نور نورالدين
أظهرت دراسة حديثة من معهد أوريغون لعلوم الصحة المهنية أن مجرد الالتزام بموعد نوم ثابت يمكن أن يؤدي إلى تحسن سريري ملحوظ في ضغط الدم. فبعد أسبوعين فقط من الذهاب إلى الفراش في الوقت نفسه يومياً، انخفض ضغط الدم الانقباضي لدى المشاركين بمعدل 4 ملم زئبق، والانبساطي بمعدل 3 ملم زئبق. ويقترب هذا التأثير من فوائد تقليل الصوديوم في الطعام أو ممارسة الرياضة بانتظام.
كشف الباحثون أن انخفاض ضغط الدم الليلي بمقدار 5 ملم زئبق يُقلل خطر أمراض القلب بنسبة %10، وأن نصف المشاركين وصلوا إلى هذا التحسن خلال أسبوعين فقط.
وأُجريت الدراسة على 11 مشاركاً، بعضهم يستخدم أدوية لضغط الدم، واعتُبرت بمنزلة اختبار لفكرة أن انتظام النوم وحده قد يكون أداة علاجية مهمة.
◄ ضغط الدم والساعة البيولوجية
يتبع ضغط الدم نمطاً يومياً طبيعياً يتزامن مع الساعة البيولوجية للجسم. فهو ينخفض ليلاً، ثم يرتفع صباحاً ليستقر خلال ساعات النهار. ويرتبط هذا التغير الطبيعي بتقلب هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين.
عندما يختل إيقاع النوم، تختل معه استجابة الجهاز القلبي الوعائي. وترى الدكتورة جين مورغان أن سوء جودة النوم قد يؤدي مباشرةً إلى ارتفاع ضغط الدم، خاصة لدى النساء في فترة ما قبل وما بعد انقطاع الطمث.
◄ كيف يؤثر النوم في ضغط الدم؟
عدم انتظام أوقات النوم يربك الساعة البيولوجية، ويجعل من الصعب على الجسم الحفاظ على استقرار ضغط الدم. وقد ربطت الأبحاث بين اضطراب النوم وبين مشاكل عدة تؤثر بشكل مباشر في القلب والأوعية الدموية
◄ آثار سلبية للنوم غير المنتظم:
• زيادة الاستيقاظ المتكرر
• نقص النوم العميق الضروري لصحة القلب
• ارتفاع الكورتيزول
• ضعف حساسية الأنسولين
• تنشيط نظام RAAS المسؤول عن رفع ضغط الدم
وكل واحد من هذه العوامل قادر وحده على رفع ضغط الدم على مدار 24 ساعة.
◄ أثر النوم غير المنتظم
وجد الباحثون أنه مع مرور الأيام، بدأ ضغط الدم لدى المشاركين ينخفض حتى قبل موعد النوم المتوقع. وهذا يشير إلى أن الجسم يستعد مبكراً للنوم عندما يصبح لديه توقيت ثابت ومتوقع.
وترى مورغان أن النوم غير المنتظم يُحفّز الجهاز العصبي الودي المسؤول عن استجابة «القتال أو الهروب»، مما يؤدي إلى:
• ارتفاع الأدرينالين والنورأدرينالين
• زيادة معدل ضربات القلب
• ارتفاع مقاومة الأوعية الدموية
أما مع انتظام النوم، فيحدث العكس تماماً: تهدأ هذه المنظومة، وينخفض ضغط الدم ليلاً وفي ساعات الصباح الباكر.
◄ نصائح لتحسين جودة النوم
أكدت الدكتورة تشين أن الالتزام بموعد نوم ثابت كل ليلة يمكن أن يُحدث فرقاً ملحوظاً في صحة القلب، قائلة: «مجرد النوم في الوقت نفسه كل ليلة يصنع أثراً أكبر مما نتخيل، وبطريقة أسهل بكثير من تناول الأدوية».
من جانبها، تشير الدكتورة مورغان إلى أن انتظام النوم يُعد عاملاً قابلاً للتعديل بسهولة، خصوصاً لدى النساء بعد انقطاع الطمث، حيث يشهدن تغيّراً واضحاً في حساسية ضغط الدم. ولتحسين جودة النوم وتعزيز صحة القلب، ينصح الخبراء بما يلي:
• الالتزام بموعد نوم ثابت لا يتغير بأكثر من 60 دقيقة يومياً.
• الحرص على النوم بين 7 و9 ساعات ليلاً.
• التعرض لضوء الصباح لدعم استقرار الساعة البيولوجية.
• تجنب محفزات المساء، وتشمل استخدام الشاشات، تناول الوجبات الثقيلة، وممارسة التمارين الشاقة.
