اكتشف علماء الوراثة أن وباء الطاعون ظهر على أراضي أوروبا في العصر الحجري، وانتقل مع المزارعين الأوائل إلى آسيا وبقاع أخرى من الأرض.
وتقول الدراسة التي نشرتها مجلة “Current Biology” إن مخاطر انتقال عدوى الطاعون قد تكون واحدة من الأسباب التي دعت إلى تزايد الهجرة الجماعية للناس، في نهاية العصر الحجري وبداية العصر البرونزي، وفقا لما يقول الخبير يوهانس كراوس، من معهد دراسة تاريخ البشرية في مدينة يينا الألمانية.
وفي عام 2011، تمكن كراوس من استعادة جينات هذا الميكروب، وبعد ذلك بقليل عثر على الطفرة التي حولت بكتيريا التربة إلى “آفة الله -الطاعون” في القرن الرابع عشر.وقضى كراوس وخبراء آخرون عدة سنوات في العمل على إعادة دراسة تاريخ الوباء الذي يعتبر الأكبر في تاريخ أوروبا والمعروف باسم “الموت الأسود” والذي نجم عن ميكروب الطاعون.
وأعلن كراوس وزملاؤه، في فبراير 2016، عن اكتشاف غير متوقع، فأثناء دراسة عظام ضحايا الطاعون في مرسيليا، في القرن الثامن عشر، وجدوا أن الوباء كان سببه نفس سلالة الميكروب التي تسببت في “الموت الأسود” وشكل ذلك مفاجأة كبيرة للعلماء لأنهم كانوا يعتقدون أن هذا النوع من الميكروب قد اختفى وترك مكانه سلالات معدية بشكل أقل.
وفي محاولة منهم لمعرفة كيف حدث ذلك، لجأ فريق كراوس قبل عام إلى دراسة آثار الطاعون في أنحاء مختلفة من أوروبا وآسيا واكتشفوا أن آثاره اخترقت أوروبا من آسيا وعادت مجددا الى “وطنها” باتجاه الصين من خلال أراضي روسيا الحديثة ومن ثم العكس.
هذه الاكتشافات كما يقول العلماء فرضت عليهم التفكير بالدور الذي لعبه وباء الطاعون في تاريخ تطور الإنسانية واستعمار الأرض. وللإجابة على هذا السؤال عمل فريق العلماء على دراسة كمية كبيرة من بقايا عظام البشر في العصر الحجري على أراضي روسيا وألمانيا ودول البلقان والبلطيق.
وشكلت نتائج البحث مفاجئة كبيرة لعلماء الوراثة حيث اكتشفوا أن جينات “الموت الأسود” موجودة في أوروبا قبل وقت طويل من ذلك الزمن الذي كانوا يفترضونه، لا سيما أن الفكرة التي كانت مرسخة لديهم بأنه نشأ في “وطنه” سهوب منغوليا والصين.