الإفراج عن الأمين العام لـ”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة” بعد اعتقاله لساعات في دمشق
ملخص
طالبت دمشق المجتمع الدولي والدول العربية بالوقوف إلى جانب سوريا في مواجهة “الاعتداءات العدوانية” التي تتعرض لها. وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان له إنه انتشر جنوب سوريا وأنه أجلى مواطنين دروز أمس لتلقي العلاج داخل إسرائيل.
أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم السبت أنه “انتشر في جنوب سوريا”، قائلاً إنه على استعداد لمنع دخول “قوات معادية” إلى المناطق الدرزية.
وأورد في بيان مقتضب أنه “يواصل متابعة التطورات مع الحفاظ على الجاهزية للدفاع ولمختلف السيناريوهات”، من دون أن يوضح عديد القوات المنتشرة أو نطاق انتشارها.
كما كشف الجيش الإسرائيلي عن أنه أجلى الليلة الماضية “خمسة مواطنين سوريين من أبناء الطائفة الدرزية لتلقي العلاج الطبي داخل إسرائيل، إذ نُقلوا إلى المركز الطبي زيف في تسفات (صفد) بعد إصابتهم داخل سوريا”.
في الأثناء، حضّ مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن اليوم إسرائيل على “الوقف الفوري” لهجماتها على سوريا، مندداً “بانتهاكاتها” المتواصلة لسيادة البلاد، غداة شنها سلسلة غارات على مناطق عدة بينها دمشق.
وفي منشور على منصة “إكس”، قال بيدرسن، “أدين بشدة انتهاكات إسرائيل المتواصلة والمتصاعدة ضد سيادة سوريا، بما في ذلك الغارات الجوية المتعددة على دمشق ومدن أخرى”، مضيفاً “أدعو إلى الوقف الفوري لهذه الهجمات، وإلى أن تمتنع إسرائيل عن تعريض المدنيين السوريين للخطر”.
أفرجت السلطات السورية اليوم عن الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة طلال ناجي بعد توقيفه لساعات، بحسب ما أفاد وكالة الصحافة الفرنسية مسؤولان في الفصيل الذي كان مقربا من الحُكم السابق في دمشق وقاتل إلى جانبه في سنوات النزاع الأولى.
وأتى توقيف ناجي بعد أقل من ثلاثة أسابيع من إعلان “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية، أن السلطات السورية اعتقلت اثنين من قادتها في دمشق، من دون توضيح الاتهامات.
وكانت الولايات المتحدة التي تصنف فصائل فلسطينية عدة منظمات إرهابية، حضت السلطات الجديدة على القيام بخطوات عدة لرفع العقوبات الغربية التي فرضت خلال عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد، بينها أن “تنبذ تماماً الإرهاب وتقمعه… وتمنع إيران ووكلاءها من استغلال الأراضي السورية”.
وقال قيادي في “القيادة العامة” لوكالة الصحافة الفرنسية إنه “جرى اعتقال الأمين العام للجبهة طلال ناجي (اليوم) السبت في دمشق”، وهو ما أكده مسؤول ثان.
بدوره، أوضح مصدر ثالث من الفصيل الذي تتخذ قيادته من دمشق مقراً “طُلب ناجي صباح اليوم لمراجعة أحد الفروع الأمنية، من دون أن يعود أدراجه. وتم توقيفه على الأغلب”.
وأكد القيادي أن الفصيل أجرى “اتصالات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادي في حركة ’حماس‘ خالد مشعل لطلب تدخلهم العاجل” مع دمشق.
وانتخب ناجي أميناً عاماً خلال يوليو (تموز) 2021 بعيد وفاة أحمد جبريل الذي أنشأ “القيادة العامة” عام 1968، إثر انشقاقه عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
واتخذ جبريل الذي كان يحمل الجنسية السورية موقفاً صارماً بدعم القوات الحكومية السورية عقب اندلاع النزاع داخل البلاد عام 2011. وشارك فصيله في القتال إلى جانبها خصوصاً ضمن معارك مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق ضد فصائل معارضة.
وعلى مدى عقود، استضافت سوريا خلال حكم عائلة الأسد عدداً من الفصائل الفلسطينية المناهضة لإسرائيل، أبرزها حركة “حماس” و”الجهاد الإسلامي” و”الجبهة الشعبية- القيادة العامة”.
سلسلة غارات إسرائيلية
يأتي ذلك غداة شن الطائرات الحربية الإسرائيلية أكثر من 20 غارة استهدفت مراكز عسكرية في جميع أنحاء سوريا ليل الجمعة – السبت، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي وصف هذه الغارات بالعنيفة، فيما أكدت وسائل إعلام رسمية مقتل “مدني” جراء الغارات التي استهدفت محيط دمشق وإصابة أربعة آخرين في حماة.
وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يملك شبكة واسعة من المصادر على الأراضي السورية عن “أكثر من 20 غارة إسرائيلية على درعا وريف دمشق وحماة، طاولت مستودعات ومراكز عسكرية”، مضيفاً أنها “الأكثر عنفاً منذ بداية العام”.
بدوره قال الجيش الإسرائيلي، “قصفنا موقعاً عسكرياً ومدافع مضادة للطائرات وبنية تحتية لصواريخ سطح – جو في سوريا”.
وذكرت وكالة “سانا” السورية الرسمية أن مدنياً قتل “جراء غارات طيران الاحتلال الإسرائيلي على محيط مدينة حرستا بريف دمشق”. كما أفادت الوكالة بإصابة أربعة أشخاص جراء القصف على محيط قرية شطحة بريف حماة الشمالي الغربي.
وتكثف إسرائيل عملياتها العسكرية في سوريا منذ إطاحة المعارضة الرئيس بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) 2024 مع تنفيذ عمليات قصف في أنحاء البلاد ودخول قوات برية إلى جنوب غربها، كما دعت إسرائيل إلى بقاء سوريا لا مركزية ومعزولة.
ودانت الرئاسة السورية في بيان أمس القصف الإسرائيلي الذي قالت إنه طاول القصر الرئاسي معتبرة أنه “تصعيد خطر” ضدها، وذلك بعد إعلان تل أبيب استهداف “المنطقة المجاورة” للقصر السوري كتحذير للسلطة السورية من تهديد الأقلية الدرزية، بعد اشتباكات دامية تسببت في أكثر من 100 قتيل خلال يومين.
وأورد بيان صادر عن الرئاسة “تدين رئاسة الجمهورية العربية السورية بأشد العبارات القصف الذي تعرض له القصر الرئاسي أمس (الخميس) على يد الاحتلال الإسرائيلي والذي يشكل تصعيداً خطراً ضد مؤسسات الدولة وسيادتها”. وأضاف “هذا الهجوم المدان يعكس استمرار الحركات المتهورة التي تسعى لزعزعة استقرار البلاد وتفاقم الأزمات الأمنية، ويستهدف الأمن الوطني ووحدة الشعب السوري”.
وطالبت دمشق المجتمع الدولي والدول العربية بالوقوف إلى جانب سوريا في مواجهة هذه “الاعتداءات العدوانية”.
في الأثناء أعربت ألمانيا اليوم عن “قلقها الكبير” حيال “المواجهات العنيفة” التي وقعت أخيراً في سوريا، داعية الحكومة السورية إلى ضمان “حماية السكان المدنيين”. وقالت وزارة الخارجية الألمانية في بيان إن “سوريا يجب ألا تصبح مسرحاً للتوترات في المنطقة”، داعية “جميع الأطراف الوطنية والأجنبية إلى التحلي بأكبر قدر من ضبط النفس”.
استنفار كامل
نفى قائد المجلس العسكري في السويداء طارق الشوفي في حديث لـ”اندبندنت عربية” صحة حدوث أي إنزال جوي عسكري في منطقتهم أو تلقي أي مساعدات وإمكانات عسكرية.
وأشار الشوفي إلى أن ما يجري ترويجه هدفه بث الفتنة بين الناس، مضيفاً أن قواتهم في جاهزية واستنفار كامل.
تحذير إسرائيلي
من جهتها أعلنت إسرائيل فجر الجمعة أنها شنت غارة على منطقة مجاورة للقصر الرئاسي في دمشق، مجددة تحذيرها السلطة الانتقالية من تهديد الأقلية الدرزية.
وجاء القصف الإسرائيلي بعد ساعات من تأكيد المراجع الدينية والفصائل العسكرية الدرزية الخميس، أنها “جزء لا يتجزأ” من سوريا التي ترفض “الانسلاخ” عنها، داعية السلطات إلى “تفعيل دور وزارة الداخلية والضابطة العدلية في محافظة السويداء من أبناء المحافظة”.
انتشار عسكري إسرائيلي جنوب سوريا استعدادا لكل السيناريوهات

التعليقات معطلة.