عادل الذهبي
يواجه العراق حالة من عدم الإستقرار السياسي وحتى الأمني ، حيث يعاني الجميع من موجات الخوف والقلق وعدم الاطمئنان ، حيث تم إهمال الدور الحيوي بمجال التربية والتعليم مما أدى إلى تدهور أوضاع العراق السياسية والأمنية وكل مجالات الحياة ، فيكمن هنا دور الجامعات والمدارس والإعلام بكل وسائله في كيفية بث مفاهيم تربوية ومحاربة الجوانب السلبية التي تحول دون أن يستقر الأمن في البلاد ، وهناك حقيقة لابد أن نعترف بها ، إلا وهي تعزيز النفس الطائفي في أغلب المناهج الدراسية ومحو الثوابت والقيم الوطنية ، هنالك من التجارب الدولية في هذا الشأن منها تجربة اليابان في بناء منظومة تربوية رصينة أسسها بناء قطاع التربية اولا ، لأنه القطاع الذي تتخرج منه كافة الأجيال، ومن هنا فأن على الدولة وإدارة كتابة المناهج أن تعيد خطط في كتابة الكتب المدرسية لأنها أول احتكاك يلامسه أبنائنا الطلبة ، القيمة العليا تكمن في بناء هيبة الكوادر التدريسية لأنها تساهم في تعزيز السلم المجتمعي ووحدة بناء الوطن والإستقرار أيضاً ، حيث تعتمد الدول التي تحتاج إلى نهضة أمنية على تطوير المناهج التعليمية وتبذل كل الدعم له, للأهمية التى ترتكز عليها النهضة بجميع أشكالها، ومنها الأمن كون المنهج التعليمي الرشيد يغرس الأفكار التطويرية لدى الطلاب وينمي فيهم الجانب الوطني الذين يصبحون فيه قادة الدولة ، يعتبر المنهج التعليمي الرشيد هو محوراً أساسي في تقدم الشعوب والحفاظ على أمنها، ، لما يحتويه من تعاليم فكرية تسهم في صناعة القدرات العقلية طويلة الأمد التي من خلالها تستطيع الدولة النهوض نحو مستقبل أفضل وتحقيق الأهداف المرجوة ، لكن في مسألة تحقيق الأمن الاجتماعي لا يتحقق في ناحية واحدة من نواحي الحياة كالتعليم مثلاً بل يجب أن يكون هناك توافق في جميع نواحي الحياة من تربية وتعليم وعدالة اجتماعية وجانب صحي سليم ، إذ يعد الأمن حاجة أساسية للمجتمع الإنساني وموشرا على الاستقرار في البلاد ، لذا فإن مناهج التعليم قادرة وبشكل كبير على تحقيق الأمن والاستقرار الاجتماعي ، هكذا أصبح الأمن الاجتماعي الهاجس الأكبر في حياة كل فرد يعيش في المجتمعات البشرية ، فمتى ما بلغ المجتمع مستوى عالي من السكينة والطمأنينة والاستقرار ، والحد من المخاوف وقتها يصبح هذه المجتمع آمناً ويكون قادراً على أداء المسؤوليات التي خلقوا لأجلها