بغداد / المدى
أعربت وزارة النفط الاتحادية، أمس الثلاثاء، عن رفضها استثمار حكومة اقليم كردستان حقلين نفطيين في محافظة السليمانية، في إشارة إلى الاتفاقيتين اللتين أُبرمتا أمس الاثنين في الولايات المتحدة.
وأوضحت الوزارة في بيان “رفضها للإجراءات الخاصة بتعاقد وزارة الثروات الطبيعية في حكومة اقليم كردستان لاستثمار حقل “ميران” وحقل “توبخانه -كردمير” في محافظة السليمانية”، معللة ذلك، بأن “هذه الإجراءات مخالفة للقرارات الصادرة من محكمة التمييز الاتحادية، التي أشارت إلى عدم شرعية العقود المبرمة بعد صدور قرار المحكمة الاتحادية العليا في الدعوى المرقمة (59 / اتحادية 2012 و موحدتها 110 /اتحادية 2019)”.
وأشارت الوزارة الى أنه “بالرغم من حاجة العراق لتعظيم استثمار الغاز وسد الحاجة المحلية لتشغيل محطات توليد الكهرباء في البلاد، إلا أن الاجراءات المتخذة من قبل حكومة الإقليم تعد مخالفة صريحة للقانون العراقي، فالثروات النفطية تعد ملك لجميع أبناء الشعب العراقي، وان اي اجراء لاستثمار هذه الثروة يجب أن يكون من خلال الحكومة الاتحادية”.
وأكدت الوزارة في بيانها “بطلان هذه العقود استنادا للدستور العراقي، وقرارات المحكمة الاتحادية”.
وكانت حكومة الإقليم قد أعلنت أمس الاثنين توقيع اتفاقيتين مهمتين بمجال الطاقة في العاصمة الأمريكية واشنطن.
والاتفاقيتان أُبرمتا بين حكومة إقليم كردستان من جانب، وشركتي النفط الأمريكيتين “HKN Energy” و”Western Zagros” من جانب آخر.
وتهدف هاتان الاتفاقيتان اللتان تُقدر قيمتهما الإجمالية بعشرات المليارات من الدولارات، إلى تطوير وتنمية قطاع النفط والطاقة في إقليم كردستان، بالإضافة إلى تعزيز بنيته التحتية الاقتصادية.
وأعلن وزير الثروات الطبيعية في حكومة إقليم كردستان بالوكالة كمال محمد، أمس الاول، أن زيارة وفد الإقليم الحالية إلى واشنطن تهدف إلى تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية مع الولايات المتحدة، إضافة إلى توسيع التعاون مع الشركات الأمريكية العاملة في قطاع الطاقة.
وأوضح الوزير، خلال مؤتمر صحفي عقد في العاصمة الأمريكية واشنطن، أن الوفد وقع خلال الزيارة اتفاقيتين مهمتين في قطاعي الغاز والنفط، مبيناً أن الاتفاقية الأولى تتعلق باستخدام حقول الغاز في الإقليم لتوليد الكهرباء لصالح كردستان والمناطق التي يتم تزويدها بالطاقة الكهربائية داخل العراق، فيما تخص الاتفاقية الثانية استخراج النفط والغاز من حقول الإقليم بالتعاون مع شركة أمريكية أخرى.
وأكد كمال محمد أن العقود المبرمة هي من نوع عقود الشراكة كما هو معمول به في السابق، مشيراً إلى أنه “لم يتم التنسيق مع الحكومة الاتحادية في بغداد بشأن هذه الاتفاقيات”، لكنه شدد على أن “الاتفاقيات ستسهم في تعزيز البنية التحتية في العراق، لا سيما الاتفاقية الخاصة بالغاز”.
وأشار إلى أن الاتفاقية الخاصة بالغاز ستساعد على حل مشكلة الكهرباء في الإقليم، فضلاً عن دعم نمو القطاع الصناعي، بالإضافة إلى إمكانية استخدام الغاز مستقبلاً لأغراض منزلية.
وختم الوزير بالقول إن حكومة الإقليم تعمل حالياً على توسيع علاقاتها مع مختلف الجهات الدولية، موضحاً أن “الولايات المتحدة تعد حليفاً استراتيجياً للإقليم، وهناك العديد من الشركات الأمريكية العاملة في كردستان”.
وأشرف رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، في إطار زيارته الرسمية إلى واشنطن، على توقيع اتفاقيتين مهمتين في مجال الطاقة مع شركتي النفط الأمريكيتين “HKN Energy” و”Western Zagros”، وذلك في مقر غرفة التجارة الأمريكية.