مع تسارع التطورات الميدانية في سوريا، باتت ملامح سقوط نظام بشار الأسد أكثر وضوحًا من أي وقت مضى. انسحاب قوات النظام من مدن رئيسية مثل حلب وحماة وحمص، وسيطرة المسلحين عليها، يضع دمشق في مرمى المواجهة المباشرة، مما يجعل السؤال حول مصير الأسد ونظامه أكثر إلحاحًا .
انسحاب استراتيجي أم انهيار عسكري؟
انسحاب النظام من هذه المدن الاستراتيجية يطرح تساؤلات كبيرة حول قدرته على الصمود:
ضعف القدرات العسكرية: تشير الهزائم المتتالية إلى حالة من الإنهاك التي أصابت الجيش السوري بعد سنوات طويلة من الصراع. نقص الموارد البشرية واللوجستية أصبح واضحًا في المعارك الأخيرة .
إعادة ترتيب الأولويات: قد يكون النظام قد تخلى عن هذه المناطق لتعزيز دفاعاته حول دمشق، التي تُعد مركز الثقل السياسي والعسكري للنظام .
ضغوط الحلفاء: قد يكون انسحاب النظام مدفوعًا بنصائح أو ضغوط من حلفائه، الذين قد يرون أن الحفاظ على دمشق أكثر أهمية من الدفاع عن مناطق بعيدة .
دمشق: المعركة الأخيرة
مع سقوط حلب وحماة وحمص، تتجه الأنظار الآن إلى دمشق، التي تمثل الرمز الأكبر للنظام ومركز سلطته. السيطرة على العاصمة ستكون بمثابة النهاية الفعلية لنظام الأسد، حيث لا توجد منطقة بديلة يمكن أن يحتمي بها .
المعركة القادمة في دمشق قد تكون الأكثر دموية وتعقيدًا، إذ من المتوقع أن يدافع النظام عن العاصمة بشراسة. لكنها أيضًا قد تكون النقطة التي يتغير عندها مسار الأحداث بشكل جذري، حيث:
سقوط دمشق يعني انهيار النظام بالكامل، مما يفتح الباب أمام مرحلة انتقالية أو فراغ سياسي .
المنطقة بأكملها تترقب مصير النظام السوري .
الذي باتت أيامه معدودة في ظل التطورات الأخيرة. سقوط نظام الأسد لن يكون حدثًا محليًا فحسب، بل سيعيد رسم خريطة المنطقة بأسرها، مما يجعل من المهم متابعة الأحداث عن كثب، إذ أن مصير دمشق سيحدد مستقبل سوريا والمنطقة لسنوات قادمة.
سقوط نظام الأسد سيكون بمثابة ضربة استراتيجية لإيران تهدد نفوذها الإقليمي بشكل كبير . وعلى الرغم من أن إيران ستسعى بكل قوتها للحفاظ على تأثيرها في سوريا والمنطقة، إلا أن خسارة دمشق قد تكون بداية لتحولات كبرى في خارطة النفوذ الإقليمي، قد تعيد التوازن لصالح القوى المعارضة للسياسات الإيرانية .
على الرغم من كل محاولات الأسد التشبث بالسلطة، فإن المؤشرات تؤكد أن نظامه يواجه أصعب تحدياته منذ اندلاع الأزمة في 2011. إن الفشل في تحقيق الاستقرار الداخلي، إلى جانب العزلة الدولية والضغوط الاقتصادية، يجعل من زوال هذا النظام أمرًا حتميًا في ظل غياب أي حلول حقيقية. السؤال لم يعد إذا ما كان النظام سيسقط، بل متى وكيف سيكون هذا السقوط؟