المنطقة حبلى… وفي مخاضها العسير

5

 

 

 

في ظل تصاعد الأحداث والتوترات المتلاحقة، باتت منطقة الشرق الأوسط أشبه ببركان يغلي تحت السطح، حبلى بتحولات كبرى ومخاضها عسير لا يمكن التنبؤ بمآلاته. فمن الخليج إلى الشام، ومن اليمن إلى فلسطين، تتشابك الصراعات وتتقاطع المصالح، بينما تتجه الأنظار إلى العوامل التي قد تسرّع ولادة نظام إقليمي جديد.
إرهاصات التغيير… هل نحن أمام معادلة جديدة؟
لم يعد خافيًا أن المنطقة تعيش مرحلة غير مسبوقة من التحولات السياسية والعسكرية، حيث أصبحت المواجهات المباشرة بين القوى الإقليمية والدولية أكثر وضوحًا. فالتدخلات الخارجية، التي لطالما كانت عاملاً محركًا في تاريخ الشرق الأوسط، باتت اليوم أكثر عمقًا وتعقيدًا، مما يجعل المخاض الراهن أكثر إيلامًا.
تصعيد غير مسبوق في فلسطين:
الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس تعيد رسم الحسابات، حيث لم يعد الحديث فقط عن جولة أخرى من المواجهات، بل عن تغيرات استراتيجية في طبيعة الصراع.
اليمن.. ساحة اختبار للصبر الدولي: التهديدات المتزايدة في البحر الأحمر، والضربات المتبادلة بين الحوثيين والتحالف الدولي، تعزز احتمالات تصعيد أكبر قد يجر قوى إقليمية إلى مواجهة مفتوحة.
إيران تحت الضغط:
العقوبات، والهجمات المتزايدة على الحرس الثوري وفروعه في المنطقة، تجبر طهران على تبني خيارات أكثر تشددًا أو البحث عن تسويات جديدة، مما يعيد تشكيل التوازنات في العراق وسوريا ولبنان.
عودة حاملات الطائرات الأمريكية:
التحركات العسكرية الأمريكية في المنطقة تشير إلى مرحلة جديدة من الردع، قد تؤدي إلى مواجهة مباشرة، أو إلى فرض حلول تحت الضغط العسكري.
هل تكون الحرب الخيار الحتمي؟
في التاريخ، لم تشهد المنطقة مخاضًا عسيرًا إلا وتبعه تغيير جذري، سواء عبر حرب كبرى أو من خلال إعادة ترتيب الأوراق وفق توازنات جديدة. واليوم، يبدو أن جميع الأطراف تحاول تجنب الحرب الشاملة، لكن التصعيد المستمر يجعل سيناريو المواجهة المفتوحة أكثر احتمالاً.
إذا كان الشرق الأوسط حبلى بتغييرات قادمة، فإن ولادتها لن تكون هادئة. فما يتشكل الآن ليس مجرد تسويات سياسية مؤقتة، بل إعادة رسم لخارطة النفوذ والتحالفات، حيث ستسقط قوى وتبرز أخرى، وسيتحدد مصير المنطقة لعقود قادمة .

التعليقات معطلة.