النهاية: جامع الصالح ونبوءة قتل الرئيس.. ولكن من يقتل الفقر في اليمن

1

منى صفوان
2007 صنعاء.. كانت إشاعة قوية تتردد ان الرئيس لا يريد إكمال بناء جامعه لان عرافا حذره..انه بمجرد بناء الجامع سيضيع حكمه ويقتل.. كما اطيح بالرئيس بصدام حسين وقتل بعد ان افتتح جامعه الكبير “ام المعارك” ، وكما قتل الرئيس “رفيق الحريري” وهو يبني جامعه “محمد الأمين” في بيروت
غير أن علي عبد الله صالح، يبدو انه استجمع شجاعته في الأخير.. وقرر بعد سنوات من المماطلة افتتاح الجامع في 2008..اكبر جامع في أفقر بلد عربي .
ومرت السنوات ونسي الناس الإشاعة والعراف ، وجاءت احتجاجات 2011 الشعبية التي كان سببها الاهم هو تفشي الفقر، الاحتجاجات الصادقة التي استغلتها الاحزاب للنيل من خصمها الذي تنازل عن الرئاسة.
و بقي صالح في المشهد.. الرجل القوي.. الداهية.. الذي انتقم من خصومه وأثبت أنه الأذكى.. والأقوى خاصة بعد أن اخرجهم جميعا من اليمن وبقي هو.. وبهذا فند الإشاعة وكلام العراف.. الى الأبد، ومرت السنوات إلى ان جاء اليوم.. الذي كان فيه ” الجامع″ مجرد سبب.. ادى لمقتل صالح..
قتل صالح ولم يقتل الفقر ..
قتل الرئيس صالح وبقي الجامع والصراع في اليمن والفقراء، لقد ازداد عدد الفقراء من العام 2007 إلى 2017 ليصل إلى أرقاما مهولة ” ثلثي السكان تحت خط الفقر”
في 2007 كان 50% من السكان تحت خط الفقر، حين كان يشيد جامع بقيمة 60 مليون دولار، اغلب اليمنيين يعملون بالزراعة، وهناك موارد مهمة للاقتصاد اليمني ليست منها الزراعة فالناتج الإجمالي من الزراعة 9% ونصيب الفرد من الناتج الإجمالي 2500 دولار .. لان هذا الناتج كان يصل إلى 60 مليار دولار..
هذه هي اليمن قبل 10 سنوات، بيئة اقتصادية مدمرة، ينمو فيها الفقر والفساد، والان في 2017 مازالت هي بيئة الفقر والفساد والحرب
فساد الحوثيين
قيادات حوثية تتحدث اليوم عن حاكم صنعاء الجديد ” حكومة أنصار الله” بأنها بيئة فساد وان هناك لوبي ضخم من الفساد. والأمم المتحدة تتحدث عن أرقام مفجعة في أرقام المجاعة والوفيات بين الأطفال.
المفارقة أن الحوثيين يوم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أنفقوا 800 مليون ريال يمني. وحين ارتفع صوت الاستهجان. قال محمد الحوثي ان هذا المبلغ ليس من ميزانية الدولة وانه من جيب عبد الملك الحوثي شخصيا.
800 مليون ريال يمني انفاق للاحتفال بيوم المولد في ساحة جامع الصالح .. لتكون سببا لخلاف بين الحوثيين وصالح على الجامع، ليعلن انشقاقه عنهم، ويقتلوه.
800 مليون ريال للاحتفال في مدينة يموت فيها طفل كل 10 دقائق، ربما لم تكن نبوءة العراف، بل لعنة الفقراء ..
فساد الشرعية
وفي الضفة الأخرى ان فتحت ملفات فساد حكومة هادي والشرعية في الجانب الآخر .. فهي لا تقل سوء، ولا احد يهتم للمواطن اليمني، الذي يعيش بدون غطاء اقتصادي، بدون راتب منذ اكثر من عام.. وحتى المساعدات لا تصل.
اليمنيون لا يحتاجون مساعدات، ولا ان يتم تحويلهم إلى مجموعة من المتسولين، انهم بحاجة لامدادهم بشريان الحياة من العمل المدفوع الأجر، وتقليل حجم الفساد والمحسوبيات. ان الفساد والفقر يقتلهم اكثر من الحرب .

التعليقات معطلة.