ذهب ديمتري بيسكوف، كبير الناطقين باسم الكرملين، إلى حد نفي مصر ع أي من أفراد القوات المسلحة الروسية قائلاً: “لا تتوفر لدينا بيانات حول تواجد روس آخرين داخل سوريا”. بينما صرحت وزارة الدفاع الروسية بأن “مليشيات محلية” تصرفت دون تنسيق مع القيادة العليا للقوات الروسية.
ادعى الأمريكان أنهم كانوا على تواصل منتظم مع الروس قبل وأثناء وبعد الهجوم العفوي الذي لم يكن مسبوقاً بأي استفزاز. فقد صرح العقيد رايان ديلون، الناطق باسم القوات الأمريكية بأن “المسؤلين الروس أكدوا للمسؤولين في التحالف بأنهم لن يشتبكوا مع قوات التحالف المنتشرة في الجوار”.
نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مقاول أمني روسي يعمل في سوريا القول بأن معارفه في عدة منظمات يعمل فيها مرتزقة أفادوا بوقوع خسائر جسيمة قد تكون تجاوزت المائتي قتيل
لم تكن تلك هذ الحادثة الوحيدة بين القوات المدعومة أمريكياً والقوات الروسية في سوريا، فقد ترددت مزاعم في البداية بأن طائرة سوخوي-25 أسقطت على يد قوات هيئة تحرير الشام، والتي كانت في السابق من الفصائل التابعة لتنظيم القاعدة.
ولكن بإمكاني الآن الكشف عن أن المجموعة السورية التي أسقطت الطائرة الروسية كانت في حقيقة الأمر “لواء جبهة ثوار سراقب” ذات العلاقة الوثيقة بالولايات المتحدة الأمريكية التي تزودها بالمعدات العسكرية.
“الروس الآخرون”
رسمياً، لم تقع هذه المعركة، إلا أن شيئاً ما حصل في دير الزور.
نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مقاول أمني روسي يعمل في سوريا القول بأن معارفه في عدة منظمات يعمل فيها مرتزقة أفادوا بوقوع خسائر جسيمة قد تكون تجاوزت المائتي قتيل.
أما وكالة رويترز، واعتماداً على ثلاثة مصادر بما في ذلك طبيب يعمل في الجيش، فقالت إن ما يقرب من ثلاثمائة روسي قتلوا أو جرحوا، وجاء في تقرير لها ما يلي: “صرح طبيب عسكري روسي بأن ما يقرب من مائة شخص قتلوا، بينما صرح مصدر يعرف عدداً من المقاتلين بأن حصيلة القتلى تجاوزت الثمانين رجلاً”.
لم تلتزم مواقع التواصل الاجتماعي في روسيا الصمت إزاء الخسائر التي وقعت في صفوف هؤلاء الرجال
في هذه الأثناء صرح أليكساندر أفرين، عضو حزب “روسيا الأخرى” القومي، الذي لقي أحد أعضائه واسمه كيريل أنانييف مصرعه في القتال، بأنه يعلم بوقوع خسائر جسيمة تكبدتها التشكيلات العسكرية غير النظامية المرتبطة بروسيا. إذن، ما هي تلك القوات “الروسية الأخرى” التي كانت في معية الطابور السوري المدرع؟
نعرف أنهم كانوا مقاولين مرتزقة جندتهم منظمة عسكرية غير نظامية تدعى واغنر غروب، استمدت اسمها من كنية الضابط الذي يقودها.
يطلق على هؤلاء المرتزقة في هذه المهنة مصطلح الأصول التي يمكن إنكار وجودها، ولكن لا ريب إطلاقاً في أنهم عناصر روسية تستخدم مرافق تدريب توفرها لهم وزارة الدفاع الروسية ويحصل قادتهم تقديراً لخدماتهم على هبات وأوسمة من الكرملين. وكان هؤلاء قد تواجدوا في ساحات حروب أخرى مثل أوكرانيا وشبه جزيرة القرم.
ولكن على النقيض من موقف الكرملين، لم تلتزم مواقع التواصل الاجتماعي في روسيا الصمت إزاء الخسائر التي وقعت في صفوف هؤلاء الرجال. فقد سارعت مجموعة من المدونين المعارضين في روسيا تعرف باسم “فريق استخبارات الصراع” إلى الإعلان عن أسماء أربعة من القتلى هم: أليكسي لاديجين من رايازان، وستانسلاف ماتفيف وإيغور كوستوروف وفلاديمير لوغينوف من كالينينغراد. وهذا الأخير، لوغينوف، زعمت منظمة روسية للخيالة في منطقة البلطيق أنه واحد من أعضائها.
صرحت مجموعة “فريق استخبارات الصراع” في صفحتها على “فيسبوك” بما يأتي: “رغم أن العدد الإجمالي لعناصر واغنر الذين قتلوا في الغارة الجوية التي شنها عليهم التحالف قد لا يُعرف بتاتاً، إلا أنه ما من شك في أن هذه الواقعة حصلت فعلاً، ولا أدل على ذلك من تسارع الأخبار التي نشرت في مواقع التواصل الاجتماعي حول مصرعهم، مع أن أقرباء وزملاء المرتزقة الروس الذين يلقون حتفهم في مثل هذه الظروف لا يعلمون بمقتلهم إلا بعد أسابيع أو حتى شهور من وقوع الحدث”.
ومن المفارقة أن هذه القوات، وهي نفسها التي أشاد بها الكرملين على ما تبذله من جهود في سبيل الوطن في أوكرانيا وشبه جزيرة القرم، يتم إنكار وجودها حتى اللحظة في سوريا ولكن ليس من قبل القوميين الروس في كافة أنحاء البلاد الذين يفاخرون بها.
شكلت سوريا فرصة للتعافي من “حالة أفغانستان” والتخلص من عبء إرثها الذي كان يمنع الروس من التدخل في البلاد الإسلامية
لا يشعر سيرغيه كاراغانوف، الأكاديمي في مجموعة فالداي، والمرخص له من قبل الكرملين، بالحرج من ربط الإجراءات الروسية في أوكرانيا بتلك التي في سوريا.
فقد صرح في مقابلة مع روسيسكايا غازيتا بما يأتي: “نحن والصينيون أهم مصدر للأمن في العالم حالياً. فقد منعنا اندلاع حرب في أوروبا من خلال إحباط ما كان يخطط لأوكرانيا، وفي سوريا قمنا، ضمن أشياء أخرى، بوقف سلسلة من الثورات الملونة التي أوجدت حالة من عدم الاستقرار في مناطق شاسعة. تقدم الصين الأمن الاقتصادي بينما نقدم نحن الأمن العسكري الاستراتيجي”.
حرب بالاختيار
كان تدخل روسيا في سوريا بمثابة حرب بالاختيار. وكما يرى المحلل المخضرم في شؤون السياسة الخارجية ديمتري ترينين في كتابه “ما الذي تريد تحقيقه روسيا في الشرق الأوسط؟”، بعث بوتين بعدة رسائل حول العالم عندما أرسل قوة طارئة صغيرة مشكلة من 32 طائرة مقاتلة إلى سوريا.
شكلت سوريا فرصة للتعافي من “حالة أفغانستان” والتخلص من عبء إرثها الذي كان يمنع الروس من التدخل في البلاد الإسلامية، وكانت سوريا أول منطقة خارج الجوار الروسي يتم فيها نشر قوات روسية، وسوريا هي التي كسرت الاحتكار الأمريكي على استخدام القوة، وسوريا سمحت لروسيا بالعودة إلى المسرح الدولي كلاعب مستقل.
ما من شك في أن عنصراً قوياً ذا علاقة بالوضع المحلي ساهم في تحفيز بوتين، وذلك أنه ربط ما بين الربيع العربي وسلسلة من الانتفاضات التي انطلقت على العتبات الروسية، أي تلك الثورات الملونة التي هزت أركان صربيا وجورجيا وأوكرانيا.
منذ أن بدأ التدخل الروسي في سوريا ادعى بوتين تحقيق الانتصار في مناسبات ثلاث على الأقل
كتب ترينين يقول: “نجم عن الحماسة الغربية لنشر الديمقراطية في المناطق التي تعتبر معاقل للأنظمة السلطوية أن حامت الشكوك داخل وحول الكريملين بأن المنظمات غير الحكومية الغربية وتلك الممولة من جهات غربية قد تسعى لإطلاق ربيع روسي. ما لبثت هذه الشكوك أن تأكدت حينما ظهرت فجأة مسيرات احتجاجية جماهيرية في موسكو في شتاء 2011/ 2012 في تحد شخصي ومباشر لبوتين لم تشهد له البلاد مثيلاً منذ أن وصل إلى السلطة في عام 2000”.
شاهدت روسيا في أحداث كييف ميدان للفترة 2013/ 2014 ما هو الشكل الذي ستكون عليه انتفاضة الحضر لو حصلت، الأمر الذي قوى شكيمة روسيا وعزمها على منع ذلك من أن يحدث داخل سوريا. وفي هذا كتب ترينين يقول: “خلص الروس إلى أن الإسلاموية كانت في الأغلب هي التي ستحصد ثمار ذلك: فكان “الشتاء الإسلامي” هو المحطة التالية بعد إجهاض الربيع الديمقراطي”.
ومما فعله ترينين في كتابه، وهو محق في ذلك، إبطال فكرة أن روسيا في عهد بوتين تمثل إعادة توليد للاتحاد السوفياتي، ويذهب إلى التأكيد على أن روسيا ما هي سوى قوة محافظة ومعادية للثورة، وهذا بالضبط ما يجعل الممالك الخليجية والدكتاتوريات العسكرية تهفو إليها وتؤيد أفعالها.
ذلك ما كان من قبل وهذا ما هو عليه الحال الآن
منذ أن بدأ التدخل الروسي في سوريا ادعى بوتين تحقيق الانتصار في مناسبات ثلاث على الأقل. ولئن كان جورج دبليو بوش قد ندم على الحركة البهلوانية التي قام بها حينما هبط من الطائرة على متن السفينة الحربية أبراهام لينكولن في الأول من مايو/ أيار 2003 أمام يافطة عريضة أعلنت أن “المهمة قد أنجزت” في العراق، فلقد وجد بوتين كذلك أن إعلاناته المتكررة عن تحقيق النصر في سوريا ثبت أنها كانت متسرعة وسابقة لأوانها نوعاً ما.
فمثله في ذلك مثل بوش وبلير وكاميرون وساركوزي من قبله، ها هو بوتين يتعلم الآن أن إنهاء التدخل العسكري في بلد عربي أصعب بكثير من البدء به.
ترفض الولايات المتحدة مغادرة سوريا بحجة استمرار التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية، هذا في الوقت الذي ثبت أنها ليست في وضع يؤهلها للتوسط لتحقيق تسوية سلمية
لم تشارك المعارضة السورية في سوتشي، أو لنقل لم تشارك فيها المليشيات التي نجت من قصف الطائرات المقاتلة الروسية. بالإضافة إلى ذلك، بات واضحاً أنه لا يمكن ترك بشار الأسد وحده في الميدان، فهو ليس كأبيه حافظ، ودون استمرار الإسناد الذي توفره القوات الجوية الروسية والمليشيات المدعومة من قبل إيران، فلا حول للقوات المسلحة السورية ولا قوة، ولا يمكن الاعتماد عليها في الاحتفاظ بسيطرتها على أي أرض تستولي عليها بنفسها.
بعد عام من سقوط شرقي حلب، ثبت يقيناً أن النصر لم يكن حليف أي من الطرفين. أما الوضع الأمريكي في سوريا فهو أسوأ من الوضع الروسي. فبعد أن تخلت الولايات المتحدة الأمريكية عن المعارضة السورية ها هي الآن تتلقى المال من السعوديين مقابل دعم قوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد. وترفض الولايات المتحدة مغادرة سوريا بحجة استمرار التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية، هذا في الوقت الذي ثبت أنها ليست في وضع يؤهلها للتوسط لتحقيق تسوية سلمية.
لم تلبث أعمال ورسائل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط أن تحولت منذ ذلك الحين إلى حالة من التهافت التام. فهنا لدينا رئيس، هو دونالد ترامب، يصر على نفي تدخل الروس في انتخابات عام 2016بينما تقف المؤسسة الأمنية على النقيض من ذلك ساعية إلى تقديم ما يكفي من الأدلة لإثبات حدوث التدخل الروسي. وبينما يعلن رئيس البلاد عن أن لديه “ثقة عظيمة” بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تجد أوساطاً رسمية في أمريكا تسرب تقارير تؤكد شراء الأمير للوحة ليوناردو دافنشي بمبلغ 450 مليون دولار.
وهو نفس الرئيس الذي يهدد الأردن بعواقب ستترتب على امتناعه عن التعامل بإيجابية مع الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل بينما يعلن وزير خارجيته عن موافقة الولايات المتحدة على الالتزام بخمسة أعوام أخرى من الدعم الأمريكي، لئن كانت الولايات المتحدة في حرب مع أحد فإنها في حرب مع ذاتها.
حلف تركي إيراني؟
تبقى بعد ذلك قوتان لديهما القدرة على إنهاء الصراع في سوريا: تركيا وإيران. ولقد علمت من مصادر في عاصمتي البلدين أن الإيرانيين على استعداد لمنح الأتراك دوراً أبرز في سوريا بما في ذلك ما يتعلق بإعادة الإعمار شريطة أن يوافق الأتراك على بقاء الأسد في الحكم.
لا توجد لدى إيران نفس الهواجس تجاه دعوة تركيا للعب دور أكبر
لم ترد تركيا على هذه الرسالة، ولكنها تُفسر في أنقرة على أنها إقرار من طهران بأنها أخطأت في الحساب حينما دعت الروس للتدخل.
فلدى إيران الآن قوتان عظميان في سوريا، ولا يبدو أن أياً منهما على وشك المغادرة. كما تعرضت قوات تابعة لها متمركزة في جنوب البلاد لهجمات عنيفة شنتها عليها طائرات مقاتلة إسرائيلية. ولقد أكدت مصادر داخل تركيا ما زعمه الإسرائيليون من أن سلاحهم الجوي وجه ضربة حقيقية للقوات الإيرانية المتواجدة في المنطقة وذلك خلال تبادل للقصف الجوي كان من ضمنه إسقاط طائرة عسكرية إسرائيلية.
تشتمل الرسالة كذلك على ارتياب إيراني تجاه نوايا بوتين، فقد دعت إيران روسيا لكي تساعدها ولم تستدعها من أجل أن تحل محل القوات والمصالح الإيرانية، حيث أن إيران ترى في سوريا امتداداً طبيعياً لدائرة نفوذها الممتدة حتى البحر المتوسط. ولم تدع إيران روسيا للتدخل في سوريا لتكون الحكم في الحرب وفي السلام.
في المقابل لا توجد لدى إيران نفس الهواجس تجاه دعوة تركيا للعب دور أكبر. فبغض النظر عن النتيجة، صار لدى تركيا الآن تواجد عسكري ضخم داخل سوريا، وهذا لا يقتصر فقط على عفرين، حيث يسعى الأتراك نحو دفع القوات الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي إلى الوراء وإحلال السوريين العرب التابعين للجيش السوري الحر في منبج.
كما تتواجد القوات التركية داخل محافظة إدلب. وتجدر الإشارة إلى أنه يوجد داخل تركيا حالياً ما يقرب من 3.5مليون لاجئ سوري، وتقيم فيها قيادات المعارضة السورية. فلو كان هناك بلد يملك إنهاء الصراع بطريقة تضمن الحقوق السياسية والإنسانية لملايين السوريين فإنها تركيا.
سوريا بلد مدمر، والقوة التي ستمول إعادة إعمارها هي البلد الذي سيرسم معالم مستقبلها. يزعم الاستراتيجيون الروس بأن الحافز الوحيد لتدخل بلادهم كان ضمان ألا تتحول سوريا إلى ليبيا أخرى أو إلى يمن آخر. لكنهم فيما بينهم يقرون بأن مستقبل سوريا بدأ يشبه ما آلت إليه أوضاع لبنان: دولة ضعيفة يتحكم بها لوردات حرب أقوياء محلياً وإقليمياً.
والمفارقة التي تدعو إلى السخرية أن روسيا ما بعد الاتحاد السوفياتي والبلدان العربية لديها الكثير مما تشترك فيه، فكلاهما كانا مستهدفين وأصبحا ضحايا للاستكبار الغربي الذي يقوده المحافظون الجدد منذ ما بعد انتهاء الحرب الباردة. والمأساة هي أن روسيا لم تتمكن من العودة إلى الساحة الدولية إلا من خلال التدخل العسكري الذي دفعت فاتورته بادئ ذي بدء دماء السوريين وصار الآن يكلف دماءً روسية أيضاً. لما دخل بوتين إلى سوريا فقد اختار أن يسير في نفس الدرب الذي سار فيه من قبله الأمريكان والبريطانيون والفرنسيون، وها هو الآن يجد نفسه عالقاً في المستنقع السوري ويناشد الآخرين مد يد العون له حتى يخرج منه.