توصلت دراسة أجريت حديثاً في الولايات المتحدة إلى أن الوحدة قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب لدى مرضى السكري.
وخلص معدو الدراسة إلى أن الوحدة تشكل عامل خطر للإصابة بمرض الشريان التاجي، وهي حالات تتمثل بتضيق الأوعية الدموية التي تغذي القلب أو انسدادها، مشيرين إلى أن الشعور بالوحدة أكثر خطورة من اعتماد نظام غذائي سيئ أو عدم ممارسة تمارين رياضية أو التدخين أو الاكتئاب.
وتشير نتائج البحث التي نشرت في “مجلة القلب الأوروبية” إلى أهمية العلاقات الاجتماعية في الحفاظ على صحة جيدة.
ونسبت مجلة “الإندبندنت” البريطانية إلى مؤلف الدراسة البروفسور لو تشي من كلية الصحة العامة في جامعة تولين في ولاية نيو أورلينز قوله إن جودة التواصل الاجتماعي هي أكثر أهمية بالنسبة إلى صحة القلب لدى مرضى السكري من عدد الأشخاص الذين يتواصلون معهم. وشدد على ضرورة عدم التقليل من أهمية تأثير الوحدة في الصحة الجسدية والعاطفية، مناشداً مرضى السكري الذين يشعرون بالوحدة أن يفكروا في الانضمام إلى مجموعات أو فصول تعليمية، ومحاولة بناء صداقات مع أشخاص لديهم اهتمامات مشتركة.
وفي إطار الدراسة، دقق الباحثون في بيانات حصلوا عليها من “البنك الحيوي” في المملكة المتحدة، وهو قاعدة بيانات على الإنترنت للسجلات الطبية وسجلات نمط الحياة، لأكثر من نصف مليون بريطاني.
واستخدم معدو الدراسة استبيانات لتقييم الشعور بالوحدة لدى الأفراد، وعوامل أخرى قد تؤثر في العلاقات، منها “مؤشر كتلة الجسم”، والنشاط البدني والنظام الغذائي ومعدل تناول الكحول والتدخين ومعدل تناول الأدوية وضغط الدم ونسبة الكوليسترول، ومدى التحكم بمعدل السكر فيه.
ووفقاً للنتائج، أصيب أكثر من 3 آلاف شخص بأمراض القلب خلال أكثر من 10 سنوات، بما في ذلك أمراض الشريان التاجي أو السكتة الدماغية.
ولاحظ الباحثون أن الأشخاص الذين أبدوا أعلى مستويات من الوحدة، كانوا يواجهون خطراً مرتفعاً بنسبة 26 في المئة من الإصابة بأمراض القلب، مقارنة بالأفراد الذين يعانون من مستويات منخفضة من الوحدة.
وخلص الباحثون إلى أن الوحدة تعد عاملاً خطراً للإصابة بأمراض القلب، ويتجاوز تأثيرها ذلك الذي تشكله عوامل أخرى مثل نظام غذائي غير صحي، وقلة ممارسة التمارين الرياضية، والتدخين، أو حتى الاكتئاب.
وأكد البروفيسور تشي أن الوحدة تأتي في مرتبة أعلى كعامل ممهد لأمراض القلب والأوعية الدموية، مقارنة بكثير من العادات المرتبطة بنمط الحياة.