اليوغا بين المنافع الجسدية وتلك النفسية التي لا تعد ولا تُحصى

1

 
 
 
يتصور من يجهل حقيقة اليوغا أنها رياضة هادئة يقتصر هدفها على التأمل والعودة إلى الذات. قد يكون ذلك إحدى سماتها إلا أنه لا يسمح بحصرها في هذا الإطار لفوائدها التي لا تعد ولا تحصى، سواء من الناحية النفسية أو الجسدية.
حتى أن كثراً يجهلون أن ممارسة رياضة اليوغا تساعد على حرق حوالى 900 وحدة حرارية، ما قد يكون من الصعب تحقيقه عند ممارسة أنواع أخرى من الرياضة.
مدرّب اليوغا ومؤسس «مركز بيروت لليوغا» عائد غانم يشدد هنا على كل منافع اليوغا التي يمكن أن تُحدث تغييراً شاملاً في حياة كل فرد.
 
 
– أين تكمن أهمية اليوغا كرياضة؟
ثمة أنواع عدة من اليوغا. لكن هناك فوائد بعامة كدورها في تصحيح الجسم من خلال تمارين المط الفاعلة التي تتضمنها.
وهي تصحح الوضعية أيضاً وتساعد على تحقيق التوازن بين نسبة العضلات ومعدل المرونة في الجسم. فارتفاع نسبة العضلات بغياب الليونة لا يعتبر مفيداً، والعكس صحيح. التوازن هو أساس الصحة السليمة.
 
– ما الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها من يلجأون إلى ممارسة رياضة اليوغا؟
يسعى البعض إلى تقوية قدراتهم الفكرية على التركيز والصحة الذهنية باللجوء إلى اليوغا التي تساعد كثيراً في هذه الناحية. فنتيجة ضغوط الحياة المتزايدة تتراجع القدرات الفكرية لدى الإنسان وتقلّ قدرته على التركيز، وهنا يأتي دور اليوغا التي تساعد على تفعيل هذه القدرات.
هذا من دون أن ننسى أنه بمجرد تحسين القدرات الفكرية تتحسن القدرة الإنتاجية لدى الشخص. ثمة أشخاص يلجأون إلى رياضة اليوغا بحثاً عن الراحة النفسية والعاطفية.
فاليوغا تخاطب الروح والنفس، مما يجعلها علاجاً أمثل للتغلب على الضغوط التي نتعرض لها في حياتنا اليومية. لذلك يجد كثر السعادة الداخلية في ممارسة رياضة اليوغا لأنها تتيح التواصل مع الفكر وتولّد الشعور بالارتياح.
لا بد من التشديد على أن رياضة اليوغا تساعد على تحقيق التوازن بين الطاقتين السلبية والإيجابية، مما يتيح توازناً عاطفياً ونفسياً.
 
– هل تلجأ المرأة أكثر من الرجل إلى ممارسة رياضة اليوغا عامةً؟
في لبنان تهتم النساء بممارسة رياضة اليوغا أكثر من الرجال. إذ يعتبر الرجل أحياناً أن هذا النوع من الرياضات لا يناسبه وهو أنثوي أكثر فيرفض الفكرة ويفضّل البحث عن الرياضات التي تُحدث تغييراً لافتاً في جسمه وتساعد على زيادة معدل العضلات فيه بشكل واضح.
أما في بلدان أخرى كأوروبا مثلاً فيبدو اهتمام الرجل باليوغا مماثلاً لاهتمام المرأة. مما لا شك فيه أن ممارسة رياضة اليوغا تحتاج إلى التواضع والتخلّي عن مبدأ «الأنا» ego للاستفادة منها.
 
– هل من حالات معينة تحول دون ممارسة اليوغا؟
عندما يكون مدرّب اليوغا بارعاً وذا خبرة وإلمام في مجاله، لا يمكنه إيذاء أحد في أثناء التدريب على اليوغا، بل على العكس تبرز اليوغا كوسيلة علاجية لمشكلات عدة.
لكن ثمة وضعيات يفضل تجنّبها لمن يعانون مشكلات معينة كالديسك مثلاً أو الأوجاع في الركبة حيث يمكن عندها تغييرها أو تطبيقها بشكل مختلف.
 
– ما الفارق بين اليوغا وأي نوع من الرياضة؟
تعتبر اليوغا رياضة كغيرها من الرياضات، لكنها هادئة غير عدائية تساعد على زيادة الوعي والانتباه، فيما تعلّم تقنيات التنفس في تمرينات معينة.
 
– كيف يمكن البدء بممارسة رياضة اليوغا لمن لا يكون متمرساً فيها؟
يجب البدء مع أستاذ متخصص يومياً يكتشف رد فعل الجسم على التقنيات المعتمدة ويتم عندها اكتشاف ميله إلى أمور وتمارين معينة دون أخرى. علماً أن ثمة أنواعاً عدة من رياضة اليوغا وعلى مستويات عدة كالـ Hot Yoga التي تُجرى في غرفة تكون فيها درجات الحرارة مرتفعة وهي عبارة عن Detox تساعد في التخلص من السموم من خلال التعرّق وتنظيف الكلى والكبد والجهاز الهضمي، وتساهم في تنشيط الدورة الدموية وفتح مسام الجلد. ويمكن أن يمارسها الجميع باستثناء الحامل، مع الإشارة إلى أن هناك نوعاً معيناً من اليوغا خاصاً للحوامل.
 
– ما كمية الوحدات الحرارية التي يمكن التخلص منها بممارسة رياضة اليوغا؟
يمكن حرق 400 إلى 600 وحدة حرارية في رياضة اليوغا عامةً. أما في نوع الـHot Yoga فيمكن التخلص من 700 إلى 900 وحدة حرارية، وهي تعتبر نتيجة ممتازة.
 
– ما الفوائد المباشرة والسريعة لممارسة رياضة اليوغا؟
مع ظروف الحياة الصعبة، يغفل الإنسان عن التنفس بشكل صحيح، فلا يعي أهمية التنفس العميق صباحاً وظهراً ومساءً، وهذا ما تساعد عليه اليوغا. تكفي تقنية التنفس هذه لتغيّر الكثير من الأمور في حياتنا ولتزيد الوعي.
هي تعلّمه أيضاً الصبر، وهذا ما يمكن الحصول عليه تلقائياً. علماً أن التنفس الصحيح يساعد أيضاً على وصول الأوكسيجين إلى القلب والرئتين بشكل أفضل، ويساهم في التخلّص من التوتر. عند أخذ نفس من البطن بالشكل الصحيح، لا يعود التنفس سطحياً كما يحصل عادةً، بل من أسفل الرئتين فيخف الضغط على الشخص.
 
– بمَ يتميز الأشخاص الذين يلتزمون بممارسة رياضة اليوغا؟
يتميز أولئك الأشخاص بالتركيز الفكري وبردود فعلهم الهادئة والإيجابية. فاليوغا بشكل عام عبارة عن نمط حياة وتساعد في السيطرة على الذات والحد من التوتر في الحياة، وكأنها تتحول إلى نوع من المناعة ضد مسبّبات التوتر والسلبيات التي يمكن مواجهتها.
هي تساعد على العودة إلى الذات والاختلاء بالنفس والتصالح معها ومع من حولنا، فللتخلص من التوتر نتائج في زيادة الفاعلية في العمل والإنتاجبة.
هذا إضافة إلى منافع اليوغا الجسدية حيث يظهر تأثيرها في الجينات. فقد بيّنت الدراسات أن اليوغا قادرة على إحداث تغييرات جينية لدينا، وهذا أساسي في الحياة ويمكن أن يساعد في الحد من أمراض كثيرة قد نتعرض لها. كما تبين أن ثمة أمراضاً مستعصية طبياً استطاعت اليوغا أن تلعب دوراً في معالجتها. فوائدها الكثيرة دفعت شركات عدة لإدخالها ضمن دوام العمل لتأثيرها الإيجابي في إنتاجية الموظفين أيضاً.
 
– هل تحتاج ممارسة اليوغا إلى الليونة الزائدة؟
ليس مطلوباً ممن يبدأ ممارسة اليوغا أن يتمتع بالليونة، بل على العكس يُطلب من الشخص الذي ليس لديه ليونة اللجوء إليها.

التعليقات معطلة.