صعدت العقود الآجلة لـ “خام برنت” تسليم يوليو (تموز) المقبل 24 سنتاً إلى 83.91 دولار للبرميل (اندبندنت عربية)
شهدت أسعار النفط ارتفاعاً طفيفاً اليوم الجمعة وسط احتمالات بأن يبقي تحالف “أوبك+” على خفوض الإنتاج، لكن الخامين الأساس يتجهان نحو تسجيل أكبر تراجع أسبوعي خلال ثلاثة أشهر، بضغط من غموض يتعلق بالطلب وتراجع حدة التوتر في الشرق الأوسط، مما قلل الأخطار المرتبطة بالإمدادات.
وصعدت العقود الآجلة لـ “خام برنت” تسليم يوليو (تموز) المقبل 24 سنتاً إلى 83.91 دولار للبرميل، بينما ارتفع خام “غرب تكساس الوسيط الأميركي” تسليم يونيو (حزيران) المقبل 19 سنتاً إلى 79.19 دولار للبرميل،
لكن الخامين يتجهان نحو تسجيل خسائر أسبوعية وسط قلق المستثمرين من احتمال أن يؤدي بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، إلى كبح النمو فيها وفي مناطق أخرى حول العالم.
في غضون ذلك يخفت أثر الأخطار الجيوسياسية من حرب غزة والتي أبقت الأسعار مرتفعة بسبب مخاوف تأثيرها في الإمدادات، وذلك مع بحث إسرائيل و”حماس” هدنة وعقدهما محادثات مع وسطاء دوليين.
ويتجه “خام برنت” صوب انخفاض أسبوعي نسبته 6.3 في المئة، في حين يتجه “خام غرب تكساس الوسيط” نحو خسارة 5.6 في المئة خلال الأسبوع، ويأتي التراجع قبل أسابيع من الاجتماع المقبل لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها بقيادة روسيا ضمن التكتل المعروف باسم “أوبك+”.
وتترقب السوق الآن بيانات اقتصادية من الولايات المتحدة، إذ سيصدر مكتب إحصاءات العمل اليوم الجمعة التقرير الشهري للوظائف غير الزراعية، وهو مقياس لقوة سوق العمل في البلاد ويضعه مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) في الاعتبار عند تحديد أسعار الفائدة، وعادة ما تؤثر أسعار الفائدة المرتفعة في الاقتصاد ويمكن أن تقلل الطلب على النفط.
“أوبك+” قد تمدد خفوض الإنتاج
في الأثناء وعلى رغم أن “أوبك” وحلفاءها لم تبدأ بعد محادثات رسمية في شأن تمديد خفوض إنتاج النفط الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يومياً إلى ما بعد يونيو 2024، إلا أن ثلاثة مصادر من منتجي ذلك التحالف المعروف بـ”أوبك+” قالوا إنهم قد يمددون الخفوض إذا لم يرتفع الطلب، وفقاً لوكالة “رويترز”.
ونفذ تحالف “أوبك+” سلسلة من خفوض الإنتاج منذ أواخر عام 2022 في ظل ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة وغيرها من المنتجين من غير الأعضاء، ومخاوف إزاء الطلب في وقت تواجه فيه الاقتصادات الكبرى تداعيات أسعار الفائدة المرتفعة.
ويجتمع التحالف الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول وروسيا ومنتجين آخرين في الأول من يونيو المقبل في فيينا لتحديد سياسة الإنتاج.
من المرجح تمديد الخفوض
ويخفض تحالف “أوبك+” حالياً الإنتاج بمقدار 5.86 مليون برميل يومياً، أي ما يعادل نحو 5.7 في المئة من الطلب العالمي، وتشمل الخفوض 3.66 مليون برميل يومياً من أعضاء “أوبك+” تسري حتى نهاية 2024، وخفوضاً طوعية من بعض الأعضاء بواقع 2.2 مليون برميل يومياً تنقضي بنهاية الشهر المقبل.
وتلقت أسعار النفط دعماً هذا العام من الصراع في الشرق الأوسط لكنها تعرضت لضغوط من المخاوف في شأن النمو الاقتصادي وارتفاع أسعار الفائدة.
وقالت المصادر الثلاثة، وهي من الدول التي خفضت الإمدادات طوعاً، إن من المرجح تمديد الخفوض، بينما أكد أحدها أن الخفوض قد تمدد حتى نهاية العام”، وذكر آخر أن الأمر سيتطلب قفزة مفاجئة في الطلب حتى تجري “أوبك+” أية تغييرات.
وأشار مصدران آخران في المنظمة ذاتها إلى أن المحادثات الرسمية لم تعقد بعد، وقال أحدها إن “أوبك+” لم تمل بعد لاتجاه أو آخر في شأن تمديد الخفوض.
والدول التي تنفذ خفوضاً طوعية أكبر من تلك المتفق عليها مع المجموعة الأوسع هي الجزائر والعراق وكازاخستان والكويت وسلطنة عمان وروسيا والسعودية والإمارات.
وعن ذلك قال ريتشارد برونز من “إنرغي أسبكتس”، “نعتقد أن هناك فرصة كبيرة لأن تمدد ’أوبك+‘ الخفوض إلى ما بعد يونيو 2024، لكننا لم نتوصل بعد إلى اقتناع جازم لأننا لا نعتقد أنهم دخلوا بالفعل في الفترة الحقيقية للنقاش وصنع القرار”، ويرى محللون أن هناك خياراً آخر وهو إلغاء بعض أو جميع الخفوض البالغة 2.2 مليون برميل يومياً بعد الشهر المقبل.