د. جميل عبدالله
السياسات المطروحة في الاونة الأخيرة هي سياسة المصالح بين دول العالم على اساس اقتصادي مطعم بأيديولوجيات والذي يمكن بواسطته أن تبنى العلاقات الخاصة والمصالح العامة.
عند اعلان عن توقيع السعودية مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة لأنشاء ممر اقتصادي يربط بين الهند وأوربا، بمشاركة كل من الاتحاد الاوربي والامارات وفرنسا وايطاليا وألمانيا، اصبح في المنطقة ممرات : ممر اقتصادي و ” ممر ايديولوجي”.
الممر الاقتصادي هو المعسكر للبناء والاستقرار والتطوير من خلال الافكار الجادة، من خلال حساب الفوائد والعوائد وما يمكن ان تحققه اقتصاد تلك الدول المنطوية تحت هذا الممر واستقرار المنطقة.
في حين هناك ممن يفكر بطريقة اخرى، إذ البحث عن دور لا بالشراكة، وانما وفق طريقة ( أما أنا أو لا أحد). أول التصريحات المعلنة المعارضة صدرت عن الرئيس التركي ( رجب اوردغان)، الذي قال لا ممر اقتصادياً من دون تركيا، مقترحاً ان يكون الممر الاقتصادي عبر العراق الى تركيا، وليس عبر دول الخليج العربي، وتحديداً الامارات والسعودية.
وهذا أمر يناقض السياسة التركية بتجاه العراق. واقول ” يناقض” لأنه من الغريب ان تطالب أنقرة بممر أقتصادي عبر العراق الذي تقصفه بحجه محاربة الارهاب. والقصة كلها بالطبع متعلقة بالموقف التركي تجاه الاكراد، فلا يمكن ان تقصف دولة وتحالفها اقتصادياً بنفس الوقت.
وفي نفس الوقت لا يمكن لأيران بربط السكك الحديدي من طهران الى دمشق مراراً بالعراق ثم لبنان تحت ايديولوجيا ” خط الولاية” ومفاهيمها في المنطقة من خلال الصراع الايراني والامريكي وما يتعلق بمفاهيم ” المقاومة”