اليوم العالمي للسكري يذكر بتحديات مؤلمة تواجه المصابين به من النازحين اللبنانيين

2

في اليوم العالمي للسكري [14 نوفمبر (تشرين ثاني]، تسلط “النهار” الضوء على معاناة مرضى السكري في ظروف النزوح والمشاكل التي تؤثر على حالاتهم وقد تتهدد حياتهم في فترة لاحقة.

صحيح أن تداعيات الحرب والنزوح تطاول مختلف فئات المجتمع، إلا أن الفئات الأضعف والأكثر هشاشة قد تكون الأكثر تضرراً في مثل هذه الظروف. والأرجح أن ذلك الوصف ينطبق على من يعانون بسبب مرض السكري بين النازحين، لأسباب تشمل الرعاية الصحية الخاصة التي يحتاجونها، بما في ذلك الأدوية والالتزام بنمط حياة معين. واستكمالاً، يترتب على عدم الإيفاء بتلك الضروريات تأثيرات سلبية كبيرة على صحتهم، وبعضها قد يغدو مستعصياً.

في اليوم العالمي للسكري [14 نوفمبر/ تشرين ثاني]، تسلط “النهار” الضوء على معاناة مرضى السكري في ظروف النزوح والمشاكل التي تؤثر في حالاتهم، بل قد تهدّد حياتهم في فترة لاحقة.

وبحسب طبيبة أمراض الغدد والسكري، الدكتورة عبير دياب، يحتاج مريض السكري رعاية صحية وطبية متنوعة، تتناول المرض بحدّ ذاته، إضافة إلى التعامل مع تعقيداته والأمراض الأخرى التي قد ترافقه كارتفاع ضغط الدم، وزيادة الدهون غير الصحيّة في الدم، وتضرّر القلب والأوعية الدموية. وبالتالي، كيف تغدو تلك الصورة مع الظروف المعقدة المرتبطة بالحرب والنزوح؟
بحسب دياب، من المهمّ ملاحظة أن ارتفاع مستوى التوتر النفسي مثلاً لدى النازحين المصابين بالسكري يؤدي إلى زيادة إفراز هرمونات معينة، كالكورتيزول والأدرينالين وغيرهما. تعمل تلك الهرمونات بطريقة معاكسة لعمل هرمون الأنسولين، الذي يعتبر المسؤول الأول عن تنظيم مستوى السكر في الجسم؛ وهي تؤدي لاحقاً إلى ارتفاع ضغط الدم، وزيادة ضربات القلب وغيرها. النتيجة؟ تفاقم الزيادة في مستويات السكر والدهون المضرّة، وتراكم الضغوط السلبية على القلب والجهاز الدوري والأوعية الدموية [بما في ذلك تصلب الشرايين]، وتفاقم التهديد بحدوث سكتات الدماغ وذبحات صدرية وغيرها.
من جهة أخرى، تزيد ظروف النزوح والحرب صعوبة الالتزام بالحصول على أدوية ضرورية لسلامة مرضى السكري، على غرار حقن الأنسولين الضرورية لإنقاذ حياة المصابين بالنوع الأول من السكري، أو الأنواع الأخرى التي لا يُمكن ضبطها من دون حقن ذلك الهرمون.

كذلك، توضح تلك المعطيات الأهمية الخاصة لتوفر أدوية ارتفاع الضغط والدهون المضرّة، التي تندرج ضمن الأساسيات في رعاية مرضى السكري، خصوصاً وسط الحرب والنزوح. وكذلك تصعب الظروف نفسها إمكانية أن يلتزم مريض السكري بنمط حياة صحيّ وتغذية ملائمة لحالته. وبالتالي، قد يتضافر اضطراب حصول المرضى على الأدوية الأساسية لحياتهم، مع عدم  الالتزام بنمط حياة وتغذية صحيين، في تشكيل خطر جسيم على صحة المرضى وربما حياتهم، خصوصاً إذا طالت مدة التقصير والإهمال.

نمط التغذية اللازم لمرضى السكري

 

في ظروف النزوح، قد يصعب التقيّد بالنظام الغذائي المناسب لمريض السكري. وبحسب دياب، فإن للأطعمة التي تؤمَّن للنازحين قد ترتكز على النشويات والسكريات، مما يؤثر سلباً في مستويات السكر لدى من يعانون بسبب السكري بين النازحين. ومن المفترض أن يكون النظام الغذائي للفئة الأخيرة فقير بالنشويات والدهون مع زيادة كميات البروتينات والخضراوات فيه، مع القليل من الفاكهة.

إلى ذلك، تعتبر زيادة الوزن من المخاطر المهدّدة للنازحين المصابين بالسكريّ، بالتزامن مع تدني إمكانية اتّباع نظام غذائي صحيّ ملائم. وقد يتفاقم الأمر لدى من يميلون إلى الأكل العاطفي، ويتجهون إلى الأكل في حال الشعور بالتوتر.
كذلك نجد أن  النشاط الجسدي المنتظم بمعدل 3 مرات في الأسبوع، لمدة 45 دقيقة في كل مرة، يعتبر من العناصر الأساسية في التعامل مع مرض السكري، بالرغم من أنه قد يصعب الالتزام بذلك النشاط في ظروف الحرب والنزوح.
وفي حالات كثيرة، يكون مريض السكريّ ممتنعاً عن التدخين بسبب ضرره على حالته وصحة قلبه وشرايينه. لكن ظروف النزوح والعيش في مراكز إيواء مكتظة قد تؤدي إلى ارتفاع مستوى تعرّض مرضى السكري إلى التدخين السلبيّ [تنشق دخان سجائر وتبغ الآخرين] الذي يؤثر في ضغط الدم وحالة الشرايين  وغيرها.
ولا تنسى دياب أهمية توعية المريض بشأن فحص مستوى السكر لديه، وربما مرات عدة في اليوم، فيما قد لا يكون ذلك متاحاً أيضاً في مراكز الإيواء.
تجدر الإشارة إلى أن أي إهمال لمريض السكري، لجهة تناول الأدوية، أو المتابعة الطبية، أو فحوص السكر، أو غير ذلك من العناصر الأساسية في إدارة حالته، قد يوصل (الإهمال) إلى نتائج خطيرة، مثل الإصابة بجلطة دماغية أو ذبحة قلبية أو فشل كلوي وغيرها. كذلك، قد يؤدي ارتفاع مستوى السكر في الدم بشكل متكرّر، مع عدم مراقبة مستوياته، إلى ما يُعرف ب”غيبوبة السكري”، التي قد تسبّب أحياناً الوفاة.
وفي المدى البعيد، يؤدي ارتفاع مستويات السكر إلى ضرر في شبكيّة العين.

الفئات الأكثر انكشافاً أمام المخاطر 

ثمة فئات من مرضى السكري تعتبر  أكثر عرضة للمخاطر الصحية، خصوصاً في ظروف النزوح، على غرار من لديهم:
– عدم انتظام في مستويات السكري لفترة طويلة، تتخطى السبع سنوات.
– مشكلات مزمنة في الكلى.
– ارتفاعات مرضيّة في مستوى بروتين معين [آلبومين في البول].
– تاريخ من الإصابة بذبحات قلبية بسبب تصلب الشرايين.
– تقرّحات في القدمين قد تتفاقم وتعرضهم لإمكانية بتر القدمين.

التعليقات معطلة.