اليمن أمام خطر تصاعد العنف مع انهيار الهدنة

1

يواجه مبعوث الأمم المتحدة لليمن صعوبات في إحياء الهدنة التي استمرت 6 أشهر، بعد عدم توصّل الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين المسلّحة إلى اتفاق على تمديدها والتهديدات ضد السعودية والإمارات.

وتعهّد المبعوث الأممي هانس غروندبرغ مواصلة “الجهود الحثيثة للانخراط مع الأطراف بُغية التوصل وعلى وجه السرعة إلى اتفاق لإعادة ترسيخ الهدنة” التي خفّضت وتيرة العنف بشكل كبير منذ بدايتها في الثاني من أبريل(نيسان) الماضي.

وتسبّبت الحرب بمقتل مئات آلاف الأشخاص بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها، وفق الأمم المتحدة التي تقول إنّ البلد الفقير يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ويتهدّد خطر المجاعة الملايين من سكان اليمن، فيما يحتاج آلاف بينهم الكثير من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إلى علاج طبي عاجل غير متوافر في البلد الذي تعرّضت بنيته التحتية للتدمير، ويعتمد نحو 80% من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة، على المساعدات للاستمرار.

وقد رفض الحوثيون خطة غروندبرغ لتمديد الهدنة، التي تقرّر في البداية أن تستمر لشهرين وتم تجديدها على مرحلتين، إلى فترة 6 أشهر وتوسيعها لتشمل نقاط اتفاق جديدة، وتضمّن اقتراحه دفع رواتب الموظفين الحكوميين، وفتح طرق إلى مدينة تعز التي يحاصرها الحوثيون في جنوب شرق البلاد، وزيادة الرحلات التجارية من العاصمة صنعاء والسماح بدخول المزيد من سفن الوقود إلى ميناء الحديدة.

وكذلك، شمل التزامات بالإفراج عن المعتقلين واستئناف عملية سياسية “شاملة” ومعالجة القضايا الاقتصادية بما في ذلك الخدمات العامة، ولكن الحوثيين الذين استولوا على صنعاء في 2014 ويسيطرون على مساحات شاسعة من أفقر دول شبه الجزيرة العربية، قالوا إن الاقتراحات “لا تلبي طموحات الشعب اليمني”، و”لا تؤسس لعملية السلام”.

وقال المجلس السياسي الأعلى إن الشعب اليمني “لن ينخدع بالوعود الكاذبة”، مطالباً بعائدات من موارد النفط والغاز اليمنية التي تحصّلها الحكومة، بحسب وكالة الأنباء اليمنية التابعة للحوثيين.

ورغم ذلك، ترى الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط والباحثة في جامعة كامبريدج إليزابيث كيندال أنه “ربما لا تزال هناك فرصة لإحياء الهدنة”، موضحة “قد يكون الأمر ببساطة هو أنّ الأطراف المتحاربة تحث عن تعزيز مواقعها (السياسية) من خلال السماح بانقضاء الموعد النهائي للهدنة أول أمس الأحد”.

وخلال فترة الهدنة، تبادلت الحكومة اليمنية والمتمردون اتهامات بخرق وقف إطلاق النار، ولم يطبّق الاتفاق بالكامل وخصوصاً ما يتعلق برفع حصار المتمردين لمدينة تعز، لكنه نجح في خفض مستويات العنف بشكل كبير.

وفي بيانه، قال غروندبرغ إنه “يأسف” لعدم التوصل إلى اتفاق، متحدّثاً عن “استمرار المفاوضات”، ودعا أطراف الحرب إلى “الحفاظ على الهدوء والامتناع عن أي شكل من أشكال الاستفزازات أو الأعمال التي قد تؤدي الى تصعيد العنف”.

وفي واشنطن، قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس إنّ الولايات المتحدة تشعر بـ”قلق عميق” إزاء انتهاء الهدنة، وأوضح في بيان أنّ هذه الهدنة “هي أفضل فرصة تتاح منذ سنوات أمام اليمنيين للتوصّل إلى سلام”، وأضاف أنّ “الخيار أمام الأطراف بسيط: سلام ومستقبل أكثر إشراقاً لليمن، أو عودة إلى دمار ومعاناة عبثيين سيزيدان من انقسام وعزلة بلد يقف أساساً على حافة الهاوية”.

ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان أمس الإثنين، “جميع الأطراف إلى إبقاء الحوار مفتوحاً ووضع احتياجات الشعب اليمني في المقام الأول”.

التعليقات معطلة.