أثارت صور قائد حركة “الجهاد الإسلامي” زياد النخالة ملتقياً في طهران وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الأربعاء والرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الخميس وقائد الحرس الثوري حسين سلامي السبت، الكثير من الأسئلة المتعلقة بالتصعيد الأخير في غزة.
ففي ظل قيادة النخالة، تحولت “الجهاد الإسلامي” الني أسسها فتحي الشقاقي عام 1981 مستلهماً ثورة آية الله روج الله الخميني الى وكيل تابع كلياً لإيران. وباتت هذه الحركة اليوم لإيران في غزة ما هو “حزب الله” لإيران في لبنان والحوثيين في اليمن.
وتقول صحيفة “جيروزاليم بوست” إن إيران تدعم “حماس” إلا أنها تسيطر على “الجهاد”، وهناك فارق بين الأمرين. ولفهم سلوك التنظيم الإرهابي في الأسبوع الأخير، من المهم فهم مصالح إيران، وليس على المرء أن يكون خبيراً في شؤون الشرق الأوسط لفهم ذلك.
النخالة في طهران
وقال سلامي للنخالة في اجتماع في طهران: “نحن معكن على هذه الطريق حتى النهاية، وليدرك الفلسطينيون أنهم ليسوا وحدهم”.
وأوضح سلامي أن أعمال “الجهاد الإسلامي” أطلقت “مرحلة جديدة”، وإسرائيل ستدفع “ثمناً باهظاً مرة جديدة على جرائمها الأخيرة”، والمقاومة الإسلامية “تتمتع بالقدرة على شن حروب كبيرة”.
ورغم ذلك، يمكن إسرائيل، بحسب “جيروزاليم بوست” التباهي بعد ثلاثة أيام من هذه “الحرب الصغيرة” “بانجازات ذات دلالات”.
أولاً، فاجأت “الجهاد الإسلامي” بضربتها الدقيقة على مخبأ في غزة حيث قتلت قائد القيادة الشمالية تيسير الجعبري، فضلاً عن قتل عبدالله قدوم، قائد فرع الصواريخ المضادة للدبابات. وسجلت نجاحاً آخر بقتلها خالد منصور، قائد القيادة الجنوبية. وهذه الأعمال تبرز القدرات الاستخباراتية والتقنية الإسرائيلية.
إلى ذلك، وجهت إسرائيل رسالة حاسمة لـ”الجهاد الإسلامي” وآخرين بأنها ستواصل مقاتلة المنظمة الإرهابية في الضفة الغربية، بشن هجمات ونقل المعركة إلى أرض العدو، وعدم الانتظار حتى ينجح هجوم إرهابي عليها.
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل لن تتوانى عن التدخل في الضفة الغربية ضد منظمة إرهابية تتلقى الأوامر من غزة. وقد وجهت رسالة قوية بأنه لن يتم التساهل مع محاولات “الجهاد” إرساء قواعد جديدة، ومعادلة جديدة تقوم على الرد على أي عملية للجيش الإسرائيلي في الضفة.
“حماس”
ولفتت الصحيفة إلى أن “حماس” أملت بعودة الحياة إلى طبيعتها لأن تفجراً كبيراً للعنف هذه المرة لا يخدم هدفها بإعادة إعماء غزة بمساعدة مصر وقطر. واستفادت “حماس” أيضاً من 14000 عامل تلقوا أذونات للعمل في إسرائيل، وهي تصاريح سحبت الأسبوع الماضي.
ويشار إلى أن “حماس” لا “الجهاد الإسلامي” تتمتع بالسلطة في غزة. وهي تريد أن تكون هي من يقرر موعد إطلاق حملة على إسرائيل. ولا تريد أن تكون أيديها مكبلة بمنظمة تفتقر الى المسؤوليات اليومية عن المواطنين في غزة، وحساباتها ليست بالضرورة منسجمة معها.
ومع ذلك، تقول الصحيفة إن “الجهاد الإسلامي” لم ترد كما كان متوقعاً، لأنه ليس من مصلحة إيران أن تقوم بذلك. ويبدو أن طهران حريصة على إبقاء الوضع في الجنوب عند مستوى معين، وليس من مصلحتها أيضاً تهدئة الوضع.
والأهم من كل شيء في ذهن قادة الجماعة الجهادية هو ما يناسب الجمهورية الإسلامية التي ترتبط بها عقائدياً ومالياً. وقال نخالة العام الماضي إن حركة “الجهاد الإسلامي” تلقت “أوامر مباشرة” من الحرس الثوري الإيراني وأن إيران سلمت قطاع غزة صواريخ استُخدمت لمهاجمة تل أبيب.
إنهاء القتال
بعد النجاحات الأولية التي حققتها ضد “الجهاد الإسلامي” يومي الجمعة والسبت، كانت مصلحة إسرائيل في إنهاء القتال عاجلاً وليس آجلاً. كلما استمر القتال لفترة أطول زادت احتمالية حدوث خطأ ما من شأنه أن يغير الصورة بشكل أساسي – مثل صاروخ إسرائيلي خاطئ من شأنه أن يقتل مدنيين فلسطينيين – ويؤدي إلى الضغط على “حماس” للانضمام إلى المعركة.
من ناحية أخرى، تود إيران أن ترى القتال مستمراً. فإذا لم يستمر، سيعتبر دليلاً على نفوذ لاعبين آخرين في المنطقة قادرين على إقناع “الجهاد الإسلامي” بأن الاستمرار في إطلاق الصواريخ الآن سيكون ضاراً بمصالحهم.