انخفاض جديد في شعبية ترامب ومعدلات تأييده تهبط إلى أدنى مستوى

1


فريق راديو صوت العرب من أمريكا

أشار الخبير الإحصائي ومحلل استطلاعات الرأي نيت سيلفر إلى أن أحدث استطلاعات قياس شعبية الرئيس دونالد ترامب تُظهر اتجاهًا “سيئًا باستمرار” بالنسبة للرئيس خلال ولايته الثانية. وقال سيلفر، عبر مدونته على منصة “Substack”، إن البيانات المجمعة من عدة استطلاعات كشفت بلوغ صافي معدل الموافقة على أداء ترامب مستوى منخفضًا جديدًا يُقدَّر بنحو -10.8 نقطة، ما يعكس اتساعًا في الفجوة بين المؤيدين والمعارضين، وفقًا لما نشرته مجلة “Newsweek“.

ورغم أن الشعبية السياسية تقليديًا تتقلب تبعًا للأحداث والمتغيرات الداخلية، فإن تراجع هذه الأرقام يُنظر إليه كمؤشر على حالة الرفض المتنامي للنهج السياسي للرئيس، لا سيما في ظل استمرار الإغلاق الحكومي الفيدرالي الذي ألقى بظلاله على الحياة العامة وأدى إلى تعطل الخدمات وتأثير مباشر على ملايين الأمريكيين. ويُعتقد على نطاق واسع أن هذا الإغلاق لعب دورًا محوريًا في تدهور صورة ترامب لدى قطاعات واسعة من الرأي العام.

وبحسب سيلفر، الذي أسس موقع “538” المتخصص في تحليل استطلاعات الرأي، فقد كان صافي تأييد ترامب عند -9.2 نقطة مطلع الأسبوع الماضي، ثم تراجع إلى -10.8 مع نهايته. ويعكس هذا الانخفاض استمرار الضغط الشعبي على الإدارة، في الوقت الذي تواجه فيه البلاد أزمات سياسية واقتصادية متداخلة.

ولفت سيلفر إلى أنه حتى الجهات التي اعتادت منح ترامب نتائج أفضل — مثل Rasmussen Reports وRMG Research — أظهرت نتائج سلبية، إذ بلغت نسبة الصافي لديهما -8 و**-1** على التوالي. وتُعد هذه المؤشرات لافتة لأنها تعني أن حتى أكثر استطلاعات الرأي ميلًا لجانب ترامب لم تُظهر تقدمًا في شعبيته.

أما الأرقام الصادرة عن مؤسسات أخرى، مثل استطلاع YouGov/The Economist الذي منح الرئيس صافي تأييد -19 نقطة، واستطلاع Ipsos/Reuters عند -17 نقطة، فتشير إلى أوضاع أكثر قتامة.

وفي الوقت نفسه، بدت الصورة أقل سوءًا في استطلاعات Morning Consult وClarity Campaign Labs، حيث سجلت نتائج صافي تأييد بلغ -5 و**-6**. لكن حتى هذه النتائج ظلت سلبية في مجملها، ما يعزز الاتجاه العام لمنحنى التراجع الشعبي للرئيس.

ويميل عدد من الخبراء إلى الاعتقاد بأن هذا التراجع مرتبط بشكل مباشر بالإغلاق الحكومي المستمر. وقال هيث براون، أستاذ السياسات العامة بجامعة نيويورك، إن إنهاء الإغلاق من شأنه تحسين تقييمات الرئيس، مضيفًا أن الأمريكيين “يميلون إلى دعم الرؤساء عندما تسير الأمور كما ينبغي”. ويعكس هذا التحليل إدراكًا متزايدًا بأن الأزمة الحالية لا تنال فقط من الإدارة سياسيًا، بل تضغط أيضًا على مصالح المواطنين بشكل يومي.

وتدعم منصة RealClearPolitics هذا التوجه؛ إذ يبلغ صافي تأييد ترامب وفق متوسط استطلاعاتها -8.9 نقطة، وهو الأدنى خلال ولايته الثانية حتى الآن. ووفقًا لهذه البيانات، فإن 44.3% من المستطلعين يؤيدون طريقة أداء ترامب مهامه، مقابل 53.2% يعارضون ذلك.

ومع أن ترامب لن يخوض انتخابات رئاسية جديدة، فإن شعبيته ستظل عاملًا مهمًا في تحديد هوية المشهد السياسي في الولايات المتحدة، خصوصًا مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر 2026. وقد تساعد تلك الاستحقاقات في قياس ما إذا كان ضعف التأييد سيُترجم إلى خسائر انتخابية للحزب الجمهوري، أم أن تحسين الأوضاع الداخلية — وعلى رأسها إنهاء الإغلاق — سيساهم في استعادة جزء من الثقة الشعبية.

التعليقات معطلة.